موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* هل أثرت «ديلي ميل» و«صن» في نتيجة استفتاء الانفصال ؟
لندن - «الشرق الأوسط»: من الواضح أن الحملات التي شنتها بعض صحف المملكة المتحدة ضد الاتحاد الأوروبي أتت بثمارها، إلا أن ثمة جدالاً عامًا محتدمًا حول ما إذا كانت الصحف تعكس أم تؤثر في الرأي العام.
كانت «صن» قد خرجت على القراء الأسبوع الماضي داعية إلى التصويت لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وفي تمام السادسة صباح الجمعة خرجت بعنوان رئيسي يقول: «نراك لاحقًا أيها الاتحاد الأوروبي». والملاحظ أن الصحف البريطانية في الجزء الأكبر منها كانت مؤيدة للانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وتبلغ «ديلي ميل» و«تيليغراف» و«إكسبريس» و«ستار» 4 أضعاف منافسيها من مؤيدي البقاء داخل الاتحاد، من حيث عدد القراء وعدد المقالات والموضوعات المناهضة للاتحاد.
* هل ثمة أخبار جيدة لـ«بي بي سي» والصحف بعد الاستفتاء ؟
لندن - «الشرق الأوسط»: هل سيتعين على «بي بي سي» التخلي عن الحرف الأول من اسمها؟ وهل ستضطر مزيد من الصحف لإغلاق أبوابها جراء التراجع المتوقع في الإعلانات؟ وهل سيصدق الناس وسائل الإعلام مجددًا؟
وقت كتابة هذا المقال، تبدو المملكة المتحدة أمة منقسمة على نفسها، في وقت تعصف بالحكومة حالة من الفوضى، وتشير التوقعات إلى دخول الاقتصاد في حالة من السقوط الحر. ومن المتوقع أن تجد أي حكومة مستقبلية نفسها منغمسة في تساؤلات قد تبقى قائمة لسنوات حول كيف ستخرج المملكة المتحدة تحديدًا من الاتحاد الأوروبي، ومدى تأثير ذلك على الإعلانات والصحف والإذاعة والتلفزيون على المدى البعيد. إلا أنه تبقى هناك تداعيات واضحة للخروج من الاتحاد الأوروبي على رأسها التداعيات المالية.
* وسائل إعلام تركية: تشكيل حزب معارض جديد قريبًا
أنقرة - «الشرق الأوسط»: بدأت ميرال أكشنير زعيمة الجناح المعارض داخل حزب الحركة القومية (المعارض) في تركيا، الحديث عن إمكانية تشكيلها حزبًا جديدًا. وقالت وسائل إعلام تركية إن الخطوات التي تقدم عليها أكشنير، تأتي بعد القرار النهائي للمحكمة المدنية في أنقرة، يوم الاثنين الماضي، بمنع المعارضين داخل حزب الحركة القومية (المعارض) من إجراء مؤتمر استثنائي في العاشر من شهر يوليو (تموز) الحالي. وأكدت مصادر سياسية أن ميرال أكشنير ستستمر في الوجود في الساحة السياسية، إلا أن عدم إمكانية ذلك من خلال حزب الحركة القومية (MHP) دفعها لتشكيل حزب جديد بمساعدة قيادات داخل الحزب نفسه. وتسعى أكشنير حاليًا لاستقطاب 20 نائبًا في مجلس النواب، لتكوين نواة أولية للحزب الجديد، ومن المرجح أن يكون أشهر مؤيديها هو رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، المستقيل أخيرًا، أوكتاى فورال.
* تغطية «صنداي تيليغراف» الحمقاء لـ«زفاف العام»
لندن - «الشرق الأوسط»: حملتنا «صنداي تيليغراف» معها إلى أجواء خمسينات القرن الماضي، وهي حقبة بدت خلالها الصحف في حالة تردٍ مزمن. وانعكست هذه الرغبة من جانب الصحيفة للعودة بعقارب الساعة في القصة التي خرجت بها أخيرًا تحت عنوان «زفاف العام»، وهي عبارة تعد في حد ذاتها من بقايا ماضٍ بعيد. إلا أن سخافة وحمق القصة لم تقتصر على عنوانها، وإنما تضمنت في ثناياها كثيرًا من العبارات المثيرة للصدمة لانفصالها عن الواقع. على سبيل المثال، أشارت القصة إلى العروس ألكسندرا ناتشبول باعتبارها «الوريثة»، رغم أنها في واقع الأمر ليست مؤهلة لوراثة أي شيء ذي أهمية تذكر بالنظر إلى أن شقيقها الأكبر هو الوريث الشرعي بلا منازع. واللافت كذلك أن تغطية فعاليات حفل الزفاف برمتها جاءت شديدة الشبه بالتقارير المشابهة حول حفلات الزفاف في الصحف المحلية التي تأتي مكدسة بتفاصيل لا قيمة لها.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.