استئناف مفاوضات «التجارة الحرة» بين أوروبا وأميركا بداية أكتوبر

رغم عدوى الاحتجاجات في دول الاتحاد

استئناف مفاوضات «التجارة الحرة» بين أوروبا وأميركا بداية أكتوبر
TT

استئناف مفاوضات «التجارة الحرة» بين أوروبا وأميركا بداية أكتوبر

استئناف مفاوضات «التجارة الحرة» بين أوروبا وأميركا بداية أكتوبر

جرى الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، على تحديد موعد استئناف المفاوضات بين الجانبين حول اتفاقية التجارة الحرة والشراكة الاستثمارية.
وقال مكتب بعثة الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، في بيان تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن بيانًا مشتركًا صدر عن كل من الممثل التجاري الأميركي مايكل فرومان، والمفوض الأوروبي للتجارة سيسليا مالمستروم، جرى فيه تحديد موعد استئناف التفاوض يوم الاثنين الموافق الثالث من أكتوبر «تشرين الأول» القادم وتستمر حتى الجمعة، وذلك في نيويورك.
ويأتي ذلك بعد أن احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في عدة مدن بألمانيا والنمسا، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لمطالبة حكومتي البلدين بعدم توقيع الاتحاد الأوروبي على اتفاقيات تجارية جديدة يجري التفاوض بشأنها بين الاتحاد من جانب والولايات المتحدة وكندا من جانب آخر.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير نشرته الأحد الماضي إلى أن الاتفاقيات المقترحة تلقى معارضة كبرى منذ اتفاق واشنطن والاتحاد الأوروبي في 2013 على السعي لتأسيس منطقة جديدة للتجارة الحرة بسوق يضم أكثر من 800 مليون شخص.
ووفقًا للصحيفة نفسها، فإنه بعيدًا عن إزالة العوائق التجارية والتعريفات المتبقية بين واشنطن وبروكسل، يكمن أحد الأهداف المعلنة في التأكيد على أن تكون لوائح الاستهلاك الأميركية والأوروبية هي المعايير العالمية، بدلاً من المعايير المنخفضة للأسواق الصاعدة كالصين والهند.
ويرى المعارضون للاتفاقية المقترحة في أوروبا أنها غير عادلة، مشددين على أنها ستجبر الأوروبيين على قبول ما يرون أنها معايير استهلاكية أميركية أقل من نظيراتها الأوروبية، كما تسبب رغبة واشنطن في فرض حماية قانونية صارمة على استثماراتها في أوروبا في خلاف كبير، إذ يرى المعارضون الأوروبيون أنها قد تخالف قوانين الدول الأوروبية ذات الصلة. وتشهد عدد من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، خلافًا حول ما إذا كان من الضروري استمرار المفاوضات بين بروكسل وواشنطن بشأن مضمون الاتفاقيات المقترحة، والمعروفة باسم اتفاقية الشراكة الأطلسية في التجارة والاستثمار أو إنهاء تلك المفاوضات.
ومن المفترض أن تنعقد الجولة الـ15 من المحادثات، الشهر المقبل، في الولايات المتحدة، وبحسب «وول ستريت جورنال»، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يصر على إمكانية التوصل لاتفاق هذا العام في الوقت، الذي لم يعرب فيه أي من المرشحين البارزين لخلافته، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، عن تأييده للاتفاقية.
وفي أغسطس (آب) الماضي قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن اتفاقًا حول تبادل البيانات الشخصية، يحمل اسم درع الخصوصية، جرى التوصل إليه في وقت سابق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، قد دخل حيز التنفيذ، اعتبارًا من مطلع أغسطس الماضي، وكانت المفوضية قد اعتمدت هذا القرار في الثاني عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي، واعتبارًا من مطلع أغسطس يمكن للشركات التوقيع على الاتفاق مع وزارة التجارة الأميركية، بعد التحقق من أن سياسات الخصوصية تتوافق مع معايير حماية البيانات.
ونشرت المفوضية دليلاً للمواطنين يشرح طريقة حماية حقوق البيانات للأفراد في ظل درع الخصوصية، وما هي الوسائل المتاحة للمواطنين عند اكتشاف أي إساءة لاستخدام البيانات الخاصة بهم، أو عدم احترام حقوق حماية بياناتهم.
وقالت فيرا جورجيفا، مفوضة شؤون العدل والمستهلكين، إن درع الخصوصية تحمي الحقوق الأساسية للأوروبيين، شركات وأفرادًا في حال وجود أي انتهاكات.
وأضافت المسؤولة الأوروبية في بيان ببروكسل حول هذا الصدد أنها على ثقة بأن درع الخصوصية سيعمل على استعادة ثقة الأوروبيين في الطريقة التي يتم بها نقل البيانات الشخصية عبر الأطلسي، ومعالجتها من قبل الشركات كما يتضمن الاتفاق آليات لتسوية المنازعات وبطرق مثالية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.