مسؤول في حكومة الثني: الغرب يصر على التعامل مع حكومة غير شرعية

اجتماع دولي حول ليبيا في فيينا لبحث تثبيت الاستقرار

مسؤول في حكومة الثني: الغرب يصر على التعامل مع حكومة غير شرعية
TT

مسؤول في حكومة الثني: الغرب يصر على التعامل مع حكومة غير شرعية

مسؤول في حكومة الثني: الغرب يصر على التعامل مع حكومة غير شرعية

أعلنت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها باولو جنتيلوني أن العاصمة النمساوية فيينا ستستضيف اجتماعًا الأسبوع المقبل، بحضور من وصفهم بـ«كبار الفاعلين» الإقليميين والدوليين، من أجل دعم «تثبيت الاستقرار» في ليبيا.
وقال جنتيلوني للصحافة إنه دعا تونس إلى المشاركة في «اللقاء الذي سنعقده في فيينا، بين وزراء خارجية كبرى بلدان المنطقة.. وأبرز الفاعلين الدوليين»، مضيفا أنه «من الضروري القيام بمجهود مشترك من أجل مساعدة عملية تثبيت الاستقرار في ليبيا»، ومشيرا إلى أنه سلم هذه الدعوة باسمه وباسم وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وكشف جنتيلوني أيضا في حضور نظيره التونسي خميس الجهيناوي أن «تونس وإيطاليا مهتمتان لأسباب تاريخية وسياسية وجغرافية بإيجاد حل للازمة الليبية... ولدينا وجهة نظر مشتركة هي دعم الحكومة التي يرأسها السراج».
وتحدث الدبلوماسي الإيطالي أيضا عن «التصدي المشترك» لروما وتونس لتنظيم داعش، قائلا إنه «يتضمن مراقبة الحدود، وتعاونا على كل المستويات لضمان إلحاق الهزيمة بالإرهاب».
ونفت الحكومة الانتقالية في شرق ليبيا والمعترف بها دوليا، والتي يترأسها عبد الله الثني، تلقيها أي دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر، فيما أكدت وزارة الخارجية التونسية الموعد لوكالة الصحافة الفرنسية، لكنها أوضحت أنها لم تعط بعد ردا على الدعوة.
وكانت حكومة الثني قد انتقدت مؤخرا في بيان رسمي تجاهل بعض دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تونس والجزائر، لها في توجيه دعوات لحضور مؤتمرات رسمية أو التعامل معها كحكومة شرعية في ليبيا، بينما تقوم في المقابل بدعوة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج.
وقال مسؤول في حكومة الثني لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الحكومة الشرعية والوحيدة حتى الآن في البلاد ومجلس النواب الشرعي لم يمنح ثقته بعد لحكومة السراج». وتساءل المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «كيف إذن يتم توجيه دعوات لحكومة غير موجودة على الأرض بينما يتم يتجاهلنا؟»، مضيفا أن «هذا عبث واستمرار في تبني مواقف غير مسؤولة»، على حد قوله. وكانت إيطاليا القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، قد استضافت نهاية عام 2015، اجتماعا دوليا في روما تمحور حول تسوية سياسية للأزمة الليبية. فيما تحاول حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة إرساء سلطتها، لكن سلطة موازية في شرق البلاد، لا تزال قائمة مع قوات مسلحة موالية لها بقيادة الفريق خليفة حفتر. وقد أتاحت هذه الفوضى لتنظيم داعش توسيع وترسيخ انتشاره في ليبيا الغارقة في الفوضى، حيث تنشط في ليبيا المجاورة لتونس ميليشيات مسلحة منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم شركة الخليج العربي للنفط الليبية أن إنتاج حقلين كبيرين شرقي البلاد انخفض إلى أقل من 100 ألف برميل يوميا من 230 ألف برميل يوميا، بعد توقف الصادرات من ميناء مرسى الحريقة بسبب نزاع سياسي، إذ قال عمران الزوي إنه ليست هناك أي مشكلات فنية أو إدارية في ما يتعلق بالإنتاج من حقلي مسلة والسرير، لكن إذا استمر توقف الصادرات فستضطر الشركة لوقف الإنتاج بشكل كامل.
والنزاع القائم بشأن الصادرات طرفاه المؤسسة الوطنية للنفط، التي أسستها حكومة شرق ليبيا ككيان مواز للمؤسسة الأصلية التي تحمل نفس الاسم وتتخذ من العاصمة الليبية طرابلس مقرا لها. وقد حاولت المؤسسة التابعة لحكومة الشرق تصدير النفط الشهر الماضي لكن محاولتها باءت بالفشل، ومنذ ذلك الحين تمنع تحميل الخام على ناقلة لصالح المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس. وكانت المؤسسة الموجودة في الشرق قد شحنت 650 ألف برميل من مرسى الحريقة الشهر الماضي، لكن الأمم المتحدة أدرجت الناقلة على قائمة سوداء، مما اضطرها للعودة وتفريغ حمولتها في ميناء بغرب ليبيا. ومنعت السلطات في الشرق بعد ذلك الناقلة «سي تشانس» التابعة لشركة جلينكور من التحميل من مرسى الحريقة، حيث قال مسؤول بالمؤسسة، الموجودة في الشرق، إن «سي تشانس» التي كان من المقرر تحميلها نهاية أبريل (نيسان) الماضي ما زالت راسية قرب الميناء.
وفي ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أصدرت المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق بيانا قالت فيه إنها لا تنوي وقف صادرات الخام من مرسى الحريقة لكنها قلقة جدا بشأن عقد مبرم بين المؤسسة التي مقرها طرابلس وشركة جلينكور والذي وصفته بأنه «غير منصف بالمرة».
وقبل النزاع الأخير بشأن الصادرات من مرسى الحريقة كان إنتاج ليبيا من النفط هبط بالفعل إلى أقل من الربع، مقارنة بمستويات ما قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بالقذافي والتي بلغت 1.6 مليون برميل يوميا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.