في وقت بلغت فيه الخلافات ذروتها بين أطراف التحالف الوطني (الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي) لا سيما بين رئيس الوزراء القيادي في حزب الدعوة ودولة القانون حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتهديد الأخير اقتحام المنطقة الخضراء، فقد نجحت ضغوط مارستها المرجعية الشيعية العليا ممثلة بعلي السيستاني ووفد إيراني حضر خصيصا لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بين مكونات التحالف الوطني إلى عقد اجتماع في كربلاء ضم العبادي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي وإبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني وحسين الشهرستاني الذي يترأس كتلة «مستقلون» داخل دولة القانون وخضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية السابق.
وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من قيادي بارز في إحدى الكتل الشيعية المقربة من أجواء اجتماع كربلاء أمس، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه فإنه «في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، طلب العبادي اجتماعا استثنائيا مع كل من رئيسي الجمهورية فؤاد معصوم والبرلمان سليم الجبوري، لبحث مستجدات جديدة طرأت على الساحة السياسية. حيث قدم تصوراته التي يروم تقديمها إلى الاجتماع الذي سيحضره في مدينة كربلاء طالبا منهم تقديم رؤاهم بهذا الصدد».
وأضاف السياسي المطلع أن «الرئيس معصوم شجع العبادي على أهمية مواصلة حواراته مع القادة الشيعة لأنه من دونهم سيواجه مشاكل وصعوبات ستنعكس بالضرورة على الأوضاع العامة في البلاد».
وأكد المصدر أنه «سبق لقاء أمس، عقد لقاء قبل أيام في مدينة النجف بين زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم ومقتدى الصدر، قبيل مظاهرات الجمعة مقابل المنطقة الخضراء. حيث طلب الحكيم من الصدر اللقاء بوفد إيراني حضر لغرض المساهمة في توحيد الصف الشيعي غير أن الصدر رفض لقاء الوفد الأمر الذي أنهى الاجتماع بين الرجلين دون اتفاق حيث لم يصدر بيان كما لم يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا مثلما جرت العادة».
وكشف السياسي المطلع أن «رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كان قد أبدى انزعاجه مما يجري وأنه كتب إلى سياسي آخر أن ما يجري عبارة عن مهزلة وأنه أبدى استعداده لاستخدام نفوذه داخل الجيش والحشد الشعبي من أجل تغيير الوضع في حال تأزمت الأوضاع وفقد العبادي القدرة على السيطرة».
لكن القيادي الشيعي يرى أن «المالكي يخشى في حال تمكن الصدر من السيطرة على الأمور ودخل أتباعه المنطقة الخضراء أن تصل النار إليه في ظل تأزم شديد للعلاقة بينه وبين الصدر».
وأوضح أن «المرجعية ضغطت على الصدر بحضور اللقاء الذي تم الاتفاق على عقده في كربلاء لعدم إمكانية مجيء الصدر إلى بغداد وكذلك عدم موافقة قادة التحالف الوطني على لقاء الصدر بالنجف حيث تم اختيار كربلاء لهذا السبب ولكون ممثلي المرجعية العليا قريبين من أجواء الاجتماع».
وبشأن النتائج التي انتهى إليها لقاء كربلاء والتي قد لا تعلن بشكل كامل للجمهور، قال القيادي إن «قادة التحالف الوطني أبلغوا العبادي أن عليه حسم أربعة ملفات أساسية تتعلق بالإرهاب والأزمة الاقتصادية والسياسية والإصلاح الشامل وأن عليه أن يقدم رؤية استراتيجية كاملة في غضون أسبوع بحيث يتبناها التحالف الوطني»، مبينا أن «قادة التحالف أبلغوا العبادي أنه إما أن يقدم هذه التصورات وإما أنه في حال أراد العمل وحده فإنهم سيتركون له الخيار ولكنهم لن يقدموا أي دعم له».
اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي
معصوم والجبوري طلبا من رئيس مجلس الوزراء تقديم استراتيجية عاجلة لمكافحة الإرهاب والأزمة الاقتصادية
اجتماع عراقي تحت رعاية إيرانية.. لوضع حد للخلافات داخل البيت الشيعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة