قصفت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وبشكل عنيف بصواريخ الكاتيوشا عزبة الجبزية في مديرية المعافر، وقرى مديرية مقبنة، في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، ويرافقها قصف عنيف بالمدفعية ومضادات الطيران على الأحياء السكنية في مدينة تعز ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ويأتي ذلك، بعدما تمكنت قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لمحاولات الميليشيات الانقلابية المستميتة من أجل استعادة مواقع تم دحرهم منها والسيطرة على مواقع جديدة، بما فيها على معسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، غرب مدينة تعز، وفي ثعبات، في الجبهة الشرقية، وأجبروا الميليشيات الانقلابية على التراجع والفرار.
وتواصل الميليشيات الانقلابية تحشيد آلياتها ومسلحيها إلى جميع الجبهات بمحافظة تعز، في خروقات متواصلة للهدنة.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» بأن «منطقة عبات شرق مدينة تعز، وبشكل خاص في مدرسة حسنات، أعلى المنطقة، شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الانقلابية، من جهة أخرى، تمكنت فيها الشرعية من السيطرة على مدرسة حسنات التي تُعد مقرا لعمليات الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من قتل أكثر من 10 أشخاص في مدرسة حسنات، وإصابة فرد من المقاومة الشعبية في المواتنام عتاد عسكري متنوع أعقبه قصف عنيف للميليشيات الانقلابية على مواقع المقاومة في حسنات والديم وثعبات من محيط المدرسة».
ومن جانبه، شدد العميد الركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري في تعز قائد اللواء 22 ميكا، على ضرورة «الإسراع في رفع أسماء الأفراد المرابطين في الجبهات القتالية في تعز ليتم دمجهم ضمن اللواء 22 ميكا جيش وطني وفق قرار رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يؤكد على دمج أفراد المقاومة الشعبية بمؤسسة الجيش والأمن».
وجاء ذلك خلال تفقد العميد سرحان الخطوط الأمامية لجبهات القتال شمال المدينة ولقائه بقيادة وعناصر المقاومة الشعبية، حيث تفقد خطوط التماس في جبهات شمال المدينة والتي تتبع اللواء 22 ميكا جيش وطني.
وأثنى العميد سرحان خلال تفقده جبهات القتال برفقة الشيخ شوقي سعيد المخلافي وعدد من القادة المدنيين، على ثبات وصمود أبطال الجيش الوطني والمقاومة أمام هجمات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
وأكد أن «الانتصار قريبا جدا سيكون مع تصدي الأبطال لكل هجمات الميليشيات الانقلابية، خاصة فيظل وجود الروح المعنوية العالية لدى أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
إلى ذلك طالبت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز، الوفد المشارك في مشاورات الكويت مع الميليشيات الانقلابية، الانسحاب من المشاورات.
وقالت في بلاغ صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأن المشاورات في الكويت «تحولت إلى مسار عبثي لا طائل منه ولا أفق في ظل مراوغة الانقلابيين وخروجهم على أسس الحوار ورفضهم لمرجعياته مع قيامهم بقصف ومحاصرة القرى والمدن واستمرار حربهم اليومية على شعبنا وعلى تعز بشكل خاص، مخلفة نزيف دم يوميا وضحايا بين المدنيين وخسائر بالممتلكات».
وأضافت الأحزاب في بيانها «باهتمام بالغ المشاورات الجارية في الكويت الشقيق بين وفد الشرعية ووفد الانقلابيين حيث أثبت الانقلابيون بعد مضي كل هذا الوقت أن هدفهم هو الالتفاف على القرار الأممي 2216 والبحث عن شرعية لانقلابهم الأسود أو إفشال الحوار ويتضح ذلك جليا بعد رفضهم الالتزام بالضمانات التي اتفق عليها كمرجعيات للحوار إضافة إلى استمرار عملياتهم الحربية ضد شعبنا وخصوصا تعز التي زادت فيها عمليات القصف والحصار والمحاولات المتكررة لاقتحام المدينة وبعض المديريات خلافا لكل الاتفاقات والتعهدات».
وعلى الجانب الإنساني أعلنت اللجنة الطبية في محافظة تعز، التي باشرت عملها أول من أمس بحسب توجيهات محافظ المحافظة علي المعمري، من إجراء الفحص الطبي لـ75 جريح في مستشفى خليفة العام في مدينة التربة، عاصمة قضاء الحُجرية في تعز، وذلك تمهيدا لاستكمال علاجهم في مستشفيات تعز أو إصدار تقارير لمن هم بحاجة للعلاج خارج الوطن.
ومن جهته أشاد مجلس إسناد ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في التربة بجهود محافظ المحافظة واستجابته للنداء الموجه من رئيس مجلس إسناد، نشوان نعمان، وبسرعة استجابة اللجنة الطبية بتعز ورئيسها الدكتور فارس العبسي.
وشدد نشوان شمسان، رئيس مجلس إسناد ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة مراعاة العامل الزمني لإنجاز هذه الخطوة لتدارك التأخير الذي حدث منذ بداية معاناة جرحى تعز والتي فاقمت من معاناتهم وأحدثت مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية لدى الجرحى وأسرهم ورفاقهم في الجبهات». كما قال: «أجدني مطالبًا بتذكير اللجنة الموقرة بضرورة عمل تقارير مفصلة لكل حالة سواءً من سيستكمل علاجه في مشافي المدينة أو من سيتم علاجهم خارج الدولة لكي لا يجدون عقبات أخرى تعترض رحلتهم نحو الشفاء». وطالب الجرحى من اللجنة بسرعة عمل تقارير طبية لكل جريح كي يتمكنوا من السفر للخارج واستكمال إجراءات علاجهم.
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، فرض الحصار الخانق على المدينة من جميع المنافذ، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وجميع المستلزمات لأهالي تعز، أعلنت إدارة مستشفى الثورة العام في تعز أن ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، احتجزت 11 شاحنة تابعة لمركز الفشل الكلوي بمستشفى الثورة في تعز كانت محملة بأجهزة ومستلزمات مرضى الفشل الكلوي. وقال المستشفى بأن هذه الشحنة كانت «قادمة من ميناء الحديدة وقام الحوثيون باحتجازها ونقلها لمدينة الصالح وحتى الآن يرفضون الإفراج عن الشحنة والأدوية».
وحملت إدارة المستشفى، الميليشيات الانقلابية مسؤولية توقف مركز الغسيل الكلوي وتدهور حالات الفشل الكلوي. كما دعت المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية التدخل والضغط عليهم للإفراج عن الأجهزة والأدوية الخاصة بالمركز.
من جهة ثانية اختتمت مؤسسة «رسالتي لتنمية المرأة» المرحلة الأولى من حملة توزيع حقائب إيوائية لقرابة 500 أسرة نازحة ومتضررة من الأحداث في محافظة تعز، وذلك بتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنتدى الإنساني.
وقال بلقيس سفيان، رئيس المؤسسة، في تصريح صحافي، بأنه «تم توزيع 500 سلة إيوائية لنازحي مديرية التعزية في منطقة السمكرة واللجم والستين، وذلك للعمل على تخفيف حجم معاناتهم، وما تم توزيعه سيخفف من تبعات موسم الصيف كوننا قمنا بتوزيع 3500 بطانية و3500 فراش و1000 حصير و1000 دلو و500 كرتون أدوات مطبخ».
وأضافت: «سنواصل تنفيذ مشاريعنا المعلن عنها في كافة مديريات محافظة تعز».
وفي غضون ذلك تستمر في تعز فعاليات برنامج المساحات الصديقة للأطفال، الذي تنظمه منظمة (نهضة يمن)، بالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، حيث يُقام البرنامج بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المحافظة، وبتمويل من منظمة اليونيسيف، ويشرف عليه مكتب الشؤون الاجتماعية بتعز في أكثر من مديرية.
وتهدف المساحات الصديقة إلى إيجاد البديل للأطفال في ظل الحرب والحصار، وتوفير بيئة آمنة لهم، وإشراكهم في الأنشطة والفعاليات المجتمعية، وتوفير فرصة للعب والنمو، والتكيف مع الأوضاع التي تمر بها المحافظة.
كما يتيح البرنامج للمنظمات المشاركة فيه فرصة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بحالات الطوارئ، وإيجاد متنفس لهم للتعبير عن أفكارهم وميولهم، بما يمكنهم من توظيف المهارات الحياتية، وتوعيتهم بالرسائل المتعلقة بقضاياهم الخاصة.
الحوثيون يستهدفون قرى في تعز بالكاتيوشا.. والشرعية تستعيد مقرًا لعمليات الانقلاب
الميليشيات تحتجز 11 شاحنة تابعة لمركز الفشل الكلوي بمستشفى الثورة
الحوثيون يستهدفون قرى في تعز بالكاتيوشا.. والشرعية تستعيد مقرًا لعمليات الانقلاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة