«الرابطة المارونية» في لبنان تدعو لعودة اللاجئين السوريين بعد توافر المناطق الآمنة لهم

إقليموس لـ«الشرق الأوسط»: نقارب ملف النزوح بالمعايير الأخلاقية ومصلحة بلدنا

الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في حديث باسم مع عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن (رويترز)
الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في حديث باسم مع عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن (رويترز)
TT

«الرابطة المارونية» في لبنان تدعو لعودة اللاجئين السوريين بعد توافر المناطق الآمنة لهم

الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في حديث باسم مع عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن (رويترز)
الممثلة الأميركية أنجلينا جولي في حديث باسم مع عدد من الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن (رويترز)

اختتمت الندوة التي نظمتها الرابطة المارونية في لبنان، بعنوان «النازحون السوريون - طريق العودة» أعمالها أمس، وانصرف المعنيون فيها إلى إعداد التوصيات التي ستعلن يوم الثلاثاء المقبل، وهي ستتضمّن أبرز العناوين التي تناولتها، وأهمها التشديد على ضرورة «إيجاد الحلول العملية الممكنة لأزمة النزوح وتداعياتها، والخروج بمقررات قابلة للتحقق».
الندوة التي عقدت في فندق «متروبوليتان حبتور» في العاصمة اللبنانية بيروت، وشارك فيها ممثلون عن هيئات الأمم المتحدة وخبراء في القانون الدولي، ومنظمات تعنى بشؤون اللاجئين السوريين، دعت إلى «النظر بواقعية لقضية النازحين، والتحديات التي تمثلها بالنسبة للبنان، ووجوب اعتماد مقاربة موحدة لمعالجتها، والحد من أخطارها من دون تجاوز المعايير الإنسانية المتعارف عليها». وتقاطعت آراء كل المتحدثين فيها، على «حق عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لا سيما بعدما توافرت لهم مناطق آمنة في سوريا، ومواصلة الضغط على المجتمع الدولي لتقاسم أعباء النازحين مع البلدان المضيفة».
رئيس الرابطة المارونية أنطوان إقليموس، رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن اللبنانيين «لا يمكنهم أن يقفوا متفرجين على تفشي أزمة النزوح من دون السعي إلى إيجاد الحلول، أو أقله التخفيف من أضرارها». وقال: «سنحاول أن نضيء شمعة في وسط هذه الظلمة، بما يراعي مصلحة بلدنا، والقيم الأخلاقية التي تربّى عليها اللبنانيون، وأي مقاربة خارج هذين المبدأين، قد تكون لها ارتباطات معينة».
وأضاف إقليموس، وهو نقيب سابق للمحامين في لبنان، أن «الندوة التي تنظمها الرابطة المارونية، تتفهم الظروف الإنسانية والاجتماعية للنازحين السوريين، وهي تتعاطى معها بالمنطق الأخلاقي، إلا أن المصلحة اللبنانية لا تعلوها أي مصلحة أخرى». ولفت إلى أن «الظروف باتت الآن تسمح بعودة غالبية النازحين إلى بلادهم». وذكّر بأنه «خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا، تدفق عشرات آلاف السوريين المقيمين في لبنان، إلى السفارة السورية للإدلاء بأصواتهم، وهذا دليل على أن الموالين للنظام بمقدورهم العودة إلى مناطق سيطرة النظام، والذين يناصرون المعارضة يمكنهم الذهاب إلى مناطق المعارضة، إلا إذا كانت الإقامة في لبنان باتت هي المحببة إليهم».
وشدد رئيس الرابطة المارونية على أهمية التوصيات التي ستصدر عن الندوة يوم الثلاثاء المقبل، بحضور ومشاركة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، قائلا: «سنتابع هذا الموضوع مع مؤسسات الأمم المتحدة، وسنزود وفد لبنان إلى نيويورك (إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة) بهذه التوصيات، التي تعبّر عن رأي كل مكونات المجتمع اللبناني».
الندوة سلطت الضوء على ما وصفته بـ«الانعكاسات السلبية التي خلفها ويخلفها النزوح السوري على اقتصاد لبنان واليد العاملة اللبنانية، التي تضاف إلى الانعكاسات الاجتماعية والأمنية». وتحدث المنتدون على تأثيرات النزوح السلبية على القطاع السياحي. وسجّلوا أن «حظر سفر الرعايا الخليجيين إلى لبنان، أدى إلى تراجع الحركة السياحية والفندقية، وضاعف النكسات التي يعيشها القطاع السياحي منذ العام 2005».
والى جانب الإضاءة على أضرار النزوح، وارتباطه بالأزمة السورية وتداعياتها المستمرة، وبقاء هذه الأزمة رهن التسوية السياسية، دعا المشاركون في الندوة الدولة اللبنانية، إلى «المبادرة السريعة لتنظيم العمالة السورية، وفرض ضرائب على العامل السوري، تفوق ما هو مطلوب من الأجير اللبناني، بحيث لا ينافسه سلبا أو يأخذ مكانه في أسواق العمل، ما يفيد خزينة الدولة بطبيعة الحال، ويحافظ على الأولوية العملية الواقعية للبناني في سوق العمل».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.