طائرات التحالف ترمي منشورات لسكان شبوة وتدعوهم للإبلاغ عن العناصر الإرهابية

«أمنية لحج» تلقي القبض على عناصر من «القاعدة» في الحوطة

طائرات التحالف ترمي منشورات لسكان شبوة وتدعوهم للإبلاغ عن العناصر الإرهابية
TT

طائرات التحالف ترمي منشورات لسكان شبوة وتدعوهم للإبلاغ عن العناصر الإرهابية

طائرات التحالف ترمي منشورات لسكان شبوة وتدعوهم للإبلاغ عن العناصر الإرهابية

أكدت مصادر محلية مطلعة وأخرى أمنية بمحافظة شبوة شرق عدن، لـ«الشرق الأوسط»، عن تحليق مكثف شهدته مدينة عتق عاصمة المحافظة لطائرات التحالف العربي تلقي منشورات على السكان المحليين، تطالبهم فيها بالإبلاغ عن أي عناصر إرهابية في المدينة.
وجاء في المنشورات تحذير للسكان، وفي المقدمة بمدينة عتق، مركز المحافظة، من تلك العناصر الإرهابية، ومن هذه التحذيرات: «القاعدة في اليمن سوف تخونك»، و«إنهم يفرون من منطقة إلى أخرى زي الحشرات»، و«وجودهم يسبب لعائلتك المعاناة»، وكذا «أبلغ عن قيادة القاعدة في اليمن»، ووضعت منشورات التحالف رقما لـ«واتساب»، وبريدا إلكترونيا، وأكدت أن «جميع الاتصالات سرية للغاية».
وتأتي عملية إنزال المنشورات في الوقت الذي تستعد فيه قوات النخبة الشبوانية والمقاومة الجنوبية لحملة عسكرية مرتقبة لتطهير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية بدعم وإسناد مباشر من قوات التحالف في عدن وحضرموت. وكان 3 من عناصر تنظيم القاعدة قد لقوا مصرعهم الثلاثاء الماضي بغارة لطائرة أميركية من دون طيار «درون» بعاصمة محافظة عتق، في الوقت الذي وصلت فيه قوات الحزام الأمني إلى منطقة العرم التابعة لمديرية حبان شبوة والحدودية مع محافظة أبين، بعد إعلانها السيطرة الكاملة على المدينة الساحلية وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، وسط استعدادات لحملة عسكرية مرتقبة لتطهير شبوة من الإرهابيين فور اكتمال تطهير أبين وعلى غرار محافظة حضرموت.
على صعيد ذي صلة، أكدت المصادر الأمنية والعسكرية أن قوات أخرى يجري تدريبها في عدن على وشك التخرج بإشراف من قوات التحالف في اليمن بعد استكمال عملية التأهيل والتدريب، وتضم أكثر من ألف مجند من عناصر المقاومة في شبوة، التي ستساهم هي الأخرى في المشاركة بتنفيذ خطة محكمة وضعتها قيادات عسكرية وأمنية بالمحافظة بالتنسيق مع قوات التحالف بعدن وحضرموت، لتطهير شبوة من الجماعات الإرهابية واستكمال تحرير مناطق بيحان من الميليشيات الانقلابية، على حد قولها. ولفتت إلى أن معركة تطهير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية ستكون هي الفاصلة في استكمال تجفيف بؤر الإرهاب بالمحافظات المحررة، التي كانت تديرها أجهزة أمنية واستخباراتية تتبع المخلوع صالح لإرباك المشهد وإضعاف موقف قوات الشرعية والتحالف أمام المجتمع الدولي، وهو المخطط الذي أفشلته قوات التحالف والمقاومة، وبرزت من خلاله رعاية الحوثيين وصالح للجماعات الإرهابية وتوجيهها لتحقيق أجندات سياسية مشبوهة.
ويرى مراقبون أن ورقة الإرهاب المزعومة التي يزايد بها الانقلابيون من تحالف صالح والحوثيين، ستكون قد سقطت كآخر أوراق التوت مع تطهير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية التي لن يكون لها مكان للهروب سوى محافظة البيضاء الخاضعة لسلطة الميليشيات، وحينها ستجد ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح نفسها في مأزق تأمين طريق لهروب عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وسيعودون إلى أحضان الراعي الرسمي لهم، كما جرى ذلك مع عناصر التنظيم عندما تم تحرير أبين عبر منفذ مكيراس الاستراتيجي قبل أقل من أسبوعين.
ويرتبط تحرير محافظة شبوة من الجماعات الإرهابية بدرجة رئيسية بأمن واستقرار المحافظات الجنوبية والشرقية المحررة، وهي: حضرموت، ومأرب، والبيضاء، وأبين، وعدن، كون المحافظة باتت اليوم آخر معاقل الجيوب الإرهابية بجنوب اليمن، وفي حال تم تطهيرها بالكامل، فإن التحالف والقوات الشرعية يكونون قد أفشلوا مخطط الحوثيين وصالح في إظهار المناطق المحررة بيئة حاضنة للتنظيم الإرهابي، التي تشير أصابع اتهام متعددة إلى أنه من صنعهم.
ولتطهير شبوة من الإرهابيين أهمية بالغة الدلالة، كونها محافظة ذات أهمية استراتيجية كبيرة تربط أكبر محافظتين في الجنوب كانتا تحت سيطرة «القاعدة»، هما أبين وحضرموت، اللتان باتتا اليوم تحت سيطرة القوات الأمنية المدعومة من قوات التحالف لاستعادة الشرعية والدولة من قبضة الميليشيات الانقلابية.
ووفقا لمصادر مطلعة، ستكون محافظة شبوة هي المحطة المقبلة لحملة عسكرية مرتقبة تقودها قوات التحالف في عدن وحضرموت لتطهير المحافظات المحررة من الجماعات الإرهابية، حيث توجد عناصر التنظيم الإرهابي في مدينة عزان التي تسيطر عليها عناصر «تنظيم القاعدة بجزيرة العرب»، حيث بات تحريرها وشيكا جدًا خصوصًا مع وصول «قوات الحزام الأمني» في محافظة أبين إلى منطقة العرم التابعة لمديرية حبان بشبوة.
على صعيد آخر، ضبطت قوات الحزام الأمني في محافظة لحج، أمس، عناصر من تنظيم القاعدة بمدينة الحوطة عاصمة المحافظة. وقال حسين السعدي، القيادي في الحزام الأمني بمحافظة لحج، في تصريحات له، إن فرقة من قوات الحزام الأمني تمكنت خلال حملة أمنية نوعية من القبض على عناصر من تنظيم القاعدة في مدينة الحوطة بلحج، وهي من العناصر الخطيرة في التنظيم دون الكشف عن أسمائهم وعددهم. وتأتي العملية عقب مقتل عنصرين من قوات الحزام الأمني في منطقة صبر، أول من أمس، من قبل مجهولين يعتقد انتماؤهم لـ«القاعدة» في مركز محافظة الحوطة. وتواصل القوات الأمنية منذ أكثر من شهرين على تطهير لحج من الجماعات الإرهابية تنفيذ حملات دهم واعتقالات للعناصر الإرهابية وسط نجاحات كبيرة تحققها في القبض على خلايا إرهابية وأخطر المطلوبين أمنيا وضبط مخازن أسلحة ومعامل لصناعة المفخخات والعبوات الناسفة وكشف أوكار الجيوب الفارة ناحية أطراف المحافظة المترامية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه جبهات محافظة لحج مواجهات متقطعة مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح، تفقد الدكتور ناصر الخبجي، محافظ محافظة لحج، أمس الخميس، أوضاع المواطنين بمديرية طور الباحة، وكذا الجبهات المستعرة في أطراف المديرية المحاذية لمحافظة تعز. كما تفقد المحافظ الخبجي عددا من المرافق الحكومية بالمديرية، والتقى عددا من الشخصيات الاجتماعية والمواطنين والمسؤولين وقيادات من المقاومة، وزار أيضا عددا من المدارس التي يتم تأهيلها حاليا بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.