لبنان: «التيار العوني» يستعد للتصعيد في الشارع.. وتحذيرات من «انقلاب سياسي»

مصادر قيادية مسيحية ترى في المواقف الإيرانية وحراك «8 آذار» مؤشرًا يمهّد لهذه الخطوة

لبنان: «التيار العوني» يستعد للتصعيد في الشارع.. وتحذيرات من «انقلاب سياسي»
TT

لبنان: «التيار العوني» يستعد للتصعيد في الشارع.. وتحذيرات من «انقلاب سياسي»

لبنان: «التيار العوني» يستعد للتصعيد في الشارع.. وتحذيرات من «انقلاب سياسي»

يستمر «التيار الوطني الحر» في التهديد بالتصعيد تحت شعار الميثاقية بعد اتخاذه قرار مقاطعة الحكومة ورفضه وفريقه السياسي حضور جلسات انتخاب الرئيس ما لم يتم التوافق على انتخاب النائب ميشال عون. وتحت هذه العناوين وغيرها، يستعد «التيار العوني» وعبر مكاتبه في المناطق اللبنانية بالتحضير لتحركات تصعيدية في الشارع، وهو الأمر الذي حذّرت منه مصادر قيادية مسيحية ورأت فيه مؤشرا لـ«انقلاب سياسي».
وتشير أوساط على اطلاع بتحركات «التيار الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مكاتب التيار في كل المناطق مستنفرة وهناك خطط وضعت واتصالات تجري مع الحلفاء لا سيما ما يسمى «حزب الله» الذي يدعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، من أجل الاستعداد لعمل ما، وتحديدًا تحركات في الشارع. وفي هذا الإطار، قالت المصادر القيادية المسيحية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «مواقف المسؤولين الإيرانيين وتطاولهم على المملكة العربية السعودية وصولاً إلى التناغم بين عون و(حزب الله) ولقاءات أحزاب 8 آذار التي تفاعلت في الأيام الماضية، دليل على أن هناك تحضيرا لانقلاب سياسي من خلال القمصان السود على غرار السابع من مايو (أيار) العام 2008 من دون إغفال الدعوات المتتالية لهذا الفريق إلى عقد مؤتمر تأسيسي والذي هو انقلاب واضح على اتفاق الطائف وسعي لحرب أهلية»، مضيفة «اللعبة أصبحت مفتوحة على شتى الصعد والقلق كبير على السيادة والكيان».
وليس بعيدا عن التهديد العوني المستمر بالتصعيد، كان هناك موقف لافت يوم أمس، للنائب في القوات اللبنانية جورج عدوان، الذي يدعم حزبه عون للرئاسة، قائلا: «إننا ذاهبون إلى مرحلة تصعيدية، وبرأيي أن المسؤولية والحكمة تقضيان بفعل كل شيء، والمدخل الأول لعدم الدخول في التصعيد هو أن ننتخب رئيس جمهورية، ونحن في هذا الإطار، كقوات لبنانية مرشحنا العماد عون».
في المقابل، يؤكد أحد المسؤولين في حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع لـ«الشرق الأوسط» أن القوات اللبنانية لا تحبذ الشارع وأبلغت الموفدين من قبل عون على ضرورة التروي وعدم الإقدام على أي خطوة من شأنها تهديد السلم الأهلي باعتبار الشارع له محاذيره خصوصًا في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة.
وتعليقا منها على «التهديد العوني» بالشارع، تقول وزيرة المهجرين أليس شبطيني «لا أعرف ماذا يريد ميشال عون فهو يعيش حالة ضياع ولا يعرف هو حتى ماذا سيفعل»، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة عدم الإقدام على أي خطوة غير مسبوقة في مرحلة استثنائية كالتي يعيشها لبنان والمنطقة، مشيرة إلى مساع لا تتوقف من أجل إصلاح ذات البين وبالتالي عودة الحكومة لاجتماعاتها وإقناع عون بأنه لا مناص إلا بالحوار وليس باللجوء إلى الشارع.
وتلفت في الوقت عينه إلى أنه لغاية الآن ليس هناك أي معطيات من شأنها أن تضفي إيجابية على الوضع الراهن ولا سيما تراجع عون عن قرار النزول إلى الشارع وعودة وزرائه للحكومة.
وتلفت الوزيرة شبطيني إلى اجتماع سفراء الدول الخمس الكبرى الذي عقد الأسبوع الماضي في السراي الحكومي، معتبرة على أنه دليل وتأكيدٌ في آن على دعم الحكومة واستمرارها باعتبار إسقاطها في هذه الظروف أمر غير وارد وهناك إجماع دولي على بقائها، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان كان له دورٌ إيجابي بصدد هذا الموقف لسفراء الدول الكبرى من خلال اتصالاته والمساعي التي يبذلها حتى أن السفراء أكدوا لرئيس الحكومة تمام سلام على ضرورة الالتزام بالمبادئ والثوابت والمسلمات الواردة في إعلان بعبدا التي تحصّن البلد وتحفظ سيادته.
وتضيف وزيرة المهجرين بأنّه طلب من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأن يكون له اتصالات ولقاءات وحتى إذا اقتضى الأمر جولات خارجية من أجل مواصلة الدعم للحكومة وللبنان بشكل عام نظرًا لدوره وعلاقاته الوطيدة إن مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام وكذلك مع الدول الشقيقة والصديقة ويمكنني القول: إنه يقوم بدورٍ محوري واستثنائي في هذه المرحلة.
وحول المعلومات التي تشير إلى التنسيق بين ما يسمى «حزب الله» والعماد عون ودفعه للنزول إلى الشارع، تقول شبطيني «لا أدخل في الافتراض والاستنتاج ولكن ثمة تأكيد حول تنسيق سياسي وأمني بينهما وهذا ما ينسحب على الموقف الإيراني من خلال الحملات التي يقوم بها كبار المسؤولين الإيرانيين تجاه السعودية وبالتالي دور إيراني تعطيلي للاستحقاق الرئاسي ليس لدي معلومات لكن من خلال ما يجري ثمة تأكيدٌ لهذه الأجواء وللموقف الإيراني الذي يتناغم مع (حزب الله) والعماد عون في سياق تعطيل الانتخابات الرئاسية وعدم النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. فأتمنى أن ينزل نواب العماد عون وأيضًا النائب سليمان فرنجية ونوابه إلى البرلمان وانتخاب الرئيس وقد يفوز أحدهما بالدورة الثانية وإلا في حال استمرت الأمور من خلال المنحى التعطيلي أرى أن الحلّ سيكون عبر مرشح مستقل وعندئذ يخسر (حزب الله) و8 آذار مرشيحهما».
وحول دور البطريركية المارونية واستياء البطريرك بشارة الراعي من هذا التعطيل تقول: «بصراحة لا قدرة للبطريرك على فعل شيء» هو يتمنى ويدعو الجميع لانتخاب الرئيس وخصوصًا المعطلين ولكن ليس في اليد حيلة. لذا أقول للتيار الوطني الحرّ بأن النزول إلى الشارع لا يفيد بل النزول إلى مجلس النواب بغية انتخاب رئيس جديد للبلاد فهو الخيار الأفضل، وعليه حتى لو كلفت في أي مهمة من أجل تقريب وجهات النظر وإجراء الحوار لكنت قبلت بذلك ومستعدة لزيارة الرابية (مقرّ العماد عون) إذا كان ذلك يؤدي إلى نتيجة إيجابية ويصب لصالح البلد وهذا أهم شيء بالنسبة لي أي مصلحة لبنان وكلّ اللبنانيين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».