تدريبات إسرائيلية واسعة على مواجهة أخطار من عدة جبهات في وقت واحد

مسؤول عسكري: لم يحدث مطلقًا أن عرف جيش ما عن عدوه ما نعرفه نحن عن «حزب الله»

تدريبات إسرائيلية واسعة على مواجهة أخطار من عدة جبهات في وقت واحد
TT

تدريبات إسرائيلية واسعة على مواجهة أخطار من عدة جبهات في وقت واحد

تدريبات إسرائيلية واسعة على مواجهة أخطار من عدة جبهات في وقت واحد

اختتم الجيش الإسرائيلي 5 أيام من التدريبات لهيئة رئاسة الأركان، شملت كل أنحاء إسرائيل شمالا وجنوبا، واستهدفت فحص جاهزية القوات في حالات السلم والانتقال السريع المفاجئ إلى أوضاع حرب.
ونفى ناطق عسكري أن تكون هذه التدريبات على حرب ثالثة في لبنان، وأكد في بيان رسمي أنها تدريبات تقليدية تجرى على مدار السنة، وهدفها فحص التنسيق بين قوات سلاح الجو وسلاحي البحرية والبرية خلال المعارك، وأنها ركزت هذه المرة على منطقة الشمال، مثلما ركزت في تدريب سابق على منطقة غور الأردن، وركزت قبل شهر على البلدات المحيطة في قطاع غزة، وأنها أخذت في الاعتبار سيناريوهات هجمات صاروخية على مرافق حيوية حساسة، وهجمات صواريخ تحمل رؤوسا كيماوية، وعمليات إنزال بحري من قوة كوماندوز معادية، وتعرض إسرائيل لزخات من الصواريخ والقذائف قصيرة المدى، التي لا تستطيع صدها القبة الحديدية.
ومن ضمن السيناريوهات أيضا، التي أخذت في الاعتبار خلال هذه التدريبات، الاضطرار إلى إخلاء سكان بضع قرى قريبة من الحدود ونقلهم إلى مناطق آمنة في الوسط.
وكانت سلسلة تدريبات قد بدأت في إسرائيل منذ مطلع السنة، برز فيها الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية من عدة مصادر في وقت واحد؛ من لبنان، والجولان السوري، وقطاع غزة، وحتى من سيناء المصرية. وقام رئيس الأركان، جادي آيزنكوت، بعدة جولات على مواقع التدريب.
يذكر أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، الجنرال هرتسي هليفي، كان قد تحدث في «مؤتمر هرتسليا»، في الأسبوع الماضي، عن التحديات الأمنية لإسرائيل والرؤية الاستراتيجية والحروب المقبلة، فقال: «المعركة المقبلة في الشمال ستكون مختلفة، أيضا عن حرب لبنان الثانية، وعن (الجرف الصامد)، ومختلفة أيضا عن حرب (يوم الغفران) وما قبلها. في حرب (يوم الغفران) قتل لدينا مواطن واحد في الجبهة الداخلية جراء إصابته بصاروخ سوري. اليوم واضح أن الحرب تصل إلى جبهتنا الداخلية». وأضاف أن «(حزب الله) يعتبر اليوم القوة (الأكبر) التي تواجه إسرائيل. وبعد 10 سنوات على حرب لبنان الثانية، يمكنني القول إن الجانبين لا يعارضان 10 سنوات أخرى من الهدوء. نحن لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لها أكثر من أي وقت سابق، ونحسن قدراتنا دائما».
وبخصوص المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حول ما يسمى «حزب الله»، قال: «أعتقد بأنه لم يحدث مطلقا أن عرف جيش ما عن عدوه ما نعرفه نحن عن (حزب الله)». وقال إن «الحرب المقبلة لن تكون بسيطة ولا سهلة. (حزب الله) يواجه التحدي في سوريا ويتدرب على الحرب إلى جانب جيوش ويحقق انتصارات. هنا وهناك يسيطر على وسائل قتالية لم يعرفها من قبل. وفي المقابل يواجه التنظيم عقوبات اقتصادية من قبل العالم العربي والدول السنية. في سوريا يصنعون الأسلحة الآن لـ(حزب الله) وليس للمواجهة في سوريا، وإنما للمواجهة مع إسرائيل». وحسب رأيه، فإن نهاية الحرب الإسرائيلية ضد ما يسمى «حزب الله» واضحة: «إذا وقعت حرب أخرى، فإن الجبهة الداخلية ستواجه تجربة أكثر قساوة. لكن دولة إسرائيل ستعيد بناء ما تدمر. أما لبنان فسيتحول إلى دولة لاجئين، تواجه صعوبة في إعادة إعمارها، و(حزب الله) سيفقد قاعدة الدعم السياسي في لبنان».
وقال إن «احتمال وقوع مواجهة بات أكثر انخفاضا من السابق، ولكن في نظرة إلى حجم القوات الشاملة في الشرق الأوسط، نجد، من جهة، أن الوضع تحسن، ونحن الأشد قوة من الجهات المحيطة بنا. ومن جهة ثانية، نحن نوجد في بيئة معقدة وأكثر قابلية للانفجار. الشرق الأوسط يواجه عدم الاستقرار منذ عدة سنوات. نحن أقوى من أي وقت مضى بالنسبة لأعدائنا، وسنواجه كل تحدٍّ. لكن من المهم أن نعرف أن الطريق لتحقيق هذا الإنجاز لن يكون بسيطا، ولن يكون سهلا. كما يحدث في الحروب، سيكون له ثمنه».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.