موسكو تقلل من أهمية تهديد واشنطن.. ودي ميستورا: من الصعب استئناف المفاوضات السورية

وزير الخارجية الفرنسي: الأسد متمسك باستراتيجية الحرب الشاملة.. وعلى روسيا تحمل مسؤولياتها

موسكو تقلل من أهمية تهديد واشنطن.. ودي ميستورا: من الصعب استئناف المفاوضات السورية
TT

موسكو تقلل من أهمية تهديد واشنطن.. ودي ميستورا: من الصعب استئناف المفاوضات السورية

موسكو تقلل من أهمية تهديد واشنطن.. ودي ميستورا: من الصعب استئناف المفاوضات السورية

اعتبر الكرملين، اليوم (الخميس)، أنه لا داعي للتعامل بجدية مع تهديدات أطلقتها مصادر في واشنطن بشأن سيناريوهات استخدام القوة في سوريا.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم تعليقا على تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عن مصادر في واشنطن لم تكشف هويتها حول توجه الإدارة الأميركية لدراسة سيناريوهات قوة أكثر قسوة لحل الأزمة السورية "إنها أنباء لا مصدر معينا لها، ولذلك لا داعي للتعامل معها بجدية". كما وصف تصريحات الخارجية الأميركية حول احتمال تعليق التعاون مع روسيا بشأن سوريا بأنها "غير ملائمة". كاشفا أن الولايات المتحدة التزمت وفق اتفاقها مع روسيا الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم 9 أيلول (ايلول) الحالي، بالفصل بين المعارضة السورية والإرهابيين في سوريا في غضون أسبوع، لكنها فشلت في إحراز هذه المهمة. مستدركا بالقول "بدلا من طرح أسباب ما، ندعو الجميع لقراءة نص الاتفاقات، حيث كتب بوضوح أن الولايات المتحدة التزمت بالقيام بذلك. لكنها لم تفعل ذلك للأسف الشديد"، وذلك حسبما أوردت وكالات الانباء.
وبشأن الوضع في حلب السورية، قال بيسكوف إنه كارثي، مضيفا أن الولايات المتحدة ما زالت عاجزة عن التأثير على الوضع هناك، مؤكدا أن روسيا أيضا تواصل محاربة الإرهابيين في سوريا وتقدم دعمها للنظام السوري في هذه الحرب.
وبشأن إمكانية إعلان فترات تهدئة في حلب أسبوعيا لمدة 48 ساعة، قال بيسكوف إنه يجب أن يكون هناك تفهم واضح للهدف منها وحول الأماكن التي ستصل إليها المساعدات الإنسانية، مشددا على ضرورة الحيلولة دون إعادة انتشار قوات النصرة.
وفي معرض تعليقه على تصريحات السياسيين الأميركيين، قال بيسكوف إن موسكو تأسف للخطاب الأميركي غير البناء خلال الأيام الأخيرة، لكنها ما زالت مهتمة بالتعاون من أجل تسوية الأزمة السورية. مضيفا أن الجانب الروسي ما زال يأمل في وفاء واشنطن بالتزاماتها.
وبشأن تعليقات جون كيربي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي حذر روسيا من أنها قد تتعرض لهجمات إرهابية جديدة على خلفية فشل اتفاق الهدنة بسوريا، قال بيسكوف إن الاستخبارات الروسية تواصل التصدي لمخططات الإرهابيين دائما وتتخذ كافة الإجراءات اللازمة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن "نظام الرئيس بشار الأسد يتمسك باستراتيجية الحرب الشاملة". وأشار في حديث أدلى به لمحطة إذاعة " يوروب-1" إلى أن ذلك يجري "بدعم من روسيا".
وقال أيرولت إن " نظام بشار الأسد وروسيا" يتحملان مسؤولية جرائم الحرب التي تحدث في سوريا وذلك لأنهما يمارسان القصف الجوي. داعيا روسيا لكي "تتحمل مسؤولية عمليات القصف وأن تدين قصف حلب وتشجب استخدام السلاح الكيماوي وألا تصبح شريكا في هذا القصف الذي يدمر حلب لأن حلب باتت مدينة شهيدة". وتابع أن بلاده تفعل كل ما في وسعها لكي تتوفر الظروف اللازمة لفرض نظام وقف العمليات القتالية ووقف قصف حلب.
وأعلن أيرولت أن فرنسا مستعدة للنظر في مجلس الأمن الدولي في قرار حول الهدنة في حلب، مشيرا إلى أن باريس على اتصال وثيق مع لندن وواشنطن حول هذا الموضوع.
وأعرب عميد الدبلوماسية الفرنسية عن أمله بأن تدعم روسيا والصين هذا القرار.
من جهته، أكد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا اليوم "أنه من الصعب استئناف المفاوضات مع استمرار القصف في سوريا".



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.