اختطاف عاملة إغاثة أسترالية في جلال آباد

واشنطن تفقد رؤيتها على الأرض مع تخفيض قواتها في أفغانستان

نقطة تفتيش خارج مدينة جلال آباد أمس عقب اختطاف عاملة إغاثة أسترالية من قبل مسلحين (رويترز)
نقطة تفتيش خارج مدينة جلال آباد أمس عقب اختطاف عاملة إغاثة أسترالية من قبل مسلحين (رويترز)
TT

اختطاف عاملة إغاثة أسترالية في جلال آباد

نقطة تفتيش خارج مدينة جلال آباد أمس عقب اختطاف عاملة إغاثة أسترالية من قبل مسلحين (رويترز)
نقطة تفتيش خارج مدينة جلال آباد أمس عقب اختطاف عاملة إغاثة أسترالية من قبل مسلحين (رويترز)

ذكر تقرير إخباري، أمس، أن «عاملة إغاثة أسترالية (60 عاما) اختطفت في أفغانستان على أيدي مجموعة من المسلحين». وأفادت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) بأن عاملة الإغاثة، كاثرين جين ويلسون من مدينة بيرث غربي أستراليا، قد اختطفها مسلحون يرتدون ملابس عسكرية من مكتبها في جلال آباد بالقرب من الحدود الباكستانية أول من أمس. وكانت وكالة باجهوك الأفغانية للأنباء قد ذكرت في بادئ الأمر أول من أمس، أن «الشرطة تحقق في اختطاف موظفة بمنظمة غير حكومية». وعملت ويلسون في السابق لدى اللجنة الدنماركية لمساعدة اللاجئين، لكن يعتقد أنها تعمل حاليا لدى جماعة إغاثة مستقلة. وقال والدها، بريان ويلسون (91 عاما) لـ«إيه بي سي»: إن «الأسرة قلقة للغاية». وأضاف: «لكني أفترض أنها رهينة وسيبذلون قصارى جهدهم للحفاظ عليها على قيد الحياة وعدم إيذائها؛ لأنهم يرغبون في شيء ما أو شيء آخر في المقابل، وليس الأمر جيدا للغاية أن تكون لديهم رهينة ميتة». وتابع قائلا: «جين.. ابذلي قصارى جهدك وعودي سالمة». وقال ويلسون إن ابنته تعمل في المنطقة منذ أكثر من 20 عاما مع جمعيات خيرية على صلة بحقوق المرأة وأمن المياه. وقال رئيس الوزراء، مالكوم تيرنبول، في مقابلة إذاعية: «الحكومة تعمل على ضمان عودتها سالمة».
وفي واشنطن، حذر تقرير رسمي عرض أمس، بأن سحب القوات الأميركية من أفغانستان يؤثر في تدريب القوات المحلية التي بات البنتاغون يجهل الحجم الحقيقي لقدراتها العملانية.
وكتب المفتش العام في الهيئة الأميركية المكلفة مراقبة جهود إعادة إعمار أفغانستان (سيغار) جون سوبكو في تقريره الفصلي للكونغرس «مع تراجع عديد الانتشار على الأرض، فقدت القوات الأميركية قسما كبيرا من قدرتها على المراقبة بشكل مباشر وتقديم الاستشارات التكتيكية وجمع معلومات موثوقة حول قدرات الجيش الأفغاني وفعاليته».
وبحسب حلف شمال الأطلسي، قتل نحو 5500 جندي وشرطي أفغاني في الخدمة العام الماضي، لكن «لا الولايات المتحدة ولا حلفاؤها الأفغان يعرفون ما هو عدد الجنود والشرطيين الأفغان وكم عدد القادرين على الخدمة، أو ما هي قدراتهم العملانية الحقيقية» بحسب التقرير الفصلي الذي عدّ هذه النتيجة «مقلقة». ومنذ أن أنهى الحلف الأطلسي في نهاية 2014 مهمته القتالية في أفغانستان ليكون نشاطه في هذا البلد محصورا بالتدريب، بات الجيش الأفغاني وحده على الأرض في مواجهة متمردي حركة طالبان. وحاليا ينتشر 9800 جندي أميركي في البلاد، لكن يفترض أن ينخفض عددهم إلى 5500 مطلع 2017. وحيال خطر إعادة سيطرة «طالبان» على البلاد، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 «إبطاء وتيرة سحب قواتها من البلاد».
ونشر تقرير «سيغار» في توقيت حساس جدا لأفغانستان، حيث تعد الظروف الأمنية صعبة بعد حرب دامت 15 سنة. ومع 11002 من الضحايا المدنيين، بينهم 3545 قتيلا كان عام 2015 الأكثر دموية على الشعب الأفغاني منذ أن بدأت الأمم المتحدة في 2009 بإحصاء القتلى والجرحى في هذا النزاع
ومطلع الشهر الحالي أعلنت «طالبان» إطلاق «هجوم الربيع» في ذكرى الملا عمر، مؤسس الحركة، مؤكدة أنها تريد شن «هجمات على نطاق واسع»، خصوصا ضد جنود الأطلسي الـ13 ألفا وقوات الأمن الأفغانية.
ويضاف إلى تمرد «طالبان» منذ أكثر من عام حملة مقاتلي تنظيم داعش، خصوصا في شرق البلاد.
وانتقد سوبكو مرارا علنا الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان، خصوصا جهود إعادة الأعمار، منددا بـ«تجاوزات وسوء استخدام مليارات الدولارات في إطار المساعدة الأميركية». ومنح الكونغرس الأميركي 113 مليار دولار لجهود إعادة الأعمار في أفغانستان، وفقا للتقرير. وقتل 2200 أميركي في هذا البلد منذ بدء النزاع في نهاية 2001.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.