«داعش» يشن أكبر هجوم له منذ أشهر ويسيطر على نقاط قريبة من دمشق

مجموعة مقربة من التنظيم تعدم عناصر من «الحر» في درعا وتمثل بجثثهم

«داعش» يشن أكبر هجوم له منذ أشهر ويسيطر على نقاط قريبة من دمشق
TT

«داعش» يشن أكبر هجوم له منذ أشهر ويسيطر على نقاط قريبة من دمشق

«داعش» يشن أكبر هجوم له منذ أشهر ويسيطر على نقاط قريبة من دمشق

شن تنظيم داعش، ليلة أول من أمس، أكبر هجوم له منذ أشهر في منطقة قريبة من العاصمة دمشق مسيطرا على عدة نقاط في مدينة الضمير التي يسيطر عليها النظام، بعد الخسائر المتتالية التي مني بها مؤخرا في ريف حمص وحلب، في وقت أفيد في ريف درعا بتقدم «لواء شهداء اليرموك» المحسوب على التنظيم على حساب جبهة النصرة، وقيام مجموعة مقربة من التنظيم بإعدام عناصر من «الحر» في درعا وتمثل بجثثهم.
وأعلنت وكالة «أعماق للأنباء» التابعة لـ«داعش» أنه «وفي عملية مباركة، تمكن جنود الخلافة من الهجوم على محطة تشرين الحرارية الواقعة شرق دمشق، واستطاعوا من خلالها تدمير الثكنة المعدة لحماية المحطة»، التي تقع على بعد 50 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية. وأقر مصدر في جيش النظام لـ«رويترز» بأن التنظيم شن هجمات، لكنه قال إن كل من شارك فيها قتل، وذكر المصدر أنه يبدو أن الهجمات التي وقعت خارج دمشق محاولة من جانب التنظيم للرد على الهزائم التي لحقت به في تدمر.
من جهته، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الذي شنَّه «داعش» على مدينة ضمير القريبة من دمشق، «هو الأكبر له منذ 4 أشهر»، لافتا إلى أنه نجح خلاله بالسيطرة على عدة نقاط في المنطقة، وأوضح عبد الرحمن أنه «وبعد إغلاق الحدود التركية بوجه التنظيم واستهداف المنشآت النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرته، ضعف «داعش» كثيرا، وخاصة من الناحية الاقتصادية، مما أثر تلقائيا في أدائه العسكري»، لافتا إلى أن عدم إمكانية انضمام المزيد من العناصر إلى أولئك الذين يقاتلون في سوريا يؤثر أيضا، وبشكل كبير، في المعارك التي يخوضها التنظيم.
وخسر «داعش» أخيرا بلدة القريتين على بعد 100 كيلومتر غربي مدينة تدمر التاريخية التي استعادتها قوات النظام الأسبوع الماضي، كما تراجع التنظيم أمام القوات الكردية في شمال سوريا، ومني بهزيمة على يد جماعات من المعارضة تقاتل التنظيم في معركة منفصلة شمالي حلب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي «داعش» استخدموا خمس عربات مفخخة، وقصفوا مواقع عسكرية قرب مطار جنوب شرقي دمشق؛ مما أسفر عن مقتل 12 جنديا، وأوضح أن القوات النظام ردت بالقصف والغارات الجوية كما استهدفت الطائرات بلدة الضمير الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال شرقي دمشق، التي يسيطر عليها فصيل معارض متعاطف مع «داعش».
وأضاف المرصد أن الغارات أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل، كما قتل نحو 15 من مقاتلي التنظيم وقائدي السيارات الملغومة الخمس في الاشتباكات.
وفي وقت لاحق، أفاد المرصد باستمرار «المعارك المتفاوتة العنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط منطقة الضمير شرق العاصمة دمشق، عند أطراف القلمون الشرقي، وسط تبادل السيطرة بين الطرفين على أجزاء من منطقة محطة تشرين الحرارية القريبة من الضمير، ترافق مع استهداف التنظيم تمركزات لقوات النظام بمحيط المحطة».
أما جنوبا، فقال «مكتب أخبار سوريا» إن «لواء شهداء اليرموك» المرتبط بتنظيم داعش أعدم مجموعة من مقاتلي الجيش الحر الذين سلموا أنفسهم له عقب سيطرته على بلدة عدوان بريف درعا الغربي، وعلق بعض جثثهم على الدوار الرئيسي في بلدة تسيل المجاورة. بدوره، تحدث المرصد عن اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، و«لواء شهداء اليرموك» و«حركة المثنى الإسلامية» وسط معلومات مؤكدة عن نجاح الأطراف الأخيرة باستعادة السيطرة على بلدة عدوان. وعلى الأثر، أعلنت فصائل تابعة للجيش السوري الحر بلدات تسيل وعدوان وسحم، مناطق عسكرية، وطلبت من سكانها الخروج منها أو الابتعاد عن مواقع «لواء شهداء اليرموك».
وفيما أعلنت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، يوم أمس، أن قوات موسكو ساعدت في إزالة أكثر من 1500 لغم في مدينة تدمر، قال «مكتب أخبار سويا» إن القوات النظامية استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة نقاط تمركز عناصر الجيش السوري الحر في مناطق ريف اللاذقية، بعد إحباطهم محاولة تقدم عناصر النظام في محيط تلة الحدادة بمنطقة جبل الأكراد؛ مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما.
وأوضح الناشط الإعلامي المعارض أحمد الحاج أن القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله حاولت التقدم باتجاه التلة؛ مما أسفر عن اشتباكات استمرت عدة ساعات، أدت إلى مقتل عنصرين نظاميين وجرح آخرين، في حين جرح عدد من مقاتلي المعارضة، دون أن يُحرز النظام أي تقدم يُذكر، وأشار الحاج إلى أن المواجهات تزامنت مع قصف صاروخي نظامي عنيف، استهدف نقاط المعارضة في محاور القتال وخطوط إمدادها والقرى الخاضعة لسيطرتها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.