الحكومة المصرية تعلن موافقة الكنيسة على مشروع قانون بناء دور العبادة

بعد تلويح بابا الإسكندرية برفض مقترحات سابقة

الحكومة المصرية تعلن موافقة الكنيسة على مشروع قانون بناء دور العبادة
TT

الحكومة المصرية تعلن موافقة الكنيسة على مشروع قانون بناء دور العبادة

الحكومة المصرية تعلن موافقة الكنيسة على مشروع قانون بناء دور العبادة

قال مجدي العجاتي، وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب في مصر، أمس، إن الكنائس المصرية الثلاث وافقت على المسودة النهائية لمشروع قانون «بناء وترميم الكنائس». وجاءت تصريحات العجاتي بعد أن لوح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، برفض مسودات القانون السابقة. وتندلع أكثرية أحداث العنف بين المسلمين والمسيحيين في مصر على خلفية بناء الكنائس، التي ينظم إنشاءها قانون يعود لما يزيد عن القرن. وخلال الشهر الماضي فقط، سقط قتيل واحد على الأقل، وأصيب العشرات، في اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في جنوب مصر بسبب بناء الكنائس.
وأضاف العجاتي، في تصريح صحافي، أنه سيتم تسليم مسودة القانون لمجلس الوزراء لمناقشتها، ثم إرسالها إلى مجلس الدولة، تمهيدا للدفع بها للبرلمان لإقرار القانون بشكل نهائي. وأوضح الوزير أن مشروع القانون، الذي يتألف من 7 مواد، حدد 4 أشهر كمدة قصوى يرد فيها المحافظون على أي طلب يقدّم لهم لإصدار ترخيص بناء كنيسة، مؤكدا على توقيع الكنائس الثلاث على مشروع القانون.
ولا يوجد تعداد رسمي لأعداد المسيحيين في مصر، وإن دارت معظم التقديرات حول الـ10 ملايين نسمه، غالبيتهم يتبعون الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية. وسابقا، كان الحصول على ترخيص لبناء كنيسة يتطلب الحصول على موافقة رئيس الدولة، بضوابط قاسية. ويشكو المسيحيون من أن جهات عدة كانت تتدخل لعرقلة بناء الكنائس خشية اندلاع أعمال عنف.
وكان العجاتي قد أعلن - في وقت سابق - أن مشروع قانون بناء الكنائس لا ينص على موافقة الرئيس، أو رئيس الوزراء، على إعطاء إذن بترخيص بناء أو ترميم الكنائس، مشيرا إلى أن الحصول على الترخيص أصبح من سلطة المحافظ، وفقا لقوانين البناء العادية. وأضاف وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب أن أبرز ملامح القانون فيما يخص بناء الكنائس هو وجود كثافة سكانية كبيرة، مشيرا إلى أن الحكومة تقف على مسافة واحدة من الكنائس الثلاث، لافتا إلى أن الحكومة كانت تعالج «قانونا عليه مشكلات منذ 120 عاما».
واعتاد مسؤولو الدولة التعهد بتعديل قانون بناء الكنائس بعد الأزمات الطائفية، لكن المقترحات التي قدمت سابقا لم تحظ بموافقة الكنيسة. وكان البابا تواضروس قد أعرب، خلال لقاء سابق بوفد برلماني، عن خشيته من مشروع قانون بناء الكنائس، وقال: «لن نقبل سيطرة جهة معينة على بناء الكنائس في مصر، والقانون المعمول به حاليا منذ عصر الدولة العثمانية»، مشيرا إلى أن الكنيسة قد تضطر إلى رفض مشروع القانون.
والتقى البابا تواضروس بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، على خلفية أحداث عنف شهدتها عدة قرى في محافظتي المنيا وبني سويف، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وخلال لقاء بابا الإسكندرية بالرئيس، أعرب البابا تواضروس عن تقديره لحرص الدولة على ترميم الكنائس المُضارة جراء الأعمال «الإرهابية»، واهتمامها ببناء الكنائس في المُدن والتجمعات السكنية الجديدة.
وقد حرقت عدة كنائس في مصر، بالتزامن مع فض السلطات اعتصامين لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في منتصف يوليو (تموز) 2013، وأعلنت القوات المسلحة حينها عن عزمها ترميم تلك الكنائس.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.