إقالة صهيب الراوي محافظ الأنبار من منصبه

مجلس المحافظة قال إن الإقالة جاءت على خلفية خروقات إدارية

من اجتماعات مجلس محافظة الأنبار
من اجتماعات مجلس محافظة الأنبار
TT

إقالة صهيب الراوي محافظ الأنبار من منصبه

من اجتماعات مجلس محافظة الأنبار
من اجتماعات مجلس محافظة الأنبار

قرر مجلس محافظة الأنبار، في جلسته التي عقدت في قضاء الخالدية في محافظة الأنبار، إقالة محافظ المدينة صهيب الراوي من منصبه، بحضور 18 عضوًا من أصل ثلاثين، وتمت الموافقة على القرار بالإجماع من قبل جميع الحضور في الجلسة، وأرجع المجلس سبب الإقالة إلى وجود فساد مالي وإداري.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس قرر بإجماع الحاضرين من الأعضاء إقالة المحافظ، بعد أن تشكلت لدى الأغلبية المطلقة القناعة بوجود خروقات إدارية وفساد مالي وإداري واستغلال للمنصب الوظيفي وهدر للمال العام، الأمر الذي دعانا إلى قرار الإقالة.
وأضاف كرحوت: «إن المجلس، ومن خلال الجلسة رقم 9 التي تم فيها التصويت بإقالة محافظ الأنبار من منصبه، مارس صلاحياته وفقًا لقانون الاستجواب، وجاءت هذه الإقالة لاستغلال المنصب الوظيفي والإهمال والتقصير المتعمد، وعليه جاءت الإقالة بحسب التصويت العلني، وسوف يفتح المجلس باب الترشيح لشغل منصب المحافظ الجديد».
من جانبه، أبدى محافظ الأنبار المقال، صهيب الراوي، أسفه لما أقدم عليه مجلس المحافظة، مؤكدًا رفضه لقرار التصويت ومهددًا بالاحتكام إلى القانون واللجوء إلى القضاء، ردًا على التصويت، وقال الراوي إن «تأكيدنا لعلنية جلسة الاستجواب التي طلبها الإخوة في مجلس المحافظة، وما جاء بعدها من طلبنا للتأجيل بسبب عدد الأسئلة الذي تجاوز الستين سؤالاً، والوعكة الصحية التي رافقتنا بسبب الجهود المضاعفة التي بذلت مع تطورات الملفين الأمني والإنساني أخيرا، ,في الوقت الذي نرحّب فيه بأية خطوة ذات مسار ديمقراطي في مجلس المحافظة، والمستوى الوطني عمومًا، ونرص الصفوف تكاتفًا للخروج من عنق الأزمة التي تمر بها محافظتنا، يؤسفنا اليوم أن يتخذ بعض الإخوة خطوة لا تصب في صميم هذه المعاني».
وأضاف الراوي: «إن ما صدر من قرار في مجلس محافظة الأنبار، لا يسعنا إلا أن نرفضه وطنيًا، ونتوجه إلى القانون العراقي والإداري لإحقاق الحق، ورفع العصا من عجلة التقدم التي كنا نمضي فيها مع الإخوة في مجلس المحافظة، من الذين عاشوا معنا الجهود التي بذلناها خدمة لوطننا ومحافظتنا».
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، خلال لقائه وفدا من مجلس محافظة الأنبار، أن إثارة الخلافات لا يصب في صالح المحافظة، وقال الجبوري إن «عملية إثارة الخلافات في الوقت الراهن لا تصب في صالح المحافظة وأهلها النازحين والمشردين»، لافتا إلى «أهمية توحيد الرؤى السياسية وتجاوز الخلافات والعمل على تأمين المدن وإعمارها وإعادة أهلها إليها».
وأضاف أن «جهد الإعمار وتهيئة الأرض مجددا يستلزم دعما دوليا متواصلا، واستقرارا سياسيا داخليا، وتوجها تاما نحو إصلاح واقع الحال العراقي».
وقالت نهلة محمود عضو مجلس المحافظة عن كتلة متحدون من أجل الأنبار، التي ينتمي إليها المحافظ المقال صهيب الراوي، إن كتلتها عازمة على الطعن بقرار المجلس بإقالته.
وأضافت: «إن قرار الإقالة غير قانوني، لكونه طلب من المجلس تأجيل جلسة الاستجواب، إذ إنه (الراوي) تعرض إلى وعكة صحية، ويرقد الآن في المستشفى، مضيفة أن «الراوي قدم في وقت سابق تقارير طبية إلى المجلس بخصوص التأجيل».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.