زعيم لقبائل التبو لـ«الشرق الأوسط»: ليبيا مرشحة للتقسيم.. وأدعو الجامعة العربية للتدخل العاجل

تحدث عن دعم إيراني لإقامة دويلة لـ«الأمازيغ» في غرب طرابلس

زعيم لقبائل التبو لـ«الشرق الأوسط»: ليبيا مرشحة للتقسيم.. وأدعو الجامعة العربية للتدخل العاجل
TT

زعيم لقبائل التبو لـ«الشرق الأوسط»: ليبيا مرشحة للتقسيم.. وأدعو الجامعة العربية للتدخل العاجل

زعيم لقبائل التبو لـ«الشرق الأوسط»: ليبيا مرشحة للتقسيم.. وأدعو الجامعة العربية للتدخل العاجل

حذر المستشار عيسى عبد المجيد، أحد زعماء قبائل التبو في ليبيا، من أن بلاده مرشحه للتقسيم إلى أربع أو خمس دويلات، من بينها دويلة لـ«التبو» مدعومة من بعض الأطراف الغربية والإقليمية، ودويلة لـ«الأمازيغ» في منطقة الجبل في غرب طرابلس، مدعومة من إيران.
ودعا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس، جامعة الدول العربية للتدخل العاجل، وسحب ملف «مفاوضات الصخيرات» بين عدة أطراف ليبية، والذي تديره الأمم المتحدة، ونقله إلى الجامعة. وقال: «لا بد من التدخل وإنقاذ ليبيا من التقسيم قبل فوات الأوان».
وأضاف عبد المجيد أن من بين المفاوضات الجارية بشأن حكومة التوافق الوطني المقترحة برئاسة فايز السراج، وفي حال عدم تمكنها من الدخول للعاصمة، أن تباشر أعمالها من أحد المدن الجنوبية، كنواة لدولة مستقلة تكون عاصمتها في الجنوب الليبي مستقبلا، مع الإبقاء على حكومة عبد الله الثني التي تعمل من مدينة البيضاء في شرق البلاد، وحكومة خليفة الغويل التي تعمل من طرابلس. و«هناك من يستغل أطرافا من قبيلة التبو في الجنوب، ومن قبائل الأمازيغ، غرب طرابلس، لكي يؤسس كل منهما دويلة خاصة به في منطقته».
ويشغل عبد المجيد في الوقت الحالي موقع مستشار رئيس البرلمان الليبي للشؤون الأفريقية، وكان رئيسا لـ«جبهة التبو لإنقاذ ليبيا». وقال إن طبيعة منصبه تحول دون تدخله في الشؤون القبلية، وأنه قام بتجميد نشاط «جبهة التبو» منذ عودته إلى ليبيا مع الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في عام 2011. وأضاف: «أنا ضد تقسيم ليبيا، وأقف مع وحدتها، لكن هناك قوى كبرى وأخرى إقليمية لديها أجندة خاصة ضد وحدة الدولة». وتابع قائلا إن «ليبيا مقبلة على التقسيم إلى دويلات إذا لم يُظهر المجتمع الدولي جدية في حل المشكلة الليبية»، مشيرا كذلك إلى ما سماه «تلاعبا من المجتمع الدولي بالدولة الليبية». وقال: «أنا حذرت منذ عدة لقاءات، بما في ذلك لقاء في صحيفة (الشرق الأوسط)، وقلت فيها إن الأمم المتحدة تتحرك بتوجيهات من الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى، وهؤلاء لديهم أجندة لتقسيم ليبيا إلى أربع دول على الأقل.. هم يسعون للسيطرة على الثروات الموجودة في ليبيا ومنها الذهب الخام والنفط، خصوصا في مناطق الجنوب».
وتابع قائلا إن كل طرف من الدول الأعضاء الخمس في مجلس الأمن يريد أن يحصل على نصيبه من الكعكة الليبية. وفي ما يتعلق بالجنوب، أشار إلى أنه «توجد قاعدة عسكرية كبيرة لفرنسا على الحدود النيجيرية الليبية في منطقة الماداما». وأضاف أن «القوات الفرنسية هناك حاولت بالفعل التدخل إلى داخل منطقة الجنوب الليبي».
وحذر من أن بداية التقسيم الفعلي لليبيا ستكون مع نقل حكومة السراج للعمل من إحدى مدن الجنوب، لأنه حتى الآن لا يوجد مكان لهذه الحكومة، التي لم يصادق عليها البرلمان بعد، لا في الشرق ولا في الغرب.. «يضعون حكومة السراج في الجنوب لفترة مؤقتة لمدة خمسة شهور أو ستة شهور، ثم يترك الموضوع ويرحل، بينما غالبية أعضاء هذه الحكومة هم من الجنوب الليبي»، مشيرا إلى أنه يجري التفكير في الوقت الحالي بأن تدخل مدينة مصراتة الواقعة في الشمال على البحر المتوسط في تحالف مع دولة الجنوب المقترحة، حتى يكون للدولة الجديدة منفذ مطل على البحر وميناء بحري.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.