الجزائر: تحذير شديد اللهجة ضد فضائيات متهمة ببث العنف ونشر الفتنة

سلال يطلق سلطة ضبط لتنظيم شؤون الإعلام السمعي البصري

الجزائر: تحذير شديد اللهجة ضد فضائيات متهمة ببث العنف ونشر الفتنة
TT

الجزائر: تحذير شديد اللهجة ضد فضائيات متهمة ببث العنف ونشر الفتنة

الجزائر: تحذير شديد اللهجة ضد فضائيات متهمة ببث العنف ونشر الفتنة

هدد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال مالكي نحو 40 قناة خاصة تبث برامج جزائرية، ولكنها خاضعة للقانون الأجنبي، بـ«عقاب حازم في حال ارتكاب أفعال القذف والابتزاز، أو التورط في الترويج للعنف ونشر الفتنة».
وقال سلال أمس بالعاصمة بمناسبة تنصيب أعضاء «سلطة ضبط الإعلام السمعي البصري»، التي ستهتم بتنظيم الفضاء السمعي البصري إن الحكومة «تتعهد بدعم الناشطين الذين سينخرطون في هذا الميدان، لكن تحرص أيضا على فرض احترام القانون وحرية الإعلام والتعبير»، موضحا أن القانون «سيطبق بكل صرامة لحماية حقوق الصحافيين والفنيين، الذين يعملون حاليا في هذا المجال ولضمان احترام التشريع والتنظيم الساري، وللتدخل في حال المساس بالذاكرة الجماعية، أو المرجعية الدينية أو الهوية الوطنية أو توازن المجتمع الجزائري».
وأوضح سلال أن «سلطة ضبط الإعلام السمعي البصري، هي هيئة مستقلة لا يؤطر نشاطها إلا أحكام القانون»، في إشارة إلى القانون الصادر في 2014 المتعلق بهذا النشاط، الذي بقي جامدا لعدم صدور النصوص التطبيقية الخاصة به. وذكر سلال أن أعضاء هذه الآلية «مطالبون بالسهر على ضمان حرية نشاط السمعي البصري، وضمان الموضوعية والحياد والشفافية في تناول الأخبار، وترقية اللغتين الوطنيتين (العربية والأمازيغية) واحترام قيم ومبادئ المجتمع الجزائري».
ودعا سلال أعضاء الهيئة المستقلة عن الحكومة إلى «أن يكونوا في مستوى المسؤولية الثقيلة التي وضعها في شخصهم رئيس الجمهورية»، في إشارة إلى أن الرئيس هو من اختارهم لتنظيم شؤون قطاع السمعي البصري، الذي يعاني من فوضى كبيرة، ومن عدم وضوح رؤية الحكومة بخصوص مصير عشرات الفضائية التي نشأت في الخارج خلال السنوات الخمسة الماضية، وتملك استوديوهات بالجزائر، وهو وضع غير عادي بحكم عدم وجود قانون جزائري يتيح إطلاق قنوات داخل البلاد. وعلى هذا الأساس فإن الحكومة تتعامل مع هذه الفضائيات على أنها مكاتب وسائل إعلام أجنبية.
وحول هذا الموضوع قال رئيس الوزراء إن «التلفزيونات والإذاعات التي تقول إنها جزائرية، تقع عليها مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتماسك المجتمع ومكونات الهوية الوطنية»، وتابع موضحا «نحن نعمل من أجل جزائر متصالحة مع نفسها، جزائر قوية ومزدهرة وعصرية.. ونتمنى أن يساهم رجال الإعلام في بلادنا، وأعضاء سلطة الضبط المنصبون اليوم في تحقيق هذا الهدف في المجال السمعي البصري».
ويرأس «سلطة الضبط»، مدير عام الإذاعة الحكومية سابقا زواوي بن حمادي. أما أعضاؤها الخمسة فهم زهير إحدادن أستاذ سابق بكلية الصحافة ومهتم بتاريخ ثورة الاستقلال، وزعيم خنشلاوي المتخصص في الأنثروبولوجيا، وعبد المالك حويو مدير مؤسسة عمومية، وأحمد بيوض أستاذ جامعي، وعائشة كسول أستاذة جامعية ودبلوماسية، وعبد الرزاق زوينة أستاذ جامعي، والغوثي مكامشة ووزير العدل سابقا، ولطفي شريط صحافي بالتلفزيون الحكومي.
وتتمثل أول مهمة ستؤديها «سلطة الضبط» في إعداد دفتر شروط، وستكون الفضائيات الخاصة مطالبة بالتقيد به، بعدها ستمنح «السلطة» تراخيص للفضائيات تتيح لها العمل وفق القانون.
وتقول السلطات إن غالبية الفضائيات ابتعدت عن الاحترافية وأخلاق مهنة الإعلام، وتعيب عليها استضافة أشخاص غير راضية عنهم، يحرضون حسبها، على العنف والكراهية. أما رؤساء التحرير في هذه التلفزيونات فيردون على هذه التهمة بأنهم يستضيفون الأشخاص الأكثر تأثيرا في المجتمع، ويعيبون على الحكومة «حساسية مفرطة تجاه كل من ينتقدها».
وأغلقت الحكومة في العامين الماضيين قناة «الأطلس» بسبب بث برنامج ينتقد السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس وكبير مستشاريه، وأغلقت أيضا قناة «الوطن» التي يملكها قيادي الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، جعفر شلي، بسبب هجوم حاد شنه ضيفها مدني مزراق زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المنحل على رئيس الجمهورية. كما قامت أول من أمس بتشميع استوديو تابع لقناة «الخبر».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.