رئيس الحكومة التونسية يدعو إلى إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد

حزب {نداء تونس} لم يحسم بعد في طلب استقالة رضا بلحاج

كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان يخاطب الصحافيين أمس في تونس العاصمة (أ.ف.ب)
كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان يخاطب الصحافيين أمس في تونس العاصمة (أ.ف.ب)
TT

رئيس الحكومة التونسية يدعو إلى إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد

كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان يخاطب الصحافيين أمس في تونس العاصمة (أ.ف.ب)
كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان يخاطب الصحافيين أمس في تونس العاصمة (أ.ف.ب)

أعلن الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، دعمه لموعد إجراء الانتخابات البلدية، حيث تم الاتفاق على تنظيمها يوم 26 مارس (آذار) من السنة المقبلة.
وأشرف الصيد صباح أمس على افتتاح مائدة مستديرة حول خريطة طريق الانتخابات المحلية، وعبر عن استعداد الحكومة التونسية لدعم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لإنجاح كل المحطات الانتخابية المقبلة.
من جهته، عرض شفيق صرصار، رئيس هيئة الانتخابات، تفاصيل خريطة طريق بهدف إنجاز الانتخابات البلدية في موعدها المحدد وتجنب تأجيلها مرة أخرى، بعد أن كانت مبرمجة خلال سنة 2015 وتأخر الموعد إلى نهاية سنة 2016. وتم الاتفاق على إنجازها خلال الأشهر الأولى من سنة 2017.
وحضر أشغال هذه المظاهرة عدد من رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية، بحضور يوسف الشاهد وزير الشؤون المحلية، وكمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، إلى جانب رؤساء الكتل النيابية بمجلس نواب الشعب (البرلمان) وممثلين عن مكتبي لجنتي النظام الداخلي والتشريع العام بالبرلمان.
وعبر الحبيب الصيد في تصريح إعلامي عن استعداد الحكومة لدعم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بكل الوسائل التي تتطلبها عملية الإعداد المادي واللوجيستي والبشري لتنظيم الانتخابات في إبانها، وتأمين أفضل لظروف نجاح هذا الاستحقاق الوطني.
وأكّد على وجود إرادة جماعية بهدف الإسراع بإجراء هذه الانتخابات والتعجيل بإصدار الأوامر المتعلقة بالتقسيم البلدي والقانون المتعلق بضبط الدوائر الانتخابية، بما يساعد هيئة الانتخابات على الانطلاق الفعلي في ضبط روزنامة الانتخابات البلدية والالتزام بالتاريخ المحدد والمتفق عليه بصفة مبدئية.
وتعوّل تونس على هذه الانتخابات لاختيار رؤساء البلديات بصفة ديمقراطية وتحميلهم مسؤولية التصرف في الشؤون المحلية. وتعاني معظم البلديات في تونس من تفاقم الإشكاليات المتعلقة بالوضع البيئي (التلوث)، والرصيد العقاري (البناء الفوضوي والسطو على أملاك الدولة).
وأوضح صرصار أن الانتخابات البلدية تتطلب تحضيرا جيدا وجديا حتى تجري في موعدها وعلى الشكل الأمثل. واعتبر اتفاق الفاعلين السياسيين على موعد 26 مارس المقبل، خطوة هامة في اتجاه احترام هذا الموعد والسعي إلى تنفيذ آخر بند من بنود الانتقال السياسي في تونس. وبشأن شروط إنجاح الانتخابات البلدية المقبلة، قال قيس سعيد، خبير القانون الدستوري، إن إنجاز الانتخابات في موعدها يتطلب الإسراع بالتصديق على قانون الانتخابي المتعلق بها، وهو ما لم ينجز حتى الآن، وكذلك إقرار تقسيم جديد للمناطق البلدية بإضافة 17 منطقة بلدية جديدة إلى الخريطة الانتخابية.
وتستعد معظم الأحزاب السياسية، وخاصة الكبرى، لنيل أكبر نصيب من ممثليها في البلديات تنفيذا لمبدأ الديمقراطية المحلية، وتسعى إلى تجاوز خلافاتها وانشقاقاتها الداخلية بغرض تهيئة الظروف المناسبة للنجاح في تلك الانتخابات. غير أن أكبر الأحزاب السياسية التونسية، وهي الفائزة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية (حركة نداء تونس) ما تزال تعاني من خلافات حادة بين قياداتها الرئيسية.
وبعد نحو أسبوع من تقديم رضا بلحاج، رئيس الهيئة السياسية للحزب، استقالته، لم يتخذ الحزب أي قرار بشأنها ومن المقرر أن يعقد مؤتمره خلال شهر يوليو (تموز) المقبل.
وفي هذا الشأن، قال فوزي اللومي، القيادي في حزب النداء، إذا ما تمسك بلحاج بالاستقالة من رئاسة الهيئة السياسية، فإن الحل حينها سيكون باعتماد قيادة جماعية للحزب إلى حين عقد المؤتمر التأسيسي للنداء.
وفي السياق ذاته، أشارت مصادر مقربة من حزب النداء إلى احتمال حصول انشقاقات جديدة داخل الكتلة النيابية للحزب (59 نائب حاليا)، وتشكيل كتلة برلمانية جديدة موازية لكتلة النداء وكتلة الحرة المحسوبة على محسن مرزوق، الأمين العام المستقيل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.