لمواجهة التنظيمات المتطرفة والتخفيف من آثار العمليات الإرهابية في تونس، أحيت رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، ورئاسة البرلمان فكرة تأسيس صندوق لمكافحة الإرهاب بهدف ضخ تمويلات إضافية لفائدة المؤسستين العسكرية والأمنية في معاركها ضد التنظيمات المتشددة، وآخرها هجوم «داعش» على مدينة بن قردان (جنوب شرقي).
وخلال زيارة قام بها أمس الرئيس الباجي قائد السبسي إلى أحد مراكز البريد وسط العاصمة، أعلن عن تبرعه براتب شهر (نحو 15 ألف دولار) لفائدة صندوق دعم شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية (صندوق مكافحة الإرهاب)، ودعا التونسيين في الداخل والخارج إلى دعم مجهودات بلاده في حربها ضد الإرهاب، والوقوف إلى جانب قوات الأمن والجيش في التصدي لمحاولات استهداف مراكز السيادة، والنيل من أمن واستقرار تونس.
وفي السياق ذاته، دعا الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية أعضاء الحكومة وأطر الدولة إلى التّبرع بيوم عمل لفائدة صندوق مكافحة الإرهاب. كما حث موظفي الدولة وسائر التونسيين على الانخراط في هذه المبادرة دعما للمجهود الوطني في مقاومة آفة الإرهاب.
وكانت وزارة المالية قد افتتحت حسابًا بريديًا جاريًا تحت رقم 493000 منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) 2015 بهدف تمكين المواطنين ومختلف المؤسسات الاقتصادية من التبرع لفائدة صندوق مكافحة الإرهاب، الذي ضخت فيه الحكومة مبلغ 5 ملايين دينار تونسي (نحو 2.5 مليون دولار).
وبخصوص عملية بن قردان الإجرامية، أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في بلاغ مشترك أمس أنه تمّ في إطار متابعة العملية الأمنية والعسكرية ببن قردان، اعتقال إرهابي، وحجز سلاحين من نوع كلاشنيكوف، وسبعة مخازن من نفس النوع الليلة قبل الماضية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن حصيلة عملية بن قردان الأمنية والعسكرية المتواصلة منذ فجر 7 من مارس (آذار) الحالي، تمخضت عن القضاء على 50 إرهابيا، واعتقال تسعة عناصر إرهابية أخرى، بالإضافة لحجز كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة.
وفي إطار تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة العناصر المتشددة التي تتبنى أفكار تنظيم داعش، أو تعمل على مبايعته بطرق مختلفة، ألقت أجهزة الأمن في مدينة دوز من ولاية (محافظة) قبلي (جنوب تونس) القبض على سبعة متهمين برفع راية التنظيم الإرهابي فوق مبنى أحد المستشفيات بالجهة خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الماضيين. وتفصل مدينة دوز (قبلي) عن مدينة بن قردان مسرح العملية الإرهابية الأخيرة نحو 300 كلم، وهما مدينتان تقعان في المنطقة الصحراوية.
وحسب الاعترافات الأولية للموقوفين، فقد أكدوا ضلوعهم في رفع علم «داعش» فوق مبنى المستوصف، وفي الأحداث التي شهدتها المنطقة، ومن بينها حرق المكتب الفرعي لحزب حركة النهضة خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، وذلك بمشاركة خمسة أشخاص آخرين هم في حالة فرار، وتضم هذه الخلية الإرهابية 8 عناصر.
وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الرسمية أن من بين الموقوفين الذين بلغ عددهم 32 مشتبها به في البداية، ثبت تورط ثلاثة منهم في العملية المذكورة، فيما لا يزال 10 آخرين في حالة فرار، وقد تم إصدار منشورات تفتيش ضدهم. كما ثبت تورط أربعة مشتبه بهم في العملية ذاتها من بين مجموعة الموقوفين لدى مصالح الأمن الوطني.
وكانت نفس المنطقة قد عرفت رفع الراية السوداء فوق مبنى مركز الإرشاد الفلاحي بالمنطقة، كما تورط مجهولون في حرق العلم التونسي الموجود فوق مقر مركز الرعاية الصحية الأساسية، وجد بالمنطقة ذاتها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية.
يذكر أن الوحدات الأمنية بقبلي، معززة بالوحدات المختصة، نفذت بعد ظهر أمس عملية أمنية وصفت بالاستباقية بمنطقة زعفران من منطقة دوز الجنوبية (ولاية قبلي) تمكنت خلالها من إيقاف عدد من المشتبه بهم.
السلطات التونسية تدعو المواطنين إلى التبرع لمكافحة الإرهاب
اعتقال 7 متهمين برفع راية «داعش» فوق مبنى حكومي بمدينة دوز
السلطات التونسية تدعو المواطنين إلى التبرع لمكافحة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة