«دهب».. مياهها فيروزية ورمالها من ذهب

المدينة المصرية تنفرد بأعمق بقعة غوص تصل إلى 100 متر تحت سطح البحر

وجهة الشمس والبحر ({الشرق الأوسط})
وجهة الشمس والبحر ({الشرق الأوسط})
TT

«دهب».. مياهها فيروزية ورمالها من ذهب

وجهة الشمس والبحر ({الشرق الأوسط})
وجهة الشمس والبحر ({الشرق الأوسط})

تصعب المقارنة كثيرًا، حينما يتعلق الأمر بسواحل جنوب سيناء، فجميعها حباها الله طبيعة بديعة تجمع ما بين السلاسل الجبلية الشاهقة والمياه الزرقاء الفيروزية، فضلا عن شعاب مرجانية خلابة بألوانها العجيبة، إلا أن مدينة دهب تمتلك سحرًا خاصًا يبعث إليك بالسكينة والصفاء ويملأ روحك بالطاقة الإيجابية ويخلصك من همومك.
تقع مدينة «دهب» على بعد 100 كيلومتر شمال مدينة شرم الشيخ، ويمكن الوصول إليها بالطائرة رحلة القاهرة/ شرم الشيخ، ومن شرم الشيخ إلى دهب عن طريق التاكسي وتكلفته 120 جنيهًا. سميت مدينة «دهب» بهذا الاسم نسبة إلى رمالها الناعمة ذات اللون الأصفر الذهبي الذي تنعكس عليه أشعة الشمس الحانية فتضفي عليه بريقًا ينعكس بدوره على مياه البحر الصافية. وتزيد أشجار النخيل الباسقة على شواطئ «دهب» من جمالها، حيث الطبيعة البكر. هنا يمكنك التجول على الشاطئ وأنت تعتلي جملاً أو تمارس هواية ركوب الخيل على الشواطئ لتستمتع بلوحة طبيعية تمتزج فيها زرقة السماء بزرقة البحر. تتكون دهب من قريتين، القرية الأولى وهي القرية البدوية واسمها «العصلة»، وتقع في النصف الجنوبي ويقطنها البدو الرحل الذين يعيشون على الأمطار، بينما تعتبر القرية الثانية هي الجزء التجاري والإداري لدهب، وتقع إلى الشمال، وكانت حتى منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي يسكنها صيادو السمك، وبها بعض المقاهي والمطاعم السياحية التي ترضي جميع الأذواق.
ورغم هدوء المدينة، فإن الملل لن يعرف طريقة إليك، خاصة وأن شواطئ دهب تصلح لممارسة السباحة وكل الأنشطة المائية صيفًا وشتاءً؛ إذ تتراوح درجة حرارتها ما بين 20 و30 درجة مئوية أغلب العام، مما يجعلها مناسبة لأنشطة اختراق الرياح والقفز بالمظلات والرياضات المائية المتنوعة، كما أنها تحفل بالأنشطة الصحية، فقد أصبحت وجهة جديدة لعشاق ممارسة رياضة اليوجا والتأمل وجلسات المساج على الشواطئ، حيث يوجد بالمدينة عدد كبير من المعالجين وأطباء العلاج الطبيعي من مختلف دول العالم، الذين استقروا بها وأسسوا منتجعات صحية متخصصة.
وتعتبر «دهب» من أهم مراكز الغوص في العالم يؤمها محترفو الغوص وتجرى بينهم مسابقات دولية، حيث يصل عمق المياه في بعض المناطق 100 متر تحت سطح البحر، لذا ننصح باستغلال الفرصة والحصول على تدريب على أيدي أهم محترفي الغوص بمصر حتى يمكنك مجاراة أسلوب الحياة في دهب الذي قوامه «الأكل والنوم والغوص»، ويمكنك الاستمتاع برحلة الغوص بتكلفة نحو 220 جنيها شاملة المعدات وإشراف مدرب متمرس.
كما أنها قبلة لعشاق مغامرات السفاري سواء في الجبال أو في الصحراء.كما يمكن فيها ممارسة رياضة القفز بالمظلات، التي تنتشر مراكز التدريب عليها وممارستها في أنحاء المدينة.
* التزلج على الماء
وتنفرد دهب ببعض الرياضات المائية عن بقية المدن السياحية الأخرى في جنوب سيناء، مثل: ركوب الأمواج والتزلج على الماء، أو الإبحار بالمراكب الشراعية، والسبب في ذلك هو أن سرعة الرياح في دهب كبيرة، لأن الجبال تحيط بها من جهات كثيرة، فتحدث أماكن ضغط منخفض وأخرى ضغط مرتفع مما يساعد على سرعة حركة الرياح.
* أين تقيم؟
تتنوع مناطق الإقامة بالمدينة لتناسب مختلف الأذواق؛ إذ توجد بها أماكن إقامة تناسب كل المستويات بدءا من الفنادق ذات النجوم الخمسة مثل: «هيلتون» و«ميريديان»، «اكور»، «سويس إن»، «سول دهب» مرورًا بالقرى السياحية مثل: «هابي لايف»، «بلانت أوايسيس ريوزرت» ووصولا إلى المخيمات البدوية التي تكون الإقامة بها في خيام وأكشاك مبنية من الخشب وجريد النخيل، والتي تعكس بساطة الحياة وروعتها في «دهب» ويبلغ سعر الليلة 90 جنيهًا فقط.
تتميز «دهب» بقربها من عدة مزارات سياحية، أهمها: محمية نبق: تقع على بعد 30 كيلومترا شمال دهب، وتتميز بالتنوع الفريد بين البيئة الصحراوية والجبلية والوديان المليئة بالنباتات الطبيعية وأيضًا نبات المانجروف الذي ينمو على رمل شاطئ البحر بكثافة، بالإضافة إلى أن قاع البحر بتلك المنطقة يحتوي على نوعيات متعددة وفريدة من الشعاب المرجانية والأسماك الملونة.
وتوجد في المحمية أيضًا أنواع فريدة من الحيوانات البرية، مثل: الغزلان والوعل والضبع والزواحف وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة، بالإضافة إلى اللافقاريات. وتشتهر هذه المنطقة أيضًا برحلات السفاري التي ينظمها البدو المقيمون في المنطقة.
محمية أبو جالوم: تقع على خليج العقبة شمال دهب، ولكن الجديد في تلك المحمية أن الذهاب إليها يتطلب استخدام عدة وسائل مواصلات تبدأ بسيارات الدفع الرباعي مرورًا بالجمال والخيول وصولاً إلى المشي على الأقدام في بعض المناطق الوعرة. وتتميز هذه المنطقة بنظام بيئي متكامل، ومن أشهر معالمها وجود أكثر من 165 نوعًا من النباتات، تنفرد «أبو جالوم» بـ44 نوعًا منها. كما توجد في «أبو جالوم» أيضًا عدة مواقع للغطس، مثل: «طرف الريح» و«العميد» و(رأس مملح) التي يصل عمقها إلى 100 متر تحت سطح الماء. لذا ينبغي الحذر حيث يفقد كثير من الغواصين أرواحهم نتيجة نقص الأكسجين.
* رحلة بحرية
يمكنك الإبحار على متن يخت من «البلو هول» إلى «رأس أبو جالوم» وتكلفتها لا تتجاوز 400 جنيه ويقل اليخت من 8 إلى 10 أفراد.
جبل الطويلات:
تقام على سفح الجبل سهرات بدوية حيث يمكنك الاستمتاع بالسمر مع الأصدقاء ومشاهدة النجوم والاستمتاع بمذاق اللحوم المشوية على الفحم، والوجبات البدوية على أنغام الموسيقي والرقصات الشرقية والفلكلورية المصرية.
*جزيرة فرعون: ويمكن الوصول إليها عن طريق الرحلات البحرية من دهب وهي تطل على خليج العقبة، وتطل على حدود المملكة العربية السعودية والأردن ومصر ويوجد بها مرسى لليخوت والقوارب، وتشتهر أيضًا بقلعة صلاح الدين التي بناها صلاح الدين الأيوبي سنة 1170م.
الكهف الأزرق «بلو هول»: يقع على بعد 10 كيلومترات شمال دهب، ويعد من أجمل مناطق الغوص في العالم بسبب احتوائه على مجموعة نادرة من الأسماك الملونة ويبلغ عمقه 60 مترا.
الكانيون: وهو أحد العجائب الطبيعية، فهو كهف داخل البحر عمقه 52 مترا، وتوجد فتحته على عمق 20 مترا ويقع على بعد 14 كيلومترا شمال دهب، ويقصده السياح للغوص لأنه غني بالشعاب المرجانية الجذابة.
لايت هاوس: منطقة جذابة لممارسة الغطس بسبب وجود شعاب مرجانية نادرة بها بالإضافة إلى الأسماك التي لن تراها إلا في دهب.
منطقتا إيل غاردن والواحة: وتتميزان بوجود أنواع كثيرة من الأسماك النادرة التي تعيش بين الشعاب المرجانية وتعد مشاهدتها من الأشياء المفضلة لمحبي الغطس.
منطقة المليل: وهي طريق يوازي طريق الساحل يضم بعض الفنادق الصغيرة والكافيتريات والمنازل، كما تعتبر منطقتا المسبط والمشربة من أهم المناطق التجارية والسياحية الرئيسية بدهب وتبدأ بشارع الفنار ثم خليج المسبط، وتضم مجموعة كبيرة من المحلات ونوادي الغوص والكافيتريات والمخيمات والفنادق، وبها أيضًا الأثر الوحيد الموجود في دهب وهو تل المشربة، وهو عبارة عن مخازن خاصة بأحد الموانئ القديمة، أما مدينة دهب فهي تضم الهيئات الحكومية والفنادق الكبرى وعدد من مساكن الموظفين، ويوجد في دهب خليجان هما القورة، وغزالة.
* الممشى الساحر
يمكنك التنزه أو التريض على الممشى السياحي العالمي الذي أقيم على غرار ممشى «خليج نعمة» الشهير بشرم الشيخ، لكنه مطل على البحر مباشرة مما يزيد من متعة ممارسة الرياضة.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.