مصر والعراق يتفقان على تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب

السيسي استقبل معصوم وأكد دعمه لوحدة وسيادة العراق

مصر والعراق يتفقان على تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب
TT

مصر والعراق يتفقان على تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب

مصر والعراق يتفقان على تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره العراقي أمس موقف بلاده الداعم لوحدة وسيادة الدولة العراقية على كامل أراضيها وحرصها على مساندة كل الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار بالعراق في مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لمحاولات بث الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب العراقي، باعتبار أن النسيج الوطني القوي يُعد أحد أهم دعائم قوة المجتمع في أي دولة.
ووصل الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم القاهرة أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، حيث أُقيمت مراسم استقبال رسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، تلى ذلك لقاء ثنائي بين الرئيسين، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن السيسي رحب بالرئيس العراقي، مؤكدًا خصوصية العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين، مشيرًا إلى حرص مصر على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأضاف المتحدث أن الرئيس العراقي أكد متانة وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية العمل على دفع وتطوير مختلف مجالات التعاون الثنائي، معربا عن تقديره لما تبذله مصر من جهود من أجل دعم استقرار العراق وتعزيز الجهود الرامية لاحتواء الأزمات الراهنة بالمنطقة، مشيدًا بدور مصر المحوري وكونها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي، وداعمةً لوحدة الصف والتضامن العربي.
كما ثمّن الرئيس العراقي، الدور الوطني للقوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أنها جنبت مصر ويلات الانزلاق إلى الفوضى والعنف، وكان لها ولا يزال دور فاعل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية. وأوضح المتحدث أن الرئيس العراقي أعرب عن تطلع بلاده لتفعيل الاتفاقيات الموقعة مع مصر، بما يعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ويتيح مزيدًا من الفرص للاستفادة من الخبرات المصرية، لا سيما في مجالي الصناعة والزراعة. من جانبه، أكد السيسي ترحيب مصر بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، سواء الصناعة أو الزراعة وغيرهما من مجالات التعاون الأخرى مثل البنية التحتية والتشييد والبناء. وأشار المتحدث إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل آليات العمل الثنائية بين البلدين، ولا سيما اللجنة المشتركة التي تم الاتفاق على إحياء عملها وعقدها بالتناوب بين القاهرة وبغداد.
وتم خلال اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع على الساحة العربية، حيث أكد السيسي أهمية الحفاظ على وحدة الدول العربية وسيادتها على أراضيها، وصون مقدرات شعوبها، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها، بما يضمن إرساء الأمن والاستقرار فيها، مشددًا على أهمية وحدة الصف العربي في مواجهة المخاطر التي تحدق بالدول العربية.
وقد أكد الرئيس العراقي حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع جميع الدول العربية الشقيقة، منوهًا بتمسك العراق بعروبته واعتزازه بها. في السياق ذاته، أفادت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي شددا، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس، على أهمية تهيئة الظروف الضرورية لاستئناف تحليق الطائرات الروسية وعودة السياحة الروسية إلى مصر.
وأفادت الدائرة الصحافية التابعة للرئاسة الروسية (الكرملين) في بيان نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس أن الرئيسين الروسي والمصري بحثا، المسائل الملحة للعلاقات الروسية - المصرية الثنائية، إذ أعرب الطرفان عن الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات في شتى المجالات، بما في ذلك في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني. وبحسب بيان الكرملين، فإن بوتين أطلع السيسي، على الجهود المبذولة في سياق تنفيذ بنود البيان المشترك الصادر عن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، اللتين تترأسان المجموعة الدولية لدعم سوريا، حول وقف الأعمال القتالية في هذا البلد اعتبارا من 27 فبراير (شباط) الماضي، مشددا على أن تنفيذ شروط الهدنة يعد عاملا أساسيا لتهدئة الأوضاع داخل سوريا وتحسين الوضع الإنساني فيها.
وأضاف البيان أن السيسي أعطى تقييما عاليا لهذه الخطوات، داعيا إلى إطلاق العملية السياسية للتسوية السورية تحت إشراف الأمم المتحدة بأسرع ما يمكن، واتفق الرئيسان على أن تواصل روسيا ومصر تعاونهما الوثيق في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا.
وأشار البيان إلى أن بوتين والسيسي أكدا ضرورة مواصلة الكفاح ضد الإرهابيين الدوليين ليس في سوريا فحسب بل وفي ليبيا واليمن أيضا. من جهة أخرى، أعلن مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المصرية مقتل شرطيين وإصابة 3 مجندين إثر انفجار عبوة ناسفة بالعريش. وأوضح المسؤول أنه «أثناء مرور تجمع أمني بالطريق الدولي الساحلي انفجرت عبوة ناسفة بإحدى المدرعات حال تفقدها الحالة الأمنية بدائرة قسم شرطة ثالث العريش».
وأضاف «الانفجار أسفر عن مقتل كل من أمين شرطة محمد حمدي عناني سليمان، والشرطي السعيد حسين الغريب، وإصابة 3 مجندين»، وأنه «جار تكثيف الجهود للوقوف على ملابسات الحادث وضبط مرتكبيه».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».