الرئيس الفلسطيني يأمر بالضرب بيد من حديد على الانفلات الأمني

بعد وقوع اشتباكات راح ضحيتها 5 فلسطينيين وأكثر من 15 جريحًا

الرئيس الفلسطيني يأمر بالضرب بيد من حديد على الانفلات الأمني
TT

الرئيس الفلسطيني يأمر بالضرب بيد من حديد على الانفلات الأمني

الرئيس الفلسطيني يأمر بالضرب بيد من حديد على الانفلات الأمني

أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته المشددة لقادة الأجهزة الأمنية بالضرب بيد من حديد على الفلتان الأمني، وبضرورة حفظ الأمن وتحقيق الأمان للمواطن، وفق القانون وفي المناطق كافة.
وبحضور رئيس الوزراء وزير الداخلية رامي الحمد الله في اجتماع استثنائي، قال عباس لقادة الأجهزة الأمنية، إن عليهم الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه خرق القانون، وانتهاك حرمة الدم الفلسطيني لخلق حالة من الفوضى، أيا كان انتماؤه، مشددًا القول على أنه لا يوجد أحد فوق القانون.
واستمع عباس إلى تقرير مفصل حول الأحداث المؤسفة التي جرت في بلدتي يعبد ونابلس، والتي راح ضحيتها 5 فلسطينيين، بينهم 2 من ضباط الأجهزة الأمنية، وأكثر من 15 جريحًا، وأوصى الرئيس بمتابعة ملف الأحداث المؤسفة هناك، واطلاعه على المستجدات بهذا الخصوص.
وجاءت تعليمات عباس بعد ليلة غير اعتيادية فجر الجمعة قتل فيها 5 فلسطينيين، وجرح آخرون بينهم حالات خطيرة، خلال اشتباكات نجمت عن خلافات عائلية في نابلس وجنين شمال الضفة الغربية، وهو الأمر الذي تعهدت السلطة معه بالضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون، وتقديمهم للعدالة، في تحذير قوي متزامن مع تحذيرات فصائلية وشعبية أخرى من تحول الأمر إلى «فلتان أمني».
وأثارت المشكلات في نابلس وجنين الدهشة والغضب لدى عموم الفلسطينيين، لكنها أطلقت مخاوف أكبر من جر الضفة إلى فلتان أمني، بعد تجرؤ مواطنين عاديين على استخدام السلاح لفض المشاكل العائلية والانتقام من أفراد الأجهزة الأمنية. لكن كثيرين انتقدوا طريقة تعامل الأمن والقضاء في ردع القتلة، وكذلك التسامح مع بعض التيارات المسلحة التي تحظى بنفوذ ما.
وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه من تكرار حوادث القتل المتعلقة بفوضى انتشار السلاح في الضفة الغربية المحتلّة، داعيًا النيابة العامة إلى فتح تحقيق في الحادثين المنفصلين اللذين أوديا بحياة 5 مواطنين، وإصابة العشرات في نابلس وجنين. ودعا المركز السلطة لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضبط حالة الفوضى وانتشار السلاح، والحفاظ على حياة المواطنين، بما يتوافق مع المعايير والمواثيق الدولية ذات العلاقة.
وكانت الأجهزة الأمنية قد عقدت اجتماعا لبحث الموقف، وتلقت تعليمات من الرئيس عباس بالضرب بيد من حديد على الانفلات أينما وجد، وزجت بقوات إضافية في نابلس وجنين.
فيما تعهد رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج بأن «مطاردة واعتقال هؤلاء القتلة وتقديمهم للعدالة سيكون هدفنا الأساسي».
وبينما طالبت حركة فتح بنبذ كل حالات المظاهر المسلحة، والسعي لفرض سيادة القانون تحت إرادة وطنية شرعية واحدة، تؤمن بالسلاح الشرعي الذي يحمي المواطنين ويحمي سيادة دولة فلسطين، توجهت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى أبناء الشعب بدعوتهم إلى التعاضد والتكامل والتكافل، ونبذ أشكال الشقاق والخلاف كافة، ودعت الأجهزة الأمنية إلى استمرار بذل كل جهد لفرض النظام والقانون، حيث طالب صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الفلسطينيين «بالتعاضد والتكافل والتلاحم ونبد الفرقة والخلافات والشرذمة»، معتبرا أن الأحداث المأساوية «تضع علامات استفهام كثيرة».
واستغلت حركة حماس الأحداث لاتهام السلطة بانتهاج سياسة خاطئة، وطالبت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بتصويب مسارها «من ملاحقة المقاومة، إلى حماية الشعب من كل تهديد، رافضة أي شكل من أشكال الفلتان الأمني في المدن والقرى الفلسطينية»، إذ حمل باسم الزعارير، النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في الضفة، السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن انعدام الأمن، وانتشار الفوضى الأمنية. لكن الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري رد على حماس بتذكيرهم بأن «معدلات الجريمة والانتحار في غزة أعلى منها بكثير في المحافظات الشمالية مقارنة مع المساحة وعدد السكان»، رافضا «بيانات حماس لتأجيج المشاعر».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.