نواب وناشطون وأطباء وعلماء ألمان يقيمون دعوى قضائية ضد الرئيس التركي إردوغان

بتهمة ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية

نواب وناشطون وأطباء وعلماء ألمان يقيمون دعوى قضائية ضد الرئيس التركي إردوغان
TT

نواب وناشطون وأطباء وعلماء ألمان يقيمون دعوى قضائية ضد الرئيس التركي إردوغان

نواب وناشطون وأطباء وعلماء ألمان يقيمون دعوى قضائية ضد الرئيس التركي إردوغان

تقدمت المحاميتان الألمانيتان بريتا إيدر وبيترا درويشحاج بدعوى قضائية رسمية إلى النيابة الألمانية الاتحادية ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والعشرات من الوزراء والوزراء السابقين والضباط العسكريين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكانت حملة قضائية أخرى مماثلة ضد الرئيس التركي في عام 2011 قد رفضت من قبل النيابة الألمانية الاتحادية، بسبب الحصانة الدولية التي يحتفظ بها إردوغان رئيسا لوزراء بلده. ومن المحتمل أن ترفض النيابة العامة الدعوى مجددًا، لكن الموقعين على الوثيقة، كما يبدو، يعولون على التوتر الحالي في العلاقات بين تركيا وألمانيا، بالعلاقة مع إدانة البرلمان الألماني لجرائم العثمانيين ضد الأرمن كـ«إبادة»، لقبول القضية وبدء التحقيق فيها. ومن المتوقع، بغض النظر عن موقف النيابة العامة، أن تؤدي القضية إلى زيادة حدة التوتر بين البلدين. وقالت إيدر أمس، إن موكليها يعتبرون التقدم بالدعوى «قضية أخلاقية لا مناص منها» ضد جرائم الحرب التي يرتكبها النظام التركي ضد الأكراد في جنوب شرقي تركيا. وأضافت أنها قدمت الدعوى إلى النيابة العامة في كارلسروه حسب القوانين الألمانية السائدة. وتستند الدعوى، وفقًا لتصريح المحامية، إلى فقرات القانون الدولي التي تعتمد الحق الدولي في منع حصول جرائم الحرب بغض النظر عن مكان حدوثها.
يتألف محضر الدعوى من نحو مائتي صفحة موثقة بشهادات الناجين من المجازر وإفادات شهود العيان. وتشمل دعوى ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كثيرا من الوزراء والسياسيين الأتراك البارزين بينهم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ووزير الداخلية السابق إيفكان إيلا، إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش والشرطة والأمن.
وفضلاً عن جرائم أخرى، يفترض أن القوى الأمنية التركية ارتكبتها بحق الشعب الكردي في جنوب شرقي الأناضول، تركز الدعوى الجديدة على جريمة تصفية 21 مدنيًا في مدينة سيزرة التركية (محافظة سيرناك) أثناء فرض حالة طوارئ في المنطقة. وجريمة ارتكبت بحق 178، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم على أيدي رجال الأمن خلال فترة حظر تجول في سيزرة. وجد الناس ملجأ من القصف المدفعي الكثيف على المدينة في قبو كبير، ويفترض أن قوى الأمن صبت البنزين في القبو وأشعلت النار لإخراج اللاجئين. جرت بعد ذلك تصفيتهم بالرشاشات ثم أحرقت جثثهم.
وأقامت الدعوى عوائل اثنين من ضحايا القبو في سيزرة، ومن قبل نائب تركي يمثل حزب الشعوب الديمقراطي تضررت عائلته في القبو. وشارك في الدعوى نواب من حزب اليسار، مثل أولا يلبكه وأندريه هونكو وغيرهما، إضافة إلى عدد كبير من العلماء والحقوقيين الألمان والأوروبيين، وعدد كبير من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية.
وكانت مجلة «دير شبيغل» أثارت كثيرا من التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين، حينما نشرت اتهام يوسف هالاكوغلو، نائب رئيس حزب النشاط القومي، للرئيس إردوغان بتزوير شهادته الجامعية. وقالت المجلة إن إردوغان، بحسب هذه التهمة، لا يلبي الشروط القانونية التي تؤهله لمنصب رئيس الجمهورية.
وتكشف شهادة الدبلوم التي يحملها إردوغان بأنه خريج جامعة مرمرة سنة 1981، في حين أن جامعة مرمرة تم تأسيسها في عام 1982. كما أن العميد ورئيس الجامعة اللذين وقعا الوثيقة لم يبدآ عملهما في هذه الجامعة إلا في عام 1982، ويقول خبراء الخط إن الخط الذي كتبت به الوثيقة لم يكن متوفرًا في الأسواق التركية في ذلك الوقت. ووقتها كانت دائرة النقل التركية تتحدث بفخر عن الموظف رجب طيب إردوغان الذي كان يعمل فيها بوقت كامل.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.