الحوثيون يدفعون بآليات ثقيلة على بعض الجبهات مستغلين الهدنة

قائد جبهة العند: الخروقات شملت تفجير مؤسسات الدولة المدنية في الشمال

الحوثيون يدفعون بآليات ثقيلة على بعض الجبهات مستغلين الهدنة
TT

الحوثيون يدفعون بآليات ثقيلة على بعض الجبهات مستغلين الهدنة

الحوثيون يدفعون بآليات ثقيلة على بعض الجبهات مستغلين الهدنة

دفعت الميليشيات الانقلابية بتعزيزات عسكرية وحركت عددا من الآليات الثقيلة باتجاه بعض الجبهات التي تشهد هدوءًا نسبيا، مستغلة التزام الجيش الوطني بتطبيق بنود الهدنة الموقعة، والقاضية بوقف شامل للأعمال العسكرية لتمكين المؤسسات الإنسانية بتقديم المساعدات العاجلة في المدن الواقعة في الشق الشمالي من البلاد.
وتقوم الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح بحسب مصادر عسكرية، بتحريك آليات في الجبهات الشمالية، في محاولة منها لتجميع قواها التي انهارت جراء المواجهات المباشرة مع الجيش الوطني في معارك سابقة، وتنفيذ هجوم مسلح لإعادة بعض المدن أو المديريات التي حررت، أو القيام بأعمال إرهابية تستهدف مواقع حيوية تابعة للدولة.
في المقابل رصدت المقاومة الشعبية، وصول تعزيزات واليات عسكرية منها عربات مدرعة وأطقم تحمل عشرات المسلحين يحشدون بموقع تابع للحرس الجمهوري سابقًا بالقرب من أبين، إضافة إلى تحركات على جبهة تعز التي تشهد فيها المواجهات المباشرة مع الانقلابيين، فيما تقوم الميليشيا بتنفيذ هجمات متقطعة في هيلان والمشجح الواقعتين في إقليم سبأ.
وقال العميد ركن محمود صايل الصبيحي قائد جبهة العند لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين ومن خلال التجارب معهم، لا يحترمون ما يتم الاتفاق عليه في أي جانب، وهناك خروقات متعددة ترصد في الكثير من المدن الواقعة في الشق الشمالي، إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي تنفذ في المدن المحررة، والتي تهدف من خلالها الميليشيا أن تثير الخوف بين المدنيين، إلا أنها لن تستطيع على زعزعة الأمن والاستقرار.
وأشار العميد محمود، أن الخروقات التي تنفذها ميليشيا الحوثيين بالتنسيق مع حليفهم الرئيس المخلوع، متعددة ولم تقتصر على قصف المدن ومنها «تعز، الجوف، مأرب، الوازعية» بالصواريخ، بل شملت تفجير مؤسسات الدولة المدنية الواقعة في الشق الشمالي من البلاد، وتهدف من ذلك ضرب الاقتصاد الوطني، إضافة للأعمال الإرهابية التي تنفذ في المدن الآمنة والمحررة.
وحول حشد الميليشيات على الجبهات، أكد قائد جبهة العند، أن ما رصد في الأيام القليلة الماضية يؤكد أن الميليشيات لا تحترم أي مواثيق، وتقوم في الوقت الراهن بحشد قواتها التي هي في الأساس منهارة، في المواقع الفاصلة بين الجيش الوطني، وجيوب الميليشيا، وتقوم بتعزيز قدراتهم للقيام بأعمال عسكرية، موضحا أن الجيش لديه القدرة على الرد ووقف أي زحف باتجاه أي مدينة تقع تحت سيطرته.
وأضاف العميد الصبيحي، أن هذه التحركات العسكرية التي تقوم بها الميليشيات، هي محاولات لإظهار قوتهم على الأرض، وأنهم قادرين من خلال هذه التعزيزات الدخول في مواجهات عسكرية لاستعادة ما يمكن إعادته، لافتا إلى أن هذا الحشد للأفراد لا بد أن يكون مدعوما بسلاح يصلهم كي يتمكنوا من مواجهة الجيش.
وبالعودة إلى الخروقات التي نفذتها الميليشيا، قال عبد الحفيظ الخطامي، ناشط حقوقي، إن لجان الرقابة على تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن، رصدت أكثر من 183 خرقا نفذتها الميليشيات لاتفاق وقف إطلاق النار، في أقل من 12 ساعة الأولى من يوم أمس الخميس، وشملت عددا من المحافظات اليمنية منها «محافظة تعز، البيضاء، شبوة، الجوف، ومأرب» وكانت باستخدام المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والهاون.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.