بيروت تتألق في مهرجانات «بياف».. وتدخل موسوعة «غينيس»

في دورتها السابعة التي حملت اسم «اللواء فؤاد شهاب» عنوانًا لها

الفنانة كارول سماحة وإلى جانبها صاحب المهرجان ومنظّمه د. ميشال ضاهر ({الشرق الأوسط})
الفنانة كارول سماحة وإلى جانبها صاحب المهرجان ومنظّمه د. ميشال ضاهر ({الشرق الأوسط})
TT

بيروت تتألق في مهرجانات «بياف».. وتدخل موسوعة «غينيس»

الفنانة كارول سماحة وإلى جانبها صاحب المهرجان ومنظّمه د. ميشال ضاهر ({الشرق الأوسط})
الفنانة كارول سماحة وإلى جانبها صاحب المهرجان ومنظّمه د. ميشال ضاهر ({الشرق الأوسط})

في أجواء مميزة اجتمعت لها عناصر الموضة والجمال والفن والإبداع، أقيمت مهرجانات «بياف» (جوائز مهرجان بيروت الدولي) في دورتها السابعة وسط بيروت التي حملت اسم «اللواء فؤاد شهاب» عنوانًا لها.
وعلى أطول سجادة حمراء (5.5 كيلومتر) لفت شوارع العاصمة، انطلاقًا من شارع الحمراء وصولا إلى منطقة زيتونة باي، حيث جرى الاحتفال، فأدخلت «ست الدنيا» في مجموعة «غينيس»، وصل ضيوف المهرجان الذي كرم مشاهير من لبنان والعالم برعاية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي حضره شخصيًا.
عشرون شخصية برزت في عطاءاتها وإنجازاتها وضمن مجالات مختلفة، تم تكريمها في «بياف» هذا العام، الذي اعتُبرت نسخته السابعة واحدة من أفضل واهم النسخ التي قدمها حتى اليوم، إن من ناحية التنظيم، أو من ناحية بعض الأسماء اللامعة التي كرمها. النائب بهية الحريري والفنانتان العالميتان إيلين سيغارا وجاين مانسون والمصرية شيرين عبد الوهاب، إضافة إلى الممثلة التركية مريم أوزرلي التي اشتهرت بدور «السلطانة هيام»، والموسيقي راوول دي بلازيو وغيرهم، هي بعض الشخصيات التي أدرجها المهرجان على لائحته التكريمية هذا العام، فلاقت الترحيب من قبل الحضور، رغم أن علامات استفهام كثيرة ارتسمت من قبله حول أسماء أخرى تم تكريمها، دون تمتعها بخلفية إنجازات غنية تخول لها الحصول على هذا التكريم.
استهل الحفل بكلمة ألقاها دكتور ميشال ضاهر (صاحب الفكرة ومنظمها)، رحب خلالها بالحضور وفي مقدمتهم الرئيس سعد الحريري، مهديا هذه الدورة للجيش اللبناني. انطلقت أحداث المهرجان التي استضافت شخصيات من 12 دولة (إيطاليا وأميركا وفرنسا واليونان وتركيا ومصر والعراق وغيرها)، والتي تولى تقديمها كل من ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا ومذيع نشرات الأخبار على قناة «إم تي في» فادي شهوان.
وعلى وقع لوحة فنية وطنية بصوت ماجدة الرومي «من هالساحة»، افتتح المهرجان الذي خص في بدايته البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير، بلفتة تكريمية عرض خلالها ريبورتاج مصورا عن حياته وإنجازاته. ولتطل بعدها مباشرة النائب بهية الحريري كأول المكرمين، متسلمة جائزتها عن مشوارها السياسي والإنساني معا من ابن شقيقها الرئيس سعد الحريري. فألقت كلمة مختصرة شكرت فيها منظمي الحفل على جهدهم لإبقاء بيروت مدينة السلام، ولتختتمها بالقول: «ليس هناك من قدرة ستمنعنا من بناء دولة لبنان القوية الحديثة».
ثم اعتلت المسرح الفنانة كارول سماحة مقدمة إحدى أغاني ألبومها الجديد، ولتُسلم بدورها بعدها الجائزة التكريمية الخاصة بالفنانة الفرنسية إيلين سيغارا. وبدت هذه الأخيرة متأثرة بالتكريم، فشكرت لبنان على لفتته هذه تجاهها، ومقدمة بعدها أغنيتها الشهيرة «elle».
وصفق الجمهور طويلاً للممثلة التركية مريم أوزرلي أثناء اجتيازها منصة العرض للوصول إلى خشبة المسرح وهي ترتدي فستانا أزرق مطرزا، لتسلم جائزتها عن دور «السلطانة هيام»، في مسلسل «حريم السلطان». فألقت كلمة استهلتها بعبارة «حبيبتي بيروت» بالعربية، ولتشير إلى فخرها وامتنانها لحصولها على هذه الجائزة، واصفة إياها بالمكافأة عن جهدها في عملها التمثيلي.
ولتكر بعدها سبحة تكريمات طالت رجل الأعمال علي جابر ورئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت والممثلين السي فرنيني وجورج شلهوب، والمغنية الأميركية جاين مانسون، وصولاً إلى طبيب الأسنان رائد لطوف، والموسيقيين راوول دي بلازيو وميشال فاضل، ورجل الأعمال اللبناني نيكولا موصللي.
تلونت الحفلة بلوحات فنية أسهمت في الترفيه عن جمهور الحفل الذي أثنى في غالبيته على الإيقاع السريع لمجريات المهرجان، وقد وقعه المخرج كميل طانيوس (خصص بلفتة تكريمية في السهرة). فكانت إطلالات كارول سماحة وايلين سيغارا وجاين مايسون وشيرين عبد الوهاب، اللاتي أحيين الحفل بأدائهن أشهر أغانيهن، بمثابة استراحات ترفيهية شارك فيها الحضور وتفاعل معها، إما تصفيقا وإما غناء. كما كان للموضة مساحة لا يُستهان بها، بحيث حصدت تصاميم أزياء فساتين السهرة لعدد من المدعوات اهتمام الموجودين، الذين أثنوا على بعضها فيما انتقدوا المبالغة في بعضها الآخر. وكانت قناة «إم تي في» الناقلة الرسمية للحدث في لبنان، قد خصت هذا الموضوع بفقرة حملت عنوان «شرطة الموضة»، رافقت مرور المدعوين على السجادة الحمراء. فعلقت مقدماتها الثلاث (كارلا ومايا وريتا) على أزياء نافرة ارتدتها بعض الأسماء المعروفة في عالم الفن والمجتمع، فيما أثنت على أخرى تميزت بالأناقة والبساطة.
وفي القسم الثاني من التكريمات أطلت إيفون عبد الباقي (مستشارة الشؤون الدولية لرئاسة الإكوادور) وهي من أصل لبناني، فتسلمت جائزتها عن دورها السياسي الفعال في الإكوادور الذي رفع اسم لبنان عاليًا. ثم ألقت كلمة أكدت فيها أنها ورغم تنقلها في مختلف بلدان العالم، بقي لبنان الأجمل في نظرها، وطالبت السياسيين اللبنانيين بالاتفاق فيما بينهم، وإحلال السلام في لبنان لأنه يستأهل منهم هذه التضحية.
وبعدها مباشرة تم تكريم مصمم الأزياء الإيطالي روكو باروكو، فشكر القيمين على الحدث بالإيطالية، معتذرًا عن عدم إجادته العربية ليتفاهم مع الحضور بصورة أوضح، وهذا ما حصل بالفعل، فذهب كلامه سدى في غياب من يترجمه للحضور.
وشكرت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب اللبنانيين لمساندتهم لها منذ بداية مشوارها ومما قالته أثناء تسلمها جائزتها التكريمية: «أحبكم فأنتم أهم شيء حصلت عليه في حياتي الفنية، وهذه الجائزة بالذات رفعت من معنوياتي بعد أن عانيت من حالة إحباط في الفترة الأخيرة وأدت بي إلى الإعلان عن اعتزالي».
ومن بين اللفتات التكريمية التي تضمنها الحفل واحدة لرجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة (صاحب قناة «أون تي في» المصرية التي شاركت في نقل مجريات الحفل على شاشتها)، وأخرى لرياض طوق مقدم برنامج «بالجرم المشهود» على «إم تي في».
واختتم الحفل الذي استمر نحو الساعات الثلاث بتكريم الرياضي العراقي فريد لفتا، وطبيب القلب اللبناني المستقر في فرنسا إيلي عبود، ويعد واحدا من أهم مستشاري الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، إضافة إلى الموسيقي اللبناني الأرميني الأصل فارتان مالكونيان والمغنية اليونانية انجيلا ديمتريو، التي قدمت أغنيتها الشهيرة «ماغاباي» كمسك ختام السهرة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».