ليبيا: الجيش ينهي علاقته رسميًا بوزير الدفاع في حكومة السراج

استمرار الغارات الجوية على مواقع المتطرفين في بنغازي ودرنة

قوات الجيش الليبي تطلق صواريخ في اتجاه الأماكن التي يتحصن داخلها أتباع داعش في سرت (رويترز)
قوات الجيش الليبي تطلق صواريخ في اتجاه الأماكن التي يتحصن داخلها أتباع داعش في سرت (رويترز)
TT

ليبيا: الجيش ينهي علاقته رسميًا بوزير الدفاع في حكومة السراج

قوات الجيش الليبي تطلق صواريخ في اتجاه الأماكن التي يتحصن داخلها أتباع داعش في سرت (رويترز)
قوات الجيش الليبي تطلق صواريخ في اتجاه الأماكن التي يتحصن داخلها أتباع داعش في سرت (رويترز)

أعلن الجيش الموالي لمجلس النواب في شرق ليبيا، عن إنهاء علاقته رسميًا بالعقيد المهدي البرغثي، الذي كان يتولى قيادة الكتيبة (204) بعد انضمامه وزيرًا للدفاع في حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، والتي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس.
وأصدر الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، قرارًا يقضى بتغيير اسم الكتيبة (204) إلى الكتيبة (298)، وتعيين العميد عبد الكريم البرغثي قائدًا لها، على أن تكون تبعيتها إلى المنطقة العسكرية في بنغازي.
وقال القرار إنه تم تعيين عبد الكريم خلفًا للعقيد المهدي، فيما أكدت رسالة من آمر منطقة بنغازي العسكرية، العميد سالم العبدلي، تغيير تسمية الكتيبة التي كان يتولاها في السابق، وعدم مخاطبة أي جهة أو وحدة عسكرية بالتسمية السابقة. وأكد العبدلي على أن المنطقة العسكرية في مدينة بنغازي لن تعتد بأي كتاب يرد إليها بالتسمية السابقة.
وتعني هذه التطورات إنهاء العلاقة الرسمية بين وزير الدفاع في حكومة السراج والمؤسسة العسكرية في شرق ليبيا، كما أنها تعد مؤشرا على تصاعد الخلافات بين حفتر والسراج من جهة أخرى.
إلى ذلك، أعلن سلاح الجو الليبي أنه قصف جرافة على متنها مقاتلون وذخائر وأسلحة تابعة للجماعات الإرهابية، قرب مصيف الأسيل غرب بنغازي.
وقالت رئاسة أركان القوات الجوية، إن إحدى مقاتلاتها تمكنت من تدمير جرافة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه، مشيرة إلى أن الجرافة كانت تحاول الدخول لمصيف الأسيل غرب بنغازي، لدعم ما تبقى من فلول المتطرفين، موضحة أنه تم أيضا تدمير عربات وآليات تابعة للجماعات الإرهابية على مقربة من شاطئ المصيف.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن علي بوستة، المتحدث الرسمي باسم عمليات عمر المختار لتحرير درنة، أنه تم مساء أول من أمس تدمير عدد من الآليات والعربات العسكرية تابعة لهذه الجماعات في غارة جوية غرب درنة. وقال إن سلاح الطيران نفذ غارة استهدفت تجمعًا لآليات وعربات مدرعة تابعة للجماعات اﻹرهابية في مزرعة الخشخاش غرب المدينة، التي تعتبر معقلاً رئيسيًا للمتطرفين في شرق البلاد.
وفى مدينة سرت أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»،‎ أن القوات الموالية لحكومة السراج، والتي تقاتل عناصر تنظيم داعش تحت غطاء جوى أميركي، وصلت إلى شرق حي الدولار وفي محيط مجمع قاعات واغادوغو، والقصور ومجمع العيادات بالمدينة.
وأشار في بيان مقتضب نشره المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن القوات شبه الحكومية تقدمت ودحرت ما أسماه بعصابة «داعش» الهاربة، واستهدفت إحدى آلياتهم.
ولليوم الثاني على التوالي تجاهلت وزارة الدفاع الأميركية وقوات حكومة السراج اتهامات وجهها العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي في شرق البلاد، لسلاح الجو الأميركي بتنفيذ غارات عسكرية استهدفت آليات عسكرية تابعة لقوات حكومة السراج بالخطأ، بدلاً من تنظيم داعش في مدينة سرت.
وقال المسماري في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، إن الطائرات الحربية الأميركية استهدفت آلية عسكرية تابعة لقوات السراج المشاركة فيما يسمى بعملية «البنيان المرصوص»، بدلاً من تنظيم داعش، واعتبر أن تنفيذ مقاتلات أميركية ضربات لمعاقل «داعش» في سرت يندرج تحت دور الدعاية الانتخابية الأميركية ولحكومة السراج، لافتًا النظر إلى أن رئيس الوزراء الليبي المدعوم من بعثة الأمم المتحدة يرى في أميركا الذراع القوي الذي يثبت حكومته في ليبيا.
وأضاف المسماري أن مدينة سرت ستتحرر بفضل قوات الجيش الليبي، وليس أميركا أو غيرها. لكنه رفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وطبقا لما أعلنه مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، فإن الضربات الأميركية شنتها طائرات مسلحة من دون طيار من الأردن، وطائرات من طراز هارير (إيه في – 8 بي) انطلقت من السفينة الحربية الأميركية «واسب» المرابطة في البحر المتوسط، مضيفًا أن الطلعات الجوية التي كان هدفها جمع المعلومات كانت تدار من قاعدة سيجونيلا في صقلية.
ويقول قادة عسكريون ليبيون، إن بضع مئات من مقاتلي «داعش» محاصرون في وسط سرت على الرغم من أنهم يسيطرون على 4 أحياء. وتتألف القوات التي تقاتل في سرت بالأساس من كتائب من مدينة مصراتة، وكثير من أفراد هذه القوات من المتطوعين أو معارضون سابقون قاتلوا خلال الانتفاضة على حكم معمر القذافي قبل 5 أعوام،، علما بأنه قتل 350 من أفراد الكتائب وأصيب 1500 منذ مايو (أيار) الماضي.
ونزح جميع أهالي سرت تقريبًا، وعددهم 80 ألفًا، عن المدينة، وباتت الشوارع شبه خالية، وغالبًا ما تمر عدة أيام هادئة عقب كل يوم يقع فيه قتال ضارٍ.
إلى ذلك، أعلن مجلس النواب الليبي أنه سيعقد خلال الأسبوع المقبل جلسة كاملة النصاب لأعضائه. لكنه لن يناقش على ما يبدو مسألة التصويت على منح الثقة لحكومة السراج ومجلسها الرئاسي.
وقال مقرر المجلس صالح قلمة، إنه تم الاتفاق بين الأعضاء على عقد جلسة كاملة النصاب، وبحضور الرئيس ونائبيه، الأسبوع المقبل، بعد توجيه نداء لباقي الأعضاء المتغيبين، مشيرًا إلى أن الجلسة الأسبوع المقبل ستخصص لمناقشة اللائحة الداخلية لمجلس النواب، وإبداء بعض الملاحظات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.