الخرطوم تستعد لاحتضان اجتماعات مصرية ـ سودانية رفيعة المستوىhttps://aawsat.com/home/article/643906/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D9%81%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89
الخرطوم تستعد لاحتضان اجتماعات مصرية ـ سودانية رفيعة المستوى
على الرغم من حالة التوتر التي تشهدها العلاقات السودانية - المصرية بسبب النزاع الحدودي بين البلدين على مثلث حلايب، والحملات المكثفة التي تشنها وسائل الإعلام في القاهرة والخرطوم، تعقد اجتماعات رفيعة للجنة الرئاسية العليا السودانية المصرية نهاية الأسبوع المقبل، وذلك بمشاركة 7 وكلاء وزارات، و29 لجنة مختصة بقضايا تهم البلدين. ونقلت تقارير صحافية سودانية أمس أن اللجنة الرئاسية العليا السودانية - المصرية ستلتئم في العاصمة الخرطوم يومي الأربعاء والخميس المقبلين، لبحث قضية المعابر الحدودية بين البلدين، وممتلكات معدنيين سودانيين محتجزة لدى الحكومة المصرية، وسير التحقيق في مقتل 16 سودانيًا قرب الحدود المصرية - الإسرائيلية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتتكون اللجنة من ثلاثة مستويات، قمة رئاسية، واجتماع وزراء الخارجية، واجتماع وكلاء الوزارات. وستبدأ اجتماعات الأسبوع المقبل على مستوى وكلاء الوزارات، ليعقبها اجتماع وزاري يترأسه وزيرا خارجية البلدين، قبل أن تختتم اللجنة اجتماعاتها بقمة رئاسية بين الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، يشارك فيها عدد من الوزراء المختصين بالملفات المشتركة. وينعقد اجتماع الخبراء وكبار المسؤولين في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما يعقد الاجتماع الوزاري والقمة الرئاسية بالعاصمة المصرية القاهرة، ويحدد انعقادهما بالتنسيق بين البلدين. واتفقت مصر والسودان على ترفيع اللجنة الوزارية العليا المشتركة إلى لجنة رئاسية يتزعمها الرئيسان عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وقيل وقتها إنها تعمل على تعزيز العلاقات السودانية - المصرية في المجالات كافة على الصعيد الثنائي، وإحداث علاقات تكاملية لمنفعة البلدين. وعلى الرغم من أن التصريحات الصحافية المتعقلة بعقد اجتماعات اللجنة لم تشر إلى النزاع الحدودي على حلايب، فإن مساعد الرئيس البشير ونائبه في الحزب الحاكم وجه الأمانة العدلية للحزب قبل أيام بإعداد مذكرة، ودراسة كاملة لمشكلة مثلث حلايب، تشمل مقترحات لحل المشكلة لتعين الحزب والجهاز التنفيذي للدولة في هذا الملف، ويتوقع أن يكون هذا الملف هو الحاضر غير المعلن في تلك المباحثات. وتفاقم النزاع بين البلدين على المثلث الذي يضم حلايب وشلاتين وأبو رماد في الآونة الأخيرة، كما تشهد وسائل الإعلام في البلدين حملات تحاول كل منهما إثبات تبعية المثلث لبلدها. ومنذ أكثر من 50 عامًا يتنازع البلدان على تبعية المثلث، لكن مصر فرضت سيطرتها العسكرية عليه منذ 1995 عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واتهام الحكومة السودانية بالضلوع فيها. وتقدم السودان في 1958 بشكوى رسمية لمجلس الأمن يتهم فيها مصر بالتعدي على حدوده، وظلت هذه الشكوى تتجدد سنويًا وفقًا للخارجية السودانية، ويطالب السودان باللجوء للتحكيم أو القضاء الدولي، وهو الأمر الذي ترفضه مصر، وتصر على تبعية المنطقة المتنازعة عليها بحكم الأمر الواقع، إذ إنها تسيطر عليها منذ 1995 وتمنع السودانيين دخولها.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.