الجبير: النظام السوري يسعى لإثارة المعارضة عبر انتهاك الهدنة الإنسانية

قال في مؤتمر مع نظيره النرويجي إن السعودية لديها تفاؤل بمستقبلها

الجبير خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره النرويجي في الرياض أمس (تصوير: أحمد يسري)
الجبير خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره النرويجي في الرياض أمس (تصوير: أحمد يسري)
TT

الجبير: النظام السوري يسعى لإثارة المعارضة عبر انتهاك الهدنة الإنسانية

الجبير خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره النرويجي في الرياض أمس (تصوير: أحمد يسري)
الجبير خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره النرويجي في الرياض أمس (تصوير: أحمد يسري)

أوضح عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أن النظام السوري لم يلتزم بالتهدئة ووقف إطلاق النار، وأنه بدأ في قصف المستشفيات والمناطق المدنية بالبراميل المتفجرة، مرجعًا تلك العمليات إلى محاولة إثارة القتال مع المعارضة السورية.
وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره بورج برينده وزير خارجية النرويج، أمس في مقر وزارة الخارجية السعودية، إن الرياض تعتبر الاعتداء الأخير من قبل النظام السوري «جرائم ضد الشعب في حلب، وهدف المملكة وقف العمليات العسكرية، وبعدها يمكن بحث الحلول السلمية السياسية»، مشددًا على أنه لا وجود لبشار الأسد في المرحلة المقبلة مهما طالت، وأن النظام السوري الحالي سيزول إما من خلال الحلول السلمية أو من خلال الحلول الأخرى.
وأكد أن الرياض ترحب بالهدنة الإنسانية في سوريا، داعيًا المجتمع الدولي لممارسة قوته للدفع بالعملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية.
وفي سياق متصل، شدد عادل الجبير على أن المملكة لديها تاريخ يعكس تطورها الذي وصلت إليه، مفيدًا بأن الفتيات السعودية يتلقين التعليم والعلوم في المدارس وأن نسبتهن تزيد على 50 في المائة من إجمالي عدد الطلاب، موضحًا، خلال إجابة سؤال حول ما إذا كانت رؤية المملكة تتضارب مع ضوابط على الحريات، أن السعودية تعيش على تغيرات كبيرة مع تمسك البلاد بعاداتها وتقاليدها. وأضاف: «قد يخلط الجميع بين الضوابط الموجودة، التي قد تكون ضوابط اجتماعية وليست ضوابط تفرضها المملكة، كما أن مجتمعنا سيحدد كيفية التعامل مع تلك العادات والتقاليد». وذكر أن السعودية لن تتعامل مع الانتقادات التي توجه لها من الخارج، مؤكدًا أن المملكة لديها نظرة إيجابية لمستقبلها.وأفاد بأن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة في العقود الماضية مع النرويج، مشيرًا إلى تطابق في الرؤى والأفكار ووجهات النظر في قضايا منطقة الشرق الأوسط، مع تقدير الرياض لأوسلو تجاه دعم قضية السلام الفلسطينية.
وأشار الجبير إلى أن المحادثات تطرقت إلى الأوضاع في المنطقة، وتم بحث الأزمة السورية، وأهمية إيجاد حل لها عبر مخرجات مؤتمر «جنيف1» وقرار 2254، كما تم التطرق للقضية العراقية وأهمية تطبيق الإصلاحات التي جرى التوافق عليها، وإعطاء جميع الطوائف العراقية الحقوق، فضلاً عن سبل مواجهة «داعش» ومكافحة الإرهاب والتطرف بشكل أكبر مما عليه في الوقت الراهن. وجدد الجبير أمله في أن تحقق مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية - اليمنية في الكويت النتائج المأمولة منها، بناءً على مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، وقرار 2216، كما أشار وزير الخارجية السعودية إلى أنه أطلع نظيره النرويجي على رؤية السعودية 2030 وتبادل الآراء حيال التحديات التي تواجه البلدين.
من جانبه، شدد بورج برينده وزير خارجية النرويج، على أن بلاده تتعامل بسواسية مع كل زوارها بغض النظر عن انتماءات الزائر، واصفًا محادثاته مع نظيره السعودي بالبناءة والجيدة، مشيرًا إلى أن الأزمة السورية تمثل أكبر كارثة إنسانية، كما أنه ناقش مع الجبير أمر تثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة في سوريا، مشددًا على أن الأيام المقبلة ستشهد حسما في الأزمة السورية. ولفت إلى أن الأزمة اليمنية حضرت في النقاش الذي تم مع نظيره السعودي، مشددًا على أن بلاده من الدول التي قدمت مساعدات إنسانية لليمن نظرًا للأزمة هناك، لافتًا إلى أن بلاده من الدول التي تشارك في مكافحة تنظيم داعش، وأن هناك جهودا دولية للقضاء عليه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.