مشاورات مكثفة لدي ميستورا بشأن سوريا إثر وقف الولايات المتحدة محادثاتها مع روسيا

الأمير زيد يحذّر موسكو من استخدام أسلحة حارقة في مدينة حلب

مشاورات مكثفة لدي ميستورا بشأن سوريا إثر وقف الولايات المتحدة محادثاتها مع روسيا
TT

مشاورات مكثفة لدي ميستورا بشأن سوريا إثر وقف الولايات المتحدة محادثاتها مع روسيا

مشاورات مكثفة لدي ميستورا بشأن سوريا إثر وقف الولايات المتحدة محادثاتها مع روسيا

قالت متحدثة باسم ستافان دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا، اليوم (الثلاثاء)، إنّ دي ميستورا يجري محادثات مكثفة بعد أن أوقفت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا بشأن الصراع.
وأفادت المتحدثة جيسي شاهين في بيان صحافي في جنيف، بأنّ دي ميستورا "مايزال يجري مشاورات مكثفة بشأن المضي قدما للامام"، مضيفة "أنّه يتشاور بالطبع مع فريقه ومع الاطراف الاخرى المعنية بالامر".
وكانت الولايات المتحدة قد علقت المحادثات مع روسيا يوم أمس، بشأن تنفيذ اتفاق لوقف اطلاق النار واتهمت موسكو بعدم الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق الذي أبرم في 9 سبتمبر (أيلول)، لوقف القتال وضمان وصول المساعدات إلى البلدات المحاصرة. في المقابل، حملت موسكو واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات.
على صعيد متصل، حذر الأمير زيد بن رعد مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان، روسيا اليوم، من استخدام أسلحة حارقة في مدينة حلب السورية، قائلًا إنّ جرائم أحد الطرفين لا تبرر التصرفات غير القانونية للطرف الآخر. مضيفًا في بيان أنّ الوضع في حلب يتطلب مبادرات جديدة جريئة "بينها مقترحات للحد من استخدام الدول دائمة العضوية في مجلس الامن لحق النقض (الفيتو)" الذي سيحول دون رفع مجلس الامن قضية سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
من جانب آخر، عزا نائب في البرلمان الأوروبي عن كتلة حزب الشعب الأوروبي فشل محادثات السلام بشأن سوريا بين روسيا والولايات المتحدة إلى أهداف موسكو العسكرية.
وقال السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ميخائيل غالر، اليوم، في تصريحات لإذاعة ألمانيا، إن روسيا ورئيس النظام السوري بشار الأسد يريدان حلا عسكريا على الأرض، مضيفًا أنّ واشنطن أعلنت لذلك وقف المفاوضات. وأكد أنّ مواصلة المحادثات بشأن سوريا ستجري في إطار الأمم المتحدة، معربًا في المقابل عن عدم توقعه التوصل إلى حل.
على الساحة الميدانية، ارتفعت حصيلة القتلى اليوم، جراء التفجير الانتحاري الذي استهدف ليل أمس حفل زفاف قرب مدينة الحسكة في شمال سوريا، إلى 32 شخصًا على الاقل، وفق ما أفاد مصدر طبي في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية. مشيرًا إلى أنّ "حصيلة التفجير ارتفعت إلى 32 قتيلًا واكثر من مائة مصاب".
من جهّته، أكّد المرصد السوري لحقوق الانسان ارتفاع حصيلة القتلى إلى 31 شخصًا على الاقل، مشيرا إلى وجود 16 جريحًا على الاقل في حالات حرجة.
وكانت حصيلة أولية أفادت ليل أمس بمقتل 22 شخصًا.
واستهدف تفجير انتحاري تبناه تنظيم "داعش" ليل أمس، قاعة أفراح قرب مدينة الحسكة خلال حفل زفاف احد افراد عائلة كردية معروفة، ينضوي افرادها في احزاب كردية عدة ويشغل عدد منهم مناصب قيادية، وفق المرصد ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وشاهد المراسل الذي توجه اليوم إلى قاعة الافراح التي استهدفها التفجير، الدماء تغطي المقاعد داخل القاعة. وقال إنّ أحذية نسائية ملطخة بالدماء لا تزال في القاعة وكذلك آلة تصوير.
وغداة أنباء عن مقتله جراء التفجير، اكد المرصد والادارة الذاتية الكردية، أنّ العريس ويدعى زرادشت فاطمي لا يزال على قيد الحياة. كما نجت عروسه ايضا.
وحسب عبد الرحمن، فإن العريس مقاتل في قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عربًا واكراد وكبدت تنظيم "داعش" خسائر ميدانية عدة في شمال وشمال شرقي سوريا.
وقال مسؤول اعلامي في الادارة الذاتية الكردية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ العريس "عضو مكتب العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي" التي تشرف على الادارة الذاتية الكردية.
واكد مصدر في قوات الامن الكردية التي تسيطر بشكل شبه كامل على مدينة الحسكة أمس، أنّ التفجير نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا.
وتعرضت مدينة الحسكة لتفجيرات عدة في السابق. ويسيطر المقاتلون الاكراد على غالبية مدينة الحسكة، فيما ينحصر وجود قوات النظام في المؤسسات التابعة للحكومة في وسط المدينة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.