محنة آيسلندا.. هل كتبت السطر الأخير في مسيرة جو هارت؟!

مشوار حارس إنجلترا ومانشستر سيتي الكروي أشبه برحلة ناجحة مرصعة بالأخطاء

أهداف ساذجة هزت شباك هارت (إ.ب.أ) - جو هارت في فرنسا (أ.ف.ب)
أهداف ساذجة هزت شباك هارت (إ.ب.أ) - جو هارت في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

محنة آيسلندا.. هل كتبت السطر الأخير في مسيرة جو هارت؟!

أهداف ساذجة هزت شباك هارت (إ.ب.أ) - جو هارت في فرنسا (أ.ف.ب)
أهداف ساذجة هزت شباك هارت (إ.ب.أ) - جو هارت في فرنسا (أ.ف.ب)

بنبرة مفعمة بالأسى والحزن، أعلن حارس مرمى منتخب إنجلترا جو هارت: «أعتذر عن تسببي في ضياع المباراة والبطولة»، وذلك في أعقاب الخطأ الذي وقع فيه ومكن كولبين سيتورسون من تسجيل هدف الفوز لآيسلندا والدفع بإنجلترا خارج بطولة «يورو 2016».
في ليلة أحد أيام الاثنين الملتهبة، جاءت اللحظة التي قلبت حياة هارت رأسًا على عقب في غضون 18 دقيقة، عندما تحرك حارس المرمى البالغ 29 عامًا نحو اليسار، لكن يده الواهنة دفعت الكرة التي صوبها سيتورسون نحو المرمى، في محاولة ليست جيدة بما يكفي، حسبما اعترف اللاعب نفسه، لإحراز هدف.
كم عدد الأخطاء اللازمة لإشعال أزمة؟
- يفرض هذا التساؤل نفسه الآن لأن هارت سبق أن أخطأ كذلك، مما تتسبب في هدف ويلز الأول في لقائها أمام إنجلترا الذي سجله غاريث بيل، خلال مواجهتهما المبكرة في لقاءات المجموعة «ب»، انتهى ذلك اليوم بفوز إنجلترا أمام ويلز بهدفين مقابل هدف واحد، لكن ظلت الحقيقة أن إنجلترا تلقت في مرماها هدفًا من دون داع، بسبب افتقار هارت إلى القدرة على التصدي للكرة الحرة التي صوبها بيل في الدقيقة 42.
وهنا، رفع هارت يده مجددًا معتذرًا لزملائه. لا شك أن الصدق أمر طيب، لكن الاعتذار عن أفدح الأخطاء تحول لما يشبه شعارًا غير مرغوب فيه لمسيرة هارت الكروية. منذ أربع سنوات، وبعد اقترافه خطأ تسبب في إحراز كاميل غليك لهدف تعادل كبد إنجلترا نقطتين أمام بولندا في إطار مباريات التأهل لبطولة كأس العالم، استشعر هارت حاجة لتقديم اعتذار بعد المباراة.
وفي أعقاب الكارثة التي ضربت إنجلترا على استاد نيس بفرنسا، وجد مدرب إنجلترا روي هودجسون نفسه مضطرًا للاستقالة. أما المدرب القادم للفريق الوطني الإنجليزي، فإنه سيتعين عليه اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الوقت قد حان للتخلي عن هارت.
جدير بالذكر أنه منذ أن حل هارت محل ديفيد جيمس في ارتداء القميص رقم واحد، في أعقاب بطولة كأس العالم التي نظمتها جنوب أفريقيا عام 2010، تمتع بهيمنة مطلقة على هذا المكان، ولم يجرؤ أحد على منافسته. خلال تلك الفترة، قدم أداء رائعًا ومخيبًا للآمال في الوقت ذاته لناديه وبلاده. خلال تلك الفترة، حصد هارت مع ناديه مانشستر سيتي بطولتين للدوري وبطولتين لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وبطولة لكأس إنجلترا. ومنذ أول مباراة له في صفوف الفريق الوطني الإنجليزي في يونيو (حزيران) 2008، شارك هارت في 63 مباراة، خرج من 33 منها بشباك نظيفة.
إلا أن مسيرته الكروية أشبه بمسيرة ناجحة مرصعة بالأخطاء. على سبيل المثال، في أعقاب الخطأ الذي وقع فيه أمام بولندا عام 2012 وصفه روي كين بأنه «مغرور»، مشيرًا إلى الحاجة لمنافسة أقوى على مركز حارس المرمى. إلا أن ذلك لم يحدث قط. داخل مانشستر سيتي، فشل كوستيل بانتيليمون بادئ الأمر، ثم ويلي كاباليرو في زحزحته من مركزه. وداخل الفريق الوطني الإنجليزي، جاءت القصة مشابهة، حيث لم يشارك فريزر فورستر، الحارس البديل لهارت في يورو 2016، البالغ 28 عامًا، مع المنتخب سوى ست مرات. في ربيع 2013، أقنع هودجسون، بين فوستر بالتراجع عن اعتزال اللعب الدولي، والواضح أن السبب كان توفير منافس أمام هارت.
إلا أنه منذ ذلك الحين، لم يشارك فوستر، 33 عامًا، في صفوف الفريق الوطني الإنجليزي سوى ثلاث مرات، كان آخرها منذ عامين. أما جاك بوتلاند، 23 عامًا، الذي تغيب عن بطولة «يورو 2016» بسبب الإصابة، مثل فوستر، فقد شارك أربع مرات فحسب. ومثلما الحال مع فوستر وفورستر، لم يشارك بتلاند حتى الآن في مباراة تنافسية لها أهمية مع الفريق الوطني الإنجليزي.
أما توم هيتون من نادي بيرنلي فقد سافر إلى «يورو 2016» كاختيار ثالث، لكن هذا كان بسبب إصابة فوستر وبتلاند. وبالنظر لكونه في الـ30 ولم يشارك مع المنتخب سوى مرة واحدة، فإنه لا يبدو مؤهلاً لأن يحل محل هارت.
وكانت اللحظة التي اقترب خلالها هودجسون بأكبر درجة من منح الفرصة لحارس مرمى آخر لأن يكون الاختيار الأول، عندما حذر هارت بأن مكانه بالفريق لم يعد مضمونًا في أعقاب أداء سيئ له. يذكر أنه عندما سمح هارت لجيمس موريسون بتسجيل هدف المباراة الأول لاسكوتلندا خلال لقاء ودي على استاد ويمبلي في أغسطس (آب) 2013، قال المدرب: «سأراقبه عن قرب خلال المباريات التالية وآمل أن يقدم بعض المباريات الرائعة مع مانشستر سيتي».
وجاء هدف موريسون مشابهًا للهدفين اللذين سجلهما بيل وسيتورسون، بمعنى أن الكرة ارتطمت بهارت ودخلت الشباك من على يساره. وتوحي فترة السنوات الثلاث الفاصلة بين هذه الأخطار أن هارت لديه مشكلة على هذا الصعيد؛ ذلك أن تحركه باتجاه الكرة يأتي على حساب ارتفاع كاحله عن الأرض. وقد يقرر هارت أن عليه تطوير أدائه بخصوص هذه النقطة تحديدًا.
إلا أنه على مدار الموسمين اللذين مرا قبل انطلاق بطولة «يورو 2016»، تمتع هارت بمستوى ممتاز، فخلال الموسم الماضي وقع في خطأ واحد خلال بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز تسببت في دخول هدف مرماه. وخلال الموسم السابق له، وقع في ثلاثة أخطاء. خلال موسم 2013 - 2014 عندما تخلى مانويل بيليغريني عن هارت خلال سبعة مباريات بالدوري من أواخر أكتوبر (تشرين الأول) إلى أواخر ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد أخطائه أربعة. أما موسم 2012 - 2013، فشهد خمسة أخطاء من جانبه. في موسم 2011 - 2012، وقع في خطأ واحد، وفي كل من العامين السابقين لم يرتكب أية أخطار، وفي موسمي 2007 - 2008 و2008 - 2009 وقع في خطأ لكل موسم.
وخلال 39 مباراة بدوري أبطال أوروبا شارك بها عبر خمسة مواسم منذ 2011 - 2012، ارتكب هارت خطأ واحد أدى لدخول هدف في مرماه. ولا شك أن تلك إحصاءات مبهرة، لكن المشكلة أنه في البطولات القوية واللقاءات الحاسمة يكون هامش الخطأ المسموح به صفر تقريبًا، الأمر الذي اكتشفه هارت مساء الاثنين في فرنسا.
بالنسبة للمباراة المقبلة لإنجلترا، فلن تكون قبل 4 سبتمبر (أيلول) عندما يسافر الفريق إلى سلوفاكيا لخوض مباراة تأهل لبطولة كأس العالم. وتعتمد مسألة احتفاظ هارت بمكانه في الفريق على أدائه خلال المباريات الأولى من الموسم الجديد لمانشستر سيتي وكيفية رؤية خليفة هودجسون له. ومع ذلك، يبقى من المحتمل أن يقرر المدرب الجديد مسبقًا أنه ليس في موقف يمكنه من خوض رهانات.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.