طالبت جمعيات ومنظمات إنسانية دولية بإنهاء معاناة نحو 100 ألف شخص من سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار والتي تتعرض لحصار شديد أدى إلى نفاد تام للغذاء والدواء فيها.
ودعت الجمعية الأوروبية لحرية العراق رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإيصال مساعدات إنسانية فورية لسكان مدينة الفلوجة، وطالبت الولايات المتحدة ودول العالم وقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بتوفير مساعدات عاجلة للسكان أيضًا، كما حثت العبادي على منع الميليشيات من استهداف السكان من المدنيين، وفتح ممرات آمنة لتسهيل مغادرتهم للمدينة.
وقالت عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، بشرى العبيدي، لـ«الشرق الأوسط» إن «المفوضية قامت بالاتصال بجهات ومنظمات وجمعيات إنسانية دولية، من بينها الجمعية الأوروبية لحرية العراق، وقد أبدت الجمعيات والمنظمات استعدادها الكامل للمساعدة، وبالفعل تحقق ذلك، ووصلت كميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية من أجل إيصالها إلى السكان المحاصرين داخل الفلوجة، لكننا فوجئنا بعدم التحرك الفعلي لإيصال تلك المساعدات». وأضافت أن «معلومات مؤكدة وصلت إلى مفوضية حقوق الإنسان في العراق تفيد بأن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي قاموا بقتل العشرات من الأهالي، الذين حاولوا الهروب من المدينة بسبب الجوع، بينما أقدمت بعض العائلات على الانتحار الجماعي إما غرقًا في مياه نهر الفرات، أو من خلال تناول مواد سامة، وقد أكدت لنا مصادر طبية من داخل مدينة الفلوجة ذلك، مما يستدعي تدخلاً دوليًا فوريًا لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء».
وفي سياق متصل، شهدت أحياء المعلمين والجولان في مدينة الفلوجة قصفا عنيفا بالمدفعية وصواريخ الراجمات، أسفرت عن وقوع إصابات بين المدنيين وخصوصا الأطفال منهم، وأكد مصدر طبي في مستشفى الفلوجة التعليمي أن مستشفى المدينة استقبل 9219 ما بين قتلى ومصابين من أهالي المدينة خلال 27 شهرًا من عمليات القصف العشوائي على الأحياء السكنية في المدينة.
من جهة أخرى، جدد إياد علاوي، زعيم ائتلاف «العراقية» والنائب السابق لرئيس الجمهورية، دعوته للحكومة العراقية إلى الإسراع بتحرير الفلوجة. وقال علاوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأحوال في المدينة تزداد سوءا بإحكام الحصار عليها من الخارج وتعزيز قبضة تنظيم داعش الإرهابي عليها في الداخل».
وأضاف أن «ضرب قوى الإرهاب في المدينة لا يعني تدميرها أو ترك أهلها فريسة للجوع والعطش والأمراض الفتاكة وكماشة الجماعات الإرهابية المتوحشة». ودعا علاوي الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية والإنسانية المعنية إلى «إعادة تقييم الأوضاع في المدينة، وبما يسهم في تعجيل تحريرها من مخالب الإرهاب ورفع المعاناة عنها وإغاثة أهلها دون إبطاء».
وفي مدينة الرمادي، أكد عضو مجلس الأنبار طه عبد الغني، عودة ألف من العائلات النازحة خلال الأيام الماضية على الرغم من تردي مستوى الخدمات. وقال عبد الغني إن عدد العائدين «فاق توقعاتنا نظرا لسوء الخدمات في المدينة». وأضاف عبد الغني: «خلال الأيام المقبلة ستشهد مناطق الرمادي عملية المسح الميداني لتحديد العبوات غير المنفلقة والمقذوفات ومن ثم رفعها».
من جهة أخرى، أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن القوات الأمنية العراقية من قيادة عمليات الأنبار وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات العشائر، وبإسناد من طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي، تمكنت من اقتحام مدينة هيت غربي الأنبار، وتحرير مناطق واسعة فيها والقضاء على أكثر من 70 مسلحًا تابعين لتنظيم داعش.
وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة العميد يحيى رسول الزبيدي إن القوات الأمنية تمكنت من تحرير أحياء المعمورة والمرور والعسكري والكونكريت، فيما تمكن سلاح الجو العراقي وطائرات التحالف الدولي من تدمير ثلاثة أنفاق أعدها مسلحو التنظيم لتخزين الأسلحة والعتاد، وتدمير معمل لتصنيع العبوات الناسفة والألغام والمدافع البدائية. وأضاف الزبيدي أن «الوحدات الهندسية التابعة للجيش العراقي تواصل عمليات معالجة المباني والمنازل من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش من أجل عرقلة قواتنا الأمنية أثناء دخولها لتحرير المدينة». وأشار إلى أن «الوحدات العسكرية التابعة لقيادة عمليات الأنبار أحبطت هجومًا انتحاريًا لمسلحي تنظيم داعش على مواقعها قرب ناحية البغدادي، وتمكنت من القضاء على أكثر من 15 مسلحًا وإصابة 17 آخرين خلال إجبار باقي المسلحين على الفرار نحو صحراء الأنبار».
دعوات للإسراع بتحرير الفلوجة من «داعش».. وإغاثة سكانها المحاصرين
مئات العائلات النازحة تعود إلى الرمادي رغم غياب الخدمات
دعوات للإسراع بتحرير الفلوجة من «داعش».. وإغاثة سكانها المحاصرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة