اشتداد المعارك في كرش.. والانتصارات تتوالى بكهبوب وبيحان

مناشدة دولية لزيارة الصلو ومعرفة أحوال النازحين

مقاتلو الشرعية في إحدى جبهات كهبوب («الشرق الأوسط»)
مقاتلو الشرعية في إحدى جبهات كهبوب («الشرق الأوسط»)
TT

اشتداد المعارك في كرش.. والانتصارات تتوالى بكهبوب وبيحان

مقاتلو الشرعية في إحدى جبهات كهبوب («الشرق الأوسط»)
مقاتلو الشرعية في إحدى جبهات كهبوب («الشرق الأوسط»)

شهدت منطقة القبة الحمراء، شمال غرب مديرية كرش الرابطة بين محافظتي لحج وتعز، أمس الثلاثاء، معارك عنيفة إثر محاولة فاشلة للميليشيات الانقلابية لاستعادة مواقع خسرتها بيد قوات الجيش الوطني والمقاومة، وتكبدت الميليشيات فيها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وأكد اللواء فضل حسن العمري، قائد محور العند قائد اللواء، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة في جبهات كرش تواصل تحقيق انتصاراتها ضد الميليشيات الانقلابية وتحريرها جبل صهيب، وكذا جبل الأحمر وجبل النبي شعيب شمال غرب المديرية، وهي مواقع استراتيجية مطلة على محور العند ومحاذية لمديرية القبيطة. ولفت قائد محور العند في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قوات الجيش والمقاومة شنت أمس الثلاثاء هجومًا كاسحًا على مواقع تمركز ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مناطق القبة الحمراء الاستراتيجية شمال غرب المديرية، مشيرًا إلى تكبد الميليشيات خسائر كبيرة جدًا، على حد قوله.
وأوضح أن المواجهات العنيفة تتركز في القبة الحمراء وجبال قريبة من القبيطة تحاول الميليشيات الانقلابية الوصول إليها بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها خلال الأيام الفائتة أمام قوات الجيش والمقاومة التي نجحت بتحرير 6 مواقع استراتيجية كانت تسيطر عليها الميليشيات حتى منتصف الأسبوع الماضي.
وأكد أن اشتداد المعارك شمال غرب مديرية كرش تأتي بعد أيام من الانتصارات التي حققتها قوات الشرعية من خلال تحرير جبل باصهيب وتبة الشهيد والرزينة والحويمي وأجزاء من القبة الحمراء، مشيرًا إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تسيطر على نسبة 85 في المائة من مديرية كرش الاستراتيجية المهمة، على حد تعبيره.
وحول سر استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق كرش التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، أكد اللواء فضل حسن قائد محور العند أن منطقة كرش منطقة استراتيجية مهمة وهي البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج، وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن وخط الدفاع الأول للعاصمة المؤقتة.
وقال إن استمرار ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في حشد تعزيزاتها العسكرية والوصول إلى كرش رغم الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح التي تتلقاها على أيدي قوات الشرعية والرئيس هادي تأتي للأهمية الاستراتيجية لمنطقة كرش التي تربط لحج وتعز وتخوفها من توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة في مناطق تعز بعد سيطرتها الكاملة على كامل مناطق وأراضي محافظة لحج، مؤكدًا أن المعركة المقبلة ستكون في مناطق تعز وضمن خطة قوات الشرعية لتحرير محافظة تعز من الميليشيات الانقلابية التي سعت في تعز قتلاً ودمارًا وخرابًا.
وفي جبهات مناطق كهبوب الاستراتيجية المطلة على جزيرة ميون وممر الملاحة الدولية باب المندب تواصل قوات الجيش والمقاومة الجنوبية تحقيق انتصاراتها في شمال المنطقة المهمة والاستراتيجية، وتأتي تلك الانتصارات ضمن الإنجازات المتوالية التي تحققها قوات الشرعية في أكثر من جبهة قتالية بالمحافظة.
وقال الناطق الرسمي باسم جبهات الصبيحة وكهبوب بمحافظة لحج، أحمد عاطف الصبيحي، إن كهبوب وباب المندب تشهد مواجهات عنيفة متقطعة بين الميليشيات الانقلابية من جهة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية من جهة ثانية، لافتًا إلى أن الانتصارات المتوالية والسيطرة على عدد من المواقع الجديدة في شمال منطقة كهبوب الاستراتيجية تأتي بعد اشتباكات وتبادل قصف مدفعي وإسناد من طيران التحالف العربي، على حد قوله.
وفي مديريات بيحان بمحافظة شبوة شرق البلاد تتواصل المواجهات لليوم الرابع على التوالي بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة ثانية وسط فرار كبير من مقاتلي الميليشيات من جبهات القتال ناحية البيضاء، فيما تشير المصادر إلى نشوب خلافات بين الميليشيات الانقلابية مع بعضها البعض استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة. إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية، تواصل انتهاكاتها ضد أهالي تعز من خلال القصف المستمر لمنازل المواطنين في الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى وأرياف المحافظة، علاوة على تهجيرها للأهالي من منازلهم وآخرها أهالي قرية الصيار بمديرية الصلو، جنوب تعز، ومثلها مديرية الوازعية ومنطقة غراب، غرب المدينة، وحيفان (جنوبا).
كما تعرضت أحياء جبل الشماسي وحي الحسين، شرق المدينة، إلى قصف عنيف من قبل الميليشيات الانقلابية المتمركزة في القصر الجمهوري وتبة سوفياتيل والأمن المركزي. وواصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية قصفها من مواقع تمركزها في مدينة البرح، قرى العشملة والعبدلة وحمير التابعين لمديرية مقبنة محافظة تعز، ويتزامن القصف مع هجوم شنته الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تلك المناطق منذ منتصف الليل حتى اللحظة، عصر الثلاثاء. وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، العقيد الركن منصور الحساني لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية ما زالت تقوم بتهجير ما تبقى من أهالي قرية الصيار في الصلو وبشكل تعسفي، وتشردهم في القرى المجاورة بعد إجبارهم على ترك منازلهم». وأشار إلى أن ما تقوم به هذه «الميليشيات الانقلابية هي حالة من حالات الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في تعز وتمس حقوق الإنسان». وناشد الحساني «منظمات المجتمع المدني المحلية والمنظمات الدولية بزيارة مديرية الصلو، ومعرفة أحوال النازحين الذين هجرتهم الميليشيات الانقلابية»، موضحًا أن «جبهات القتال في تعز تشهد تطورات متسارعة في الوقت الذي تشن الميليشيات الانقلابية هجماتها المستمرة لتحقيق تقدم لها، والوصول إلى مواقع المقاومة والجيش الوطني دون تحقيق أي تقدم، سوى كسر الهجوم من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتكبيد الميليشيات الخسائر الكبيرة، وما زالت معنويات قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عالية، وتستعد لتحرير ما تبقى من مدينة تعز».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.