قررت مدينة ليل بشمال فرنسا أمس إلغاء مهرجان «براديري» للتسوق في الشوارع هذا العام بسبب المخاوف الأمنية عقب سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد مؤخرا ووصفت عمدة المدينة مارتين أوبري هذا القرار بأنه صعب ومؤلم، موضحة أنها راجعت الإجراءات الأمنية واستعدت لاتخاذ إجراءات احترازية إضافية بعد الهجوم الذي وقع في مدينة نيس خلال الاحتفالات بمناسبة «يوم الباستيل» منتصف الشهر الماضي وراح ضحيته 85 قتيلا ولكنها ذكرت أنها قررت في نهاية المطاف إلغاء المهرجان هذا العام بسبب «المسؤولية الأخلاقية» لتجنب سقوط قتلى أو مصابين، مشيرة إلى أنه لا يمكن إلغاء احتمالات الخطورة بشكل كامل. وعادة ما يشارك قرابة مليوني شخص في فعاليات المهرجان السنوي للتسوق الذي يقام في مدينة ليل منذ القرن الثاني، عشر حيث يخرج آلاف البائعين لعرض بضاعتهم في الشوارع.
ويذكر أن مهرجان براديري هو واحد من بين مهرجانات كثيرة ألغيت في فرنسا هذا العام بسبب المخاوف من وقوع أعمال إرهابية. ولقي أكثر من 230 شخصا حتفهم في فرنسا منذ مطلع عام 2015 خلال هجمات نفذها أشخاص أعلنوا الولاء لجماعات متطرفة.
ويعود تاريخ السوق إلى القرن الثاني عشر، ويقول منظموه إنه واحد من أكبر هذه الأسواق في أوروبا. واتخذت إجراءات أمنية خاصة لأكثر من 50 حدثا من هذا النوع بالإضافة للمهرجانات الصيفية هذا العام.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن هجمات المتشددين التي شهدتها فرنسا خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة لن تؤثر على عزمها السعي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024.
وسبق أن حذر هولاند من «حرب» طويلة مع المتشددين في الداخل والخارج. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس إن وقوع مزيد من الهجمات على أراض فرنسية أمر حتمي، وألغي عدد من المهرجانات الصيفية لعجزها عن توفير المعايير الأمنية اللازمة، وقال مصدر في الشرطة إن شرطة باريس قبضت أمس على مهاجر أفغاني يشتبه بأنه كان يخطط لهجوم في العاصمة. وقال هولاند في عدد أمس من صحيفة «لو باريزيان»: «كل مدينة من المدن المرشحة تواجه مسألة الإرهاب.. لا يوجد بلد محصن». ووصل هولاند إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أول من أمس للترويج لمحاولة فرنسا استضافة الأولمبياد، وذلك عشية مراسم افتتاح دورة ألعاب 2016. وجاء ذلك بعد أسابيع من وقوع هجمات دامية نفذها موالون لتنظيم داعش في مدينتي نيس وروان الفرنسيتين. ويكثف معارضو هولاند المحافظون انتقاداتهم لسجل الرئيس الأمني ويقولون إنه متهاون مع المتشددين المشتبه بهم. وقتل أكثر من 200 شخص في هجمات وقعت في فرنسا منذ يناير (كانون الثاني) 2015.
وقال هولاند: «الخطر موجود لكن بلادنا على استعداد لمواجهته. ومن يعلم كيف سيبدو العالم في 2024».
ولم تستضف فرنسا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية منذ عام 1924 وخسرت شرف استضافة دورة 2012 بفارق بسيط لصالح لندن. واعتقلت شرطة المرور في شمال باريس أمس مهاجرا أفغانيا بعد يوم من توزيع أجهزة الأمن لصورته للاشتباه في أنه ربما كان يعد لتنفيذ هجوم.
بسبب المخاوف الأمنية.. ليل الفرنسية تلغي مهرجانًا للتسوق
هولاند: خطر المتشددين لن يؤثر على محاولة فرنسا استضافة أولمبياد 2024
بسبب المخاوف الأمنية.. ليل الفرنسية تلغي مهرجانًا للتسوق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة