تلميحات لمحافظ «المركزي المصري» بتخفيض العملة المحلية

من شأنه دعم الصادرات واجتذاب المزيد من الاستثمارات

تعاني الشركات من أزمة في تحويل الأموال بالدولار، بسبب شح العملة (رويترز)
تعاني الشركات من أزمة في تحويل الأموال بالدولار، بسبب شح العملة (رويترز)
TT

تلميحات لمحافظ «المركزي المصري» بتخفيض العملة المحلية

تعاني الشركات من أزمة في تحويل الأموال بالدولار، بسبب شح العملة (رويترز)
تعاني الشركات من أزمة في تحويل الأموال بالدولار، بسبب شح العملة (رويترز)

أعطى محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر مؤشرًا قويًا على إمكانية تخفيض العملة المحلية خلال شهور أو أسابيع، نظرًا لعدم استغلال 22.5 مليار دولار حصل عليها البنك المركزي في السنوات الخمس الماضية، ضاع أغلبها على استهداف سعر الصرف «كان يجب استخدامها في إصلاح السياسة النقدية ومنظومة النقد الأجنبي» بحسب تعبيره.
وتلميحات عامر تشير إلى قرب تخفيض قيمة الجنيه المصري، الذي تراجع نحو 40 في المائة منذ ثورة يناير (كانون الثاني) 2011. مع انخفاض الاحتياطي النقدي من 36 مليار دولار إلى نحو أقل من 17 مليار دولار حاليًا.
وقال عامر لصحف محلية أمس الأحد: «لن أفرح باستقرار سعر الصرف والمصانع متوقفة. سآخذ القرارات الصحيحة من وجهة نظري وأتحمل نتائجها... استهداف سعر العملة بغرض الحفاظ عليه كان خطأ فادحا وكلف الدولة مليارات الدولارات في السنوات الخمس الماضية، أسعار الصرف غير الحقيقية تعني تقديم دعم بشكل غير مباشر لكل إنسان يعيش في مصر بمن فيهم الأغنياء.. انخفاض الجنيه له إيجابيات لتنمية الصادرات».
ويباع الدولار في البنوك مقابل 8.88 جنيه وفي السوق الموازية بأكثر من 11 جنيها.
وقال عامر «مثلما لارتفاع سعر الصرف إيجابيات فإن لانخفاضه إيجابيات على الاقتصاد أيضًا حيث ترفع تنافسية المنتج المصري وتزيد قدرته للنفاذ للأسواق الخارجية وبالتالي زيادة الصادرات وتقليل الاستيراد»، مضيفا: «لا نستهدف سعرًا معينًا للعملة ولا نخضع لإملاءات الخارج».
وقد يدعم خفض الجنيه، الصادرات ويجتذب المزيد من الاستثمارات، لكنه سيزيد فاتورة واردات الوقود والغذاء المتضخمة بالفعل، ويرفع معدلات التضخم.
وقفز معدل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في المدن إلى 12.3 في المائة في مايو (أيار) مقابل 10.3 في المائة في أبريل (نيسان)، وفقا لآخر بيانات معلنة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وتعاني الشركات الأجنبية والمحلية من أزمة في تحويل الأموال بالدولار، بسبب شح العملة الأميركية في الجهات الرسمية، الأمر الذي يجبر تلك الشركات للجوء إلى السوق السوداء، ومنها ما علق نشاطاته في السوق المصرية.
وتستورد مصر الغاز المسال الذي يعالج أزمة الكهرباء التي اشتد أوجها الصيف قبل الماضي، وتراجعت بشكل ملحوظ حاليًا، إلا أن المصانع ما زالت تشتكي ومنها ما قرر الإغلاق لحين إشعار آخر، وفي هذا السياق أوضح الدكتور أحمد هيكل مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة، أن إدارة الشركة تكثف تركيزها في الوقت الحالي على تنمية استثماراتها الرئيسية في قطاع الطاقة، ولا سيما الشركة المصرية للتكرير وشركة طاقة عربية، وذلك بالتوازي مع إتمام برنامج التخارج من بعض المشروعات غير الرئيسية.
وتابع هيكل أن مشروع المصرية للتكرير يعد أكبر مشروع قطاع خاص تحت التنفيذ حاليًا في مصر، إذ اكتمل بأكثر من 85 في المائة تمهيدًا لبدء الإنتاج خلال عام 2017، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سينعكس تشغيله بصورة إيجابية على مستوى الأرباح التشغيلية المجمعة لشركة القلعة خلال عام 2018.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.