نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة فيينا.. عراقة وتاريخ

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة فيينا.. عراقة وتاريخ
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة فيينا.. عراقة وتاريخ

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة فيينا.. عراقة وتاريخ

جامعة فيينا (بالألمانية: Universitt Wien)، جامعة حكومية أمر بتأسيسها دوق النمسا رودولف الرابع، سليل أسرة هابسبورغ، مع شقيقيه الدوق ألبرت الثالث والدوق ليوبولد الثالث في عام 1365. ومن حيث التاريخ، تعد جامعة فيينا أقدم جامعة في النمسا والدول المتحدثة بالألمانية قاطبة، وثالث أقدم جامعات وسط أوروبا بعد جامعة كارولينا في العاصمة التشيكية براغ، التي تأسست عام 1348 بأمر من الإمبراطور الروماني كارول الرابع. وكذلك الجامعة الياغولونية بمدينة كاراكوف في بولندا، التي أسسها الملك كازمير الثالث عام 1364.
نالت جامعة فيينا اعتراف البابا عام 1384، لتصبح جامعة رسمية منذ ذلك الوقت، بما في ذلك كلية علم اللاهوت الكاثوليكي. وجرى افتتاح أول مباني الجامعة عام 1385، ثم نمت الجامعة لتصبح أكبر جامعات الإمبراطورية الرومانية، وتجاوز عدد الدارسين فيها ستة آلاف طالب بحلول منتصف القرن الخامس عشر. وتحتل جامعة فيينا المركز الـ132 على مستوى جامعات العالم، والمركز 46 في مجال الآداب والفنون. من أشهر التخصصات في الجامعة الطب والقانون والثيولوجيا (علم اللاهوت)، إلى جانب الاقتصاد وعلوم الكومبيوتر ودراسات التاريخ، وكذلك الكيمياء والفيزياء وعلم النفس. ويدرس بالجامعة حاليًا أكثر من 6500 طالب، من بينهم نحو ألف يعملون في مشاريع تمولها أطراف خارجية.
ولا تقتصر الجامعة على حرم جامعي واحد، ولكن تمتد مرافقها لتحتل أكثر من 60 موقعًا في جميع أنحاء مدينة فيينا. ويقع المبنى الرئيس التاريخي في شارع رينغ شتراسه (Ringstrasse)، ويعد مركز الجامعة، ويشار إليه عادة باسم الجامعة (die Uni). وتقع أغلب مرافق الجامعة في مجال الدائرتين (المقاطعتين) الأولى والتاسعة في فيينا، وبينها قاعة المحاضرات الجديدة، ومباني المستشفى العام التاريخي لفيينا، وكلية الحقوق وغيرها. كما تشرف الجامعة على مرصد فيينا ومعهد الرياضات الجامعية.
وتخرج في الجامعة 15 من بين الحاصلين على جوائز نوبل في مختلف المجالات. ومن بين أشهر الخريجين في الجامعة:
* سيغموند فرويد، مؤسس علم التحليل النفسي.
* غريغور يوهان مندل، أبو علم الوراثة.
* إلياس كانيتي، روائي وكاتب مسرحي وباحث ألماني.
* إلفريده يلينيك، روائية نمساوية حاصلة على جائزة نوبل في الآداب.
* كريستيان دوبلر، فيزيائي ورياضي نمساوي، أطلق اسمه على أجهزة دراسة الأوعية الدموية.
* ميهاي إمينسكو، أكثر الشعراء شهرة في رومانيا ومولدوفيا في القرن التاسع عشر.
* هاينز فيشر، رئيس جمهورية النمسا.
* ألتشيدي دي غاسبيري، سياسي إيطالي تولى رئاسة الحكومة في إيطاليا منتصف الأربعينات من القرن الماضي.
* كورت غودل، منطقي ورياضياتي وفيلسوف.
* فرانس جريلبارتسر، أديب وكاتب مسرحي نمساوي.
* إدموند هوسل، فيلسوف ألماني ومؤسس علم الظواهر.
* هوغو فون هوفمانستال، روائي وشاعر وكاتب مسرحي نمساوي.
* يورغ هايدر، سياسي نمساوي تزعم حزب الحرية اليميني المتشدد.
* كارل كاوتسكي، فيلسوف وصحافي وسياسي بارز في القرن الماضي.
* آرثر كوستلر، روائي وصحافي وناقد إنجليزي مجري المولد.
* ريتشارد كون، عالم كيمياء حيوية نمساوي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء.
* غوستاف مالر، مؤلف موسيقي وقائد أوركسترالي نمساوي.
* ليزه مايتنر، عالمة فيزياء كانت عضوة في الفريق الذي اكتشف الانشطار النووي.
* أوتو بريمنغر، ممثل ومخرج ومنتج أميركي.
* كارل بوبر، فيلسوف بريطاني نمساوي المولد.
* فيلهالم رايش، محلل نفسي وعالم اجتماع نمساوي.
* فولفغانغ شوسل، مستشار النمسا السابق.
* جوزيف شومبيتر، عالم أميركي في الاقتصاد والعلوم السياسية من أصل نمساوي.
* شتيفان تسفايج، أديب نمساوي مرموق.
* ارتور شنتسلر، روائي وكاتب مسرحي نمساوي.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».