عيد الفطر يصل الى لبنان خجولاً.. و«أعياد بيروت» تزين أجواء العاصمة

بيروت تستعدّ لاستقباله بحذر وطرابلس تسهر حتى الصباح

مدينة صيدا تفتح أسواقها استعدادا للعيد - ملصق مهرجان أعياد بيروت
مدينة صيدا تفتح أسواقها استعدادا للعيد - ملصق مهرجان أعياد بيروت
TT

عيد الفطر يصل الى لبنان خجولاً.. و«أعياد بيروت» تزين أجواء العاصمة

مدينة صيدا تفتح أسواقها استعدادا للعيد - ملصق مهرجان أعياد بيروت
مدينة صيدا تفتح أسواقها استعدادا للعيد - ملصق مهرجان أعياد بيروت

تبدو الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر في لبنان خجولة نسبة إلى تلك التي كانت تسوده في الأعوام الماضية في المناسبة نفسها. فبعد عمليات التفجير الأخيرة التي طالته في بلدة القاع الحدودية مع سوريا، والتحذيرات الأمنية الصادرة عن مديرية قوى الأمن لتجنّب أماكن التجمعات، تمّ اختصار مظاهر الاحتفاء، بحيث اقتصرت على برامج محدودة تكاد تكون مهرجانات «أعياد بيروت» الوحيدة الصامدة فيها حتى الساعة.
وأشار أمين أبي ياغي صاحب شركة «ستار سيستم»، وهي من المشاركين في تنظيم «اعياد بيروت»، إلى أن الاستعدادات جارية لإقامة المهرجان، لا سيما أن عددًا من الحفلات التي سيشهدها سبق الاتفاق حولها مع نجوم عالميين.
وقال في لقاء مع «الشرق الأوسط»: «حتى الساعة الاستعدادات باقية على حالها، وبعض نجوم الحفل من لبنان وخارجه يقومون بالبروفات الخاصة بحفلاتهم أمثال سعد المجرّد». وعمّا إذا شهدت الحجوزات إلغاءات بسبب الأوضاع الأمنية الحذرة السائدة في لبنان أجاب: «هي تسير في إيقاعها الصحيح ولم يتمّ إلغاء أي حجوزات حتى اليوم، فلطالما اعتدنا على التحدّي ومقاومة أي سبل تهدف لإحداث الفوضى في لبنان، فلم نستسلم يومًا وأصررنا على مواجهة الإرهاب بالموسيقى».
وفي موازاة مهرجانات «أعياد بيروت» فإن مدينة جونية ستشهد بدورها أمسيتين فنيّتين تقامان في 8 و9 يوليو (تموز) الحالي لمناسبة عيد الفطر، وذلك من خلال تقديم مسرحية «عنتر وعبلة» على مسرح كازينو لبنان، التي يلعب بطولتها الفنان غسان صليبا والسوبرانو لارا جوخدار.
أما في مدينة طرابلس الشمالية، فإن الاستعدادات لاستقبال العيد قائمة على قدم وساق، بعد أن تزيّنت طرقاتها لا سيما شارع سوريا، لاستضافة نشاطات خاصة في المناسبة، بينها فنيّة وأخرى ترفيهية خاصة بالأطفال. وتشهد الأسواق الأثرية القديمة، كما شارع عزمي ونديم الجسر ومناطق التسوق، حركة تجارية وازدحامًا شديدًا، خصوصًا بعد الظهر وفي المساء وحتى وقت متأخر جدًا، نظرًا لحب الأهالي للسهر والتبضع للعيد، بعد أن تنخفض درجة الحرارة. وهذا من عادات طرابلس، حيث تشهد الأيام العشر الأخيرة من رمضان، نشاطًا خاصًا ويكثر السهر في المقاهي، وتصبح المدينة عنصر جذب لكل المناطق المحيطة بها.
وفي مدينة صيدا الجنوبية غابت مظاهر العيد حتى الساعة، بحيث يؤكّد أهاليها أن الخطّة المسبقة التي كانت موضوعة من قبل فعالياتها الرسمية لاستقبال العيد، شهدت تعديلات جذرية، بحيث تمّ إلغاء بعضها وقلّة من بعضها الآخر قيد التنفيذ حتى إشعار آخر، إلى حين التأكد من الحالة الأمنية العامة في لبنان، التي عكّرتها عمليّات التفجيرات الأخيرة في بلدة القاع في قضاء بعلبك. وكانت المدينة قد شهدت أجواء من الترقّب والحذر، كحال غيرها من المدن اللبنانية التي تأثّرت بالأوضاع الأمنية المتردّية. وتعدّ الحفلة الغنائية التي سيحييها الفنان سعد رمضان في مطعم «آدم» وسط المدينة، هي التي ما زال موعدها صامدًا حتى الساعة دون أن يطرأ عليها أي تغيير.
أما مدينة صور الجنوبية، فقد أقامت جمعية التجار فيها وأسوة بمدينة صيدا جارتها، احتفالاً بمناسبة افتتاح الأسواق فيها ليلاً استعدادًا لاستقبال العيد. ودعا في المناسبة ديب بدوي، رئيس الجمعية المذكورة، أهالي المدينة للنزول إلى أسواق صور والتسوق للاستفادة من الحسومات الخاصة بالشهر الفضيل، خصوصًا أنه تمّ فتح المواقف العمومية فيها مجانًا أمام الجميع بعد الثانية ظهرًا.
ويؤكّد أحمد الحانوتي صاحب دكان لبيع المكسّرات في منطقة المزرعة في العاصمة، أن الغالبية من سكّان المنطقة يتبضّعون بشكل طبيعي من الأسواق التجارية المعروفة هناك، وأنه شخصيًا لم يجد فرقًا واسعًا بين حركة البيع السائدة اليوم والتي شهدها محلّه العام الماضي، لأن الجميع يريد الاحتفال بالعيد وتحضير المعمول الذي يعدّ رمزًا من رموزه.
أما نهى علام التي تعمل في محلّ لبيع الألبسة الولادية في شارع الحمرا غرب بيروت، فقد أشارت من ناحيتها إلى أن حركة البيع متوسطة، وأن الأهالي باتوا يمارسون جهدًا للحصول على حسومات إضافية، رغم أن غالبية المحلات التجارية في الشارع المذكور أعلنت عن تخفيضات وصل بعضها إلى 50 في المائة. أما محلات بيع الشوكولاتة كـ«باتشي» في وسط بيروت، فقد استعدّت لاستقبال العيد من خلال عرضها تصاميم وزخرفات مستوحاة من أجواء العيد، تحثّ الزبون على شرائها.



فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
TT

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)

احتفالات تحيي الموروث وتسترجع التاريخ وتعزز من الثقافة المحلية تقيمها وزارة الثقافة في عدد من المدن السعودية بمناسبة عيد الفطر، لإبراز ثقافة المجتمع السعودي، والعادات الاحتفالية الأصيلة المرتبطة به، وتجسيدها في قوالب إبداعية تستهدف جميع شرائح المجتمع.
«حي العيد» أحد هذا الاحتفالات التي تقيمها «الثقافة» في الرياض بدعمٍ من برنامج جودة الحياة - أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» - حيث تقام في 3 مواقع بالمدينة، هي: ساحة المصمك، وسوق الزل، وشارع السويلم، وهي مناطق اعتاد سكان الرياض على التردد عليها؛ كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مدينتهم.
وأعدت الوزارة المهرجان بأسلوبٍ مميز يأخذ الزائر في رحلة ثقافية إبداعية تعكس عادات المجتمع السعودي بهذه المناسبة، تبدأ بمنطقة «عيدنا في البيت الكبير» التي تقدم طابع البيوت السعودية المفعمة بالحب والمودة، وممرات العيد التي تشهد «مسيرة العيد» لتُدخِل البهجة على قلوب الزوار، وتنشر الفرحة بينهم بأجوائها العائلية.

يهتم أهالي الطائف بوردهم بشكل كبير ويقيمون له مهرجاناً كل عام للاحتفال به  (واس)

لتنتقل الرحلة بعدها إلى منطقة «عيدنا في جمعتنا»، وهي عبارة عن ساحة خارجية تحتوي على جلسات مميزة بطابع المهرجان متضمنة عدة أنشطة، وهي حوامة العيد التي تقام في شارع السويلم 3 مرات باليوم وتوزع خلالها الحلوى؛ لتُحاكي في مشهدٍ تمثيلي عادة الحوامة القديمة في نجد، بحيث كان الأطفال يحومون انطلاقاً من مسجد الحي، ومروراً بالبيوت، منشدين خلالها أهازيج مختلفة مرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.
وفي شمال السعودية، تقيم الوزارة مهرجان «أرض الخزامى» في نسخته الأولى بالتزامن مع العيد ولمدة 15 يوماً في مدينتي سكاكا، ودومة الجندل في منطقة الجوف، لإبراز التاريخ العريق للمنطقة والاحتفاء بعادات وتقاليد سكانها.
وسيتم إحياء المناطق المفتوحة حول قلعة زعبل بمعارض فنية مفتوحة بمشاركة فنانين من المنطقة ومن مختلف مناطق المملكة، إلى جانب إحياء شوارع القلعة بالألعاب الشعبية التي تُقدَّم بمشاركة أطفال المنطقة، كما ستوضع منصات لكبار السن لرواية قصص عن قلعة زعبل على المستوى الاجتماعي والنهضة التي تمت خلال المائة عام السابقة، التي أثرت بشكل عام على المنطقة.
كما سيوفر المهرجان فرصة التخييم للزوار ضمن أنشطة ثقافية مختلفة تتضمن السرد القصصي، والفنون الأدائية، والطهي الحي، في الوقت الذي سيقدم فيه شارع الفنون الشعبية كرنفالاً من الخزامى، يحوي مناطق لصناعة الزيتون وصناعات السدو.
وتحتضن بحيرة دومة الجندل عدة فعاليات، تشمل مقهى حديقة اللافندر، ومنطقة نزهة الخزامى، وسوق الخزامى لبيع مختلف المنتجات المستخلصة من نبتة الخزامى، وكذلك منطقة مخصصة لورش العمل التي تتناول صناعة مختلف منتجات الخزامى، والتعريف بها، وكيفية زراعتها.
كما يستضيف المسرح في مناطق المهرجان عروضاً موسيقية وأدائية لاستعراض تراث الخزامى في منطقة الجوف، والمعزوفات المختلفة باستخدام الناي والطبول والدفوف، إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية التي ستستضيف نخبة من الشعراء.
وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل مهرجان «أرض الخزامى» واحداً من أهم 10 مهرجانات ثقافية، عبر تقديم فعاليات بقوالب مبتكرة ومستوى عالمي، مع تأصيل التراث المادي وغير المادي، بما يضمن تغطية جميع الجوانب الثقافية، والتراثية، والإبداعية للمنطقة، مع إشراك الأهالي من ممارسين، ومثقفين، ومهتمين، في أنشطة المهرجان الرامية إلى إبراز نبتة الخزامى بوصفها هوية حضارية تمتاز بها المنطقة.
وفي غرب السعودية، تبدأ الوزارة بمهرجان «طائف الورد» الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإبراز مكتسباتها الطبيعية والتاريخية ونشر ثقافة أهاليها وتسليط الضوء على الورد الطائفي وأهميته.
ويصاحب المهرجان مسيرة استعراضية للورد، تضم مؤدِّين، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات ضخمة تعكس هوية المهرجان بالورود تجوب شوارع مدينة الطائف، وصولاً إلى متنزه الردف حيث تقام هناك فعاليات «جبل الورد»، ومعرض «ترانيم الورد»، و«سوق الورد».
وسيكون رواد الأعمال، والشركات المحلية والعالمية، والمنتجون المحليون والمزارعون، على موعد مع ملتقى «مهرجان طائف الورد» الذي يمثل منصة تجمع المزارعين مع رواد العلامات التجارية العالمية، مما يوجِد فرصاً استثمارية، واتفاقيات تعاون كُبرى مع العلامات التجارية العالمية؛ ليكون ورد الطائف ضمن أعمالهم المعتمدة.
وتأتي في مقدمة أنشطة متنزه الردف فعالية جبل الورد التي تعكس قصة ساحرة عبر عرض ضوئي على الجبل وممر الانطباعية الذي يعيد إحياء أعمال فنية بمشاركة فنانين محليين، كما يضم متنزه الردف، سوق الورد المتضمنة مجموعة من الأكشاك المصممة بطريقة عصرية تتلاءم مع طبيعة المهرجان؛ دعماً للعلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة التي تحوي منتجاتهم مواد مصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف المسرح مجموعة من الفنانين، محليين وعالميين، وتقام عليه عدة عروض فنية وموسيقية ومسرحية تستهدف الأطفال والعائلات وأيضاً الشباب.
وعلى جانب آخر من متنزه الردف، تقام فعالية «الطعام والورد»، بمشاركة نخبة من الطهاة المحليين في أنشطة متخصصة للطهي، بهدف تعزيز المنتجات المستخلصة من الورد الطائفي في الطبخ وتعريفها للعالم، كما خصص مهرجان «ورد الطائف» منطقة للأطفال في متنزه الردف، صُمّمت بناءً على مبادئ التعليم بالترفيه، حيث يشارك المعهد الملكي للفنون التقليدية بمتنزه الردف بورشتي عمل، من خلال حفر نقوش الورد على الجبس، وتشكيل الورد بالخوص في الوقت الذي يقدم «شارع النور» رحلة ثقافية وعروضاً فنية حية تقام على امتداد الشارع بمشاركة فنانين محليين.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم مهرجان «طائف الورد» إلى إبراز مقومات الطائف الثقافية، والترويج لمنتجاتها الزراعية، وأبرزها الورد الطائفي، والاحتفاء بتاريخها وتراثها بشكلٍ عام، مما يعزز من قيمتها بوصفها وجهة ثقافية جاذبة.