دانت دول ومنظمات خليجية وعربية الهجمات الإرهابية التي طالت جدة والقطيف ومحيط المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بالسعودية، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع الرياض في كافة الإجراءات التي تتخذها لاستئصال خطر الإرهاب.
وشهدت السعودية سلسلة تفجيرات، وقع أولها فجرا بالقرب من موقف سيارات مستشفى بجوار القنصلية الأمريكية بجدة، نفذه انتحاري، فيما وقع تفجيران آخران مساءا قرب مسجد بالقطيف، دون أن يسفر عن ضحايا بحسب معلومات أولية، بينما استهدف تفجير انتحاري أخير موقف سيارات لقوات الطوارئ قرب الحرم النبوي في المدينة المنورة، أسفر عن مقتل الانتحاري و4 من رجال الأمن في حصيلة أولية.
وفي اتصال هاتفي أجراه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أدان الرئيس التركي رجب إردوغان الهجمات الإرهابية التي شهدتها السعودية ، داعيا خلاله بالرحمة لمن قضوا في الهجمات، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، بحسب ما أفادت به مصادر في الرئاسة التركية للأناضول.
ودانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية في السعودية، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: هذه التفجيرات المشينة تؤكد بأن الإرهاب ليس له دين أو وطن، ومن قاموا بها لم يراعوا حرمة رمضان، وعلى أن تنبه شبابها بمخاطر الفكر المتطرف الذي يسهل الانزلاق إلى الإرهاب.
وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي إدانتها الأعمال الإرهابية التي وقعت اليوم في السعودية وتعلن تضامنها التام مع الرياض.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إن الإمارات تقف صفا واحدا مع السعودية في تصديها للإرهاب المجرم الذي يستهدف الترويع والتكفير والفتنة، مؤكدا أنها تتضامن مع المملكة في اتخاذ كل الإجراءات لاستئصال خطر الإرهاب الذي يهدف لزعزعة الأمن والأمان في بلاد الحرمين دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل وقدسية المسجد النبوي وأماكن العبادة الأخرى.وأكد أن استقرار السعودية هو الركن الأساسي في استقرار الإمارات ومنطقة الخليج، مضيفا: ومن هذا المنطلق فإننا نرى في هذه الجرائم استهدافا للإمارات ومدنها وشعبها، وإننا على ثقة بأن القيادة السعودية ستتمكن من القضاء على تهديد الإرهاب بكل أبعاده وأشكاله، وأن هذه الفئة الضالة لن تنجح في مساعيها الإجرامية أمام التكاتف والتلاحم الذي يدرك عبس مقصدها ودموية جرائمها وضلال دعوتها، كما أن الإسلام برئ من هذا الفكر المتكرف.
وشدد الشيخ عبدالله بن زايد على أن ملف الارهاب الذي نواجهه جميعا يتطلب منا التعاون والتنسيق والمثابرة، كما أن هذه الجرائم التي تستهدف السعودية الشقيقة وغيرها لن تزيدنا إلا عزما واصرارا على التصدي الحازم لها بكل قوة ولمن يسعى للعبث بديننا الحنيف وقيمه الانسانية الحضارية وأمننا واستقرارنا.
واستنكرت المنامة العمل الإرهابي الدنيء الذي طال الأراضي المقدسة وتعدى على المكانة التي تحظى بها البقعة المباركة لدى جميع المسلمين، مؤكدة تقديرها البالغ للجهود الضخمة التي تبذلها الرياض من أجل تعزيز أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية وإسهاماتها الفاعلة والدؤوبة في مواجهة مختلف الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي والوصول لمستقبل أكثر أمنا للبشرية، مجددة موقفها الراسخ الداعم للسعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لردع كل من يحاول العبث بأمنها أو إثارة الفرقة والفتنة بين أبنائها، ودعم كافة جهودها الرامية إلى ترسيخ الأمن وبسط الاستقرار في جميع أنحاء السعودية باعتبار أن ذلك ضمانة مهمة ولازمة لكي يسود الأمن مختلف أرجاء المنطقة والعالم، مطالبة بتضافر الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب بكافة صورها واشكالها وتجفيف منابع تمويلها.
وشددت البحرين على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تؤثر أبدا على ابناء الشعب السعودي المتماسك، ولن تنجح مطلقا في زعزعة استقراره ووحدة صفه وتكاتفه خلف القيادة الحكيمة لمواصلة النهضة والرخاء وإضافة المزيد من المكتسبات والمنجزات.
وفي عمان، أعرب ناطق باسم وزارة الخارجية عن الإدانة الشديدة للتفجيرات الانتحارية الآثمة التي وقعت مساء اليوم واستهدف أحدها موقف سيارات لرجال الأمن أثناء وقت الإفطار بالقرب من الحرم النبوي بالمدينة المنورة والآخران قرب مسجد في القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية.
وأضاف أن هذه الأعمال الإجرامية التي استهدفت الأبرياء في الحرم النبوي والمصلين الآمنين في المساجد الاخرى أثناء الصيام في الشهر تؤكد أن الارهاب لا دين ولا هدف ولا إنسانية له غير قتل الأبرياء وإلحاق الاذى بالآخرين الأمر الذي يتنافى مع كل الشرائع والأعراف الإنسانية.
وتؤكد السلطنة وقوفها مع السعودية في التصدي لهذه الأفعال الإجرامية لحماية أمنها واستقرارها ومقدساتها بكل الوسائل والسبل الممكنة.