الفلسطينيون يتهمون القاضية الإسرائيلية بمحاولة لفلفة قضية إعدام الجريح في الخليل

اقترحت على النيابة أن تتفاهم مع محامي الدفاع عن الجندي المجرم

الفلسطينيون يتهمون القاضية الإسرائيلية بمحاولة لفلفة قضية إعدام الجريح في الخليل
TT

الفلسطينيون يتهمون القاضية الإسرائيلية بمحاولة لفلفة قضية إعدام الجريح في الخليل

الفلسطينيون يتهمون القاضية الإسرائيلية بمحاولة لفلفة قضية إعدام الجريح في الخليل

مع بداية عمل المحكمة العسكرية في يافا، النظر في محاكمة الجندي اليؤور أزاريا، المتهم بقتل الشاب الفلسطيني الجريح في الخليل، عبد الفتاح الشريف، قبل شهر ونصف الشهر، اتضح أن رئيسة هيئة القضاة العسكريين، العقيد مايا هيلر، تتجه لحل وسط يؤدي إلى تخفيف الحكم، ما اعتبره الفلسطينيون محاولة مكشوفة للفلفة القضية.
وقد قرأت هيئة القضاة على مسمع أزاريا لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العسكرية، والتي تنسب إليه القتل غير المتعمد. وحسب لائحة الاتهام، فقد أطلق أزاريا النار على المرحوم عبد الفتاح الشريف، خلافا لأنظمة إطلاق النيران ومن دون مبرر عسكري، حين كان الجريح ممددا على الأرض إثر إصابته، ولا يشكل أي تهديد فوري وملموس. كما يتهم أزاريا بالسلوك غير الملائم.
واقترحت رئيسة المحكمة العسكرية ورئيسة هيئة القضاة، العقيد هيلر، على الأطراف إجراء اتصالات لمناقشة إمكانية التوصل إلى صفقة ادعاء. وقال محامي الجندي، إيلان كاتس، إنه لا يعارض الاقتراح. لكن النيابة العسكرية، وإن قالت إنها ستدرس إمكانية التوصل إلى تسوية، قد ترفض هذا الاقتراح. وقال المدعي المحامي نداف فايسمان، إنه «عندما تقترح المحكمة فإننا ندرس الاقتراح، رغم وجود فجوات كبيرة بين الجانبين».
وقال فايسمان لوسائل الإعلام في نهاية النقاش إن «هذه المحاكمة تتعلق بمسألة استثنائية في خطورتها بالنسبة لنا. الحديث عن إطلاق النار من دون أي مبرر عسكري، على مخرب تم إحباطه، وخلافا لكل نظم فتح النيران. هذه حالة قام المتهم خلالها بتغيير رواياته، وبالنسبة لنا لا يعتبر صادقا والأدلة تثبت ذلك». ولذلك، أضاف: «قمنا بتقديم لائحة الاتهام، ونسعى إلى فحص الموضوع بشكل مهني وموثوق أمام المحكمة». وهاجم المحامي كاتس النيابة العسكرية وقال إنها ليست مستقلة في إدارة الإجراء، وإنما تتلقى الأوامر من قيادات عليا. فبشكل عام تقترح المحكمة التوجه نحو التسوية، والأطراف تستجيب ولو من باب الأدب. لكنه في هذه الحالة قالت النيابة إنها تريد التشاور. حقيقة طرح الموضوع بعد سماع المحكمة لادعاءاتنا، تدل على أن المحكمة، أيضا، تعتقد أن النيابة تواجه مشكلة مع لائحة الاتهام. ما قرأته بين السطور، وقلت هذا للبروتوكول، إننا نجد هنا بصمات فظة لأعلى القيادات وتدخل في الإجراء القانوني.
واعتبر الفلسطينيون هذا التوجه من المحكمة موقفا علنيا لتخفيف الحكم عن المجرم. وقال المحامي عن نادي الأسير أحمد الخطيب إن توجه القاضية مستهجن ويفتح الباب أمام الشك في أنها تريد التخلص من القضية بأي ثمن، ضاربة عرض الحائط القيم الإنسانية وأخلاقيات الحرب التي تتنافى وإعدام الأسرى.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.