مقاتلات تقصف معسكرًا لجماعة أحرار الشام.. وسقوط عدد كبير من القتلى

المعارضة السورية تتهم موسكو بتدمير المستشفيات بـ«شكل متعمد»

أعضاء الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني ينقلون جريحا إلى سيارة الإسعاف بعد غارة للطيران الروسي على إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
أعضاء الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني ينقلون جريحا إلى سيارة الإسعاف بعد غارة للطيران الروسي على إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

مقاتلات تقصف معسكرًا لجماعة أحرار الشام.. وسقوط عدد كبير من القتلى

أعضاء الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني ينقلون جريحا إلى سيارة الإسعاف بعد غارة للطيران الروسي على إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
أعضاء الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني ينقلون جريحا إلى سيارة الإسعاف بعد غارة للطيران الروسي على إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن طائرات مجهولة قصفت معسكرا رئيسيا لجماعة أحرار الشام الإسلامية المعارضة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.
ونقلت «رويترز» عن المرصد، أن مدربين كبارا من قيادات أحرار الشام كانوا بالمعسكر الذي يقع بمنطقة شيخ بحار في ريف إدلب.
ولم يتسن الوصول إلى الجماعة للتعليق. وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة كثفت الطائرات الحربية السورية غاراتها على المحافظة التي تسيطر جماعتا أحرار الشام وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على معظمها.
من جهة أخرى, اتهمت المعارضة السورية القوات الروسية بـ«استهداف المستشفيات عمدًا»، مشيرة إلى «تدمير هذه القوات نحو عشرة مستشفيات منذ بدء التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا».
وأفاد ناشطون في المعارضة بـ«مقتل أكثر من 25 سوريا، وجُرح مائتان على الأقل معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة 17 غارة شنتها طائرات سلاح الجو الروسي على وسط مدينة إدلب شمال سوريا، اثنتان منها استهدفتا المستشفى الوطني في المدينة ودمرتاه».
وقال ناشطون وأهالي المدينة إن سلاح الجو الروسي استخدم «قنابل عنقودية» في غارات شنها، فجر أمس، واستهدف فيهما المستشفى الوطني ومستشفى ابن سينا، وحديقتي الجلاء والزير، ومنطقة صناعية وبعض الأحياء السكنية الخالية من المظاهر المسلّحة. وأعلن الأطباء العاملون في المستشفيين خروجهما عن الخدمة نهائيًا، فيما أعلنت الإدارة المدنية للمدينة تعليق العمل في مؤسساتها كافة، بسبب كثافة القصف باستثناء مؤسستي الدفاع المدني والإسعاف.
ووفق مصادر من داخل المدينة نقلت عنهم وكالة «آكي» الإيطالية، فإن «غالبية القتلى هم من العاملين في المستشفى الوطني والمرضى، فيما استمرت فرق الدفاع المدني حتى منتصف اليوم بإزالة الأنقاض بحثًا عن ناجين محتملين». واتهمت المعارضة السورية القوات العسكرية الروسية باستهداف المستشفيات بـ«شكل متعمّد»، وأشارت إلى «تدمير سلاح الطيران الروسي أكثر من عشرة مستشفيات منذ التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر (أيلول) الماضي»، واتهمت في بيانات روسيا، بأنها «تريد إرعاب المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة لإخلائها من السكان».
وكانت المعارضة قد أعلنت «توثيق» قيام طائرات روسية باستهداف مستشفيات كبيرة ومتوسطة وميدانية في مناطق مختلفة من سوريا، ومقتل كثير من المرضى والكوادر الطبية، خصوصا في شمال وغرب سوريا، في حماه (وسط البلاد)، واللاذقية (غرب البلاد)، وإدلب وحلب (شمال غربي البلاد). وفي سياق غارات سلاح الطيران الروسي، أكّدت مراصد حقوقية وناشطون أن «الطيران الروسي استهدف خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية مدينة حلب بنحو 700 صاروخ»، كما شن كثيرا من الغارات على مدن سراقب وأريحا وجسر الشغور وإدلب وكفر نبل وغيرها، وجميعها مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».