موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* صحيفة بريطانية شهيرة تتعرض للتوبيخ بسبب استطلاع مخادع
* لندن - «الشرق الأوسط»: وجهت الجهة التنظيمية للصحافة المستقلة في بريطانيا توبيخا لصحيفة «ذي صن» التي يملكها روبرت مردوخ أمس بسبب نشرها لتقرير «مضلل للغاية» يزعم أن واحدا من بين كل خمسة مسلمين يتعاطفون مع «الجهاديين». وزعمت الصحيفة الواسعة الانتشار أن استطلاعا كشف عن أن «واحدا من بين كل خمسة مسلمين بريطانيين يتعاطفون مع المتطرفين» ونشرت صورة لمحمد اموازي البريطاني المعروف باسم «سفاح داعش» الذي كان ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى العنوان الصادم. وعقب نشر التقرير تلقت «منظمة معايير الصحافة المستقلة» أكثر من 3 آلاف شكوى معظمها تطعن في دقة الاستطلاع. وأوضح رسم بياني في الصحيفة أن خمسة في المائة من المستطلعة آراؤهم يتعاطفون كثيرا مع الجهاديين، و14 في المائة يتعاطفون نسبيا، بينما 71 في المائة ليس لديهم أي تعاطف «مع الشباب المسلمين الذين يغادرون بريطانيا للانضمام إلى المقاتلين في سوريا».
* موقع «الغارديان» يفوز بموقع العام
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: فاز الموقع الإلكتروني لصحيفة «الغارديان» بجائزة موقع العام في احتفال توزيع جوائز الصحافة، في حين فاز العدد الأسبوعي الذي يحمل اسم «غارديان ويك إند» بجائزة ملحق العام. جرى خلال الحفل الذي أقيم في لندن مساء الثلاثاء تكريم ثلاثة من صحافيي «الغارديان» بالإضافة إلى صحافي من «الأوبزرفر».
فازت محررة الصحة في «الغارديان» بلقب صحافية العام للعلوم والصحة سارة بوسلي لتقاريرها عن أزمة وباء «الإيبولا»، ومرض «البطانة الرحمية المهاجرة»، والتعامل مع القلق الناجم عن اضطرابات سن اليأس. لقب ناقد العام ذهب لصحافية «الغارديان»، مرينا أواوغلين، لتقييمها لمطاعم «أندرو أندموندز»: «وسكسي فيش»، و«أنفر»، وشمل التكريم كذلك محرر نفس الصحيفة جاي رينر. أشاد الاحتفال بتغطية «الغارديان» الحية لهجمات باريس، والتغييرات المناخية في نهر ميكونغ بجنوب شرقي آسيا.
* منع مصور «بي بي سي» من التصوير الحي لمظاهرة داخل البرلمان
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: احتل العشرات من المحتجين ضد تقليص الاستحقاقات الممنوحة للمعاقين القاعة الرئيسية في البرلمان مرددين هتاف «كاميرون قاتل»، «لا موت بسبب تقليص استحقاقات العجز الجسدي». وطالب بلاك رود، مسؤول الأمن بالبرلمان، الصحافيين بعدم التقاط أو تحميل صور عن الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن قوانين البرلمان تحظر نشر أي صور من داخل البرلمان من دون موافقة مسبقة من البرلمان. وطلبت السلطات من مصور «بي بي سي» نورمان سميث، الذي يحمل تصريحا بالتصوير داخل القاعة الرئيسية، أن يتوقف عن التصوير. وأفاد المتظاهرون من جماعات «وين فيزبل» و«ذوى الإعاقات ضد تقليص الاستحقاقات» وغيرها من الجماعات أنهم احتشدوا للضغط على رئيس الوزراء للتراجع عن قرار تقليص استحقاقات أصحاب العجز الجسدي وعدم إدخال أي تعديلات علي قانون الإعانة الشخصية لأصحاب العجز الجسدي الحالي.
* رفض طعن «ذا ميرور» على حكم تعويض مليون إسترليني
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: رفضت المحكمة العليا طعنا كان ناشر صحيفتي «ذا ديلي» و«صنداي ميرور» قد تقدم به على حكم المحكمة ألزمه بسداد مبلغ 1.2 مليون جنيه إسترليني على سبيل التعويض لثمانية من ضحايا التنصت على المكالمات الهاتفية أقدم عليها محررو الصحيفتين، من ضمن الضحايا الممثل سادي فورست، ولاعب الكرة السابق باول جاسكوين. نقلت مجموعة صحف «ميرور غروب» القضية إلى المحكمة العليا بعدما خسرت الدعوى في محكمة الاستئناف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت المحكمة في حيثيات الرفض إن «مطلب الصحيفة لم يستند إلى حجج قانونية». إضافة إلى الضحيتين سالفي الذكر، شملت القائمة أيضا المدير السابق لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» آلان ينتوب، وشوبنا غولتي، ممثل حلقات كورونيشن ستريت، مضيف الطيران لوران ألكورن، والمنتج التلفزيوني روبرت أشورث وإيست اندز، والممثلتين لوسي تاغرت وشان ريتشي.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.