تزايد الأخطار يبعد الصحافيين عن تغطية النزاع السوري

صحافي وسط تبادل النار
صحافي وسط تبادل النار
TT

تزايد الأخطار يبعد الصحافيين عن تغطية النزاع السوري

صحافي وسط تبادل النار
صحافي وسط تبادل النار

بعد تزايد الاعتداءات التي يتعرضون لها في هذا البلد، بات العديد من الصحافيين يرون في النزاع السوري ميدانا شديد الخطورة للتغطية خوفا من القتل على أيدي القناصة، واتهامهم بالعمل كجواسيس، والتعرض للخطف على أيدي المسلحين.
وتصعب التغطية أيضا بسب القيود التي تفرضها السلطات السورية على منح تأشيرات الدخول للصحافيين، والترويج الإعلامي الذي يعتمده طرفا النزاع. ويجعل ذلك من عمل الصحافيين مهمة شائكة وسط حقل من الألغام.
وتقول سوازيغ دوليه من منظمة «مراسلون بلا حدود»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، إن معظم الصحافيين يؤكدون المخاطر التي ترافق المراسل عند ذهابه إلى سوريا على الرغم من أن الكثيرين منهم يرغبون في الذهاب. وسعيا إلى تفادي القيود التي يفرضها النظام على تأشيرات الدخول والعمل على الأرض، يدخل العديد من الصحافيين بطرق غير شرعية إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وذلك عبر حدود الدول المجاورة، وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق.
وفي حين لقي بعض الصحافيين حتفهم أثناء التغطية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، فإن العدد الأكبر منهم قضى في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهي ظاهرة إلى ازدياد، بحسب شريف منصور من «لجنة حماية الصحافيين» التي تتخذ من نيويورك مقرا.
وأوضح منصور أنه في البداية كان الصحافيون يتعرضون للخطف على يد النظام ولكن للأسف، في مراحل لاحقة، أصبحت المعارضة المسلحة متورطة بالأمر نفسه. وتكون عادة أسباب الخطف مالية وليست سياسية. ويذكر وجود مجموعات تستهدف الصحافيين معتبرة أنهم جواسيس.
ومن بين المخطوفين جيمس فولي، وهو صحافي أميركي مستقل خطف بعد تزويد وكالة الصحافة الفرنسية بتقارير ميدانية، في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) في شمال غربي سوريا.
ومن جانبها، نوهت منظمة «مراسلون بلا حدود» التي تتخذ من العاصمة الفرنسية، باريس مقرا، إن 25 صحافيا أجنبيا و70 ناشطا إعلاميا سوريا لقوا حتفهم منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من عامين.
وأفادت المنظمة أيضا أن 16 صحافيا أجنبيا على الأقل فقد أثرهم في سوريا؛ علما بأن هذا الرقم لا يشمل عددا من الصحافيين الذين خطفوا وفضلت عائلاتهم عدم كشف ذلك.
الجدير بالذكر أن في الأشهر الأخيرة، نشرت مواقع إلكترونية جهادية العديد من الرسائل لتحذر الصحافيين وتتهمهم بالسعي إلى نقل معلومات «إلى أسيادهم» حول أنواع الأسلحة التي يستخدمونها. ودفعت هذه التهديدات المتزايدة على حياة الصحافيين بالعديد من وسائل الإعلام العالمية إلى الامتناع عن إرسال صحافيين إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وباتت منظمات دولية منها «روري بيك تراست» التي تدعم الصحافيين المستقلين في العالم، تنصح الصحافيين بعدم السفر إلى سوريا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.