ماذا تقول افتتاحيات الصحف الأميركية عن ترامب؟

الصحف الأوروبية: «داعش» يربح الملايين بالتلاعب بأسواق الأسهم.. ومليون وربع المليون لاجئ في الاتحاد الأوروبي

ماذا تقول افتتاحيات الصحف الأميركية عن ترامب؟
TT

ماذا تقول افتتاحيات الصحف الأميركية عن ترامب؟

ماذا تقول افتتاحيات الصحف الأميركية عن ترامب؟

الكثير من ملفات منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، كانت في بؤرة اهتمامات الصحف الأوروبية، ونبدأ من لندن، حيث تناولت الصحف البريطانية، عددا من القضايا، التي تخص منطقة الشرق الأوسط، منها سن إسرائيل قوانين تقوض نشاط منظمات حقوق الإنسان، وتأثير أزمة اللاجئين على الانتخابات في ألمانيا.
«الديلي تليغراف» نشرت موضوعا لكولين فريمان كبير محرري الشؤون الخارجية، بعنوان «داعش يربح الملايين بالتلاعب بأسواق الأسهم العالمية». ويقول فريمان إن التنظيم يستخدم مئات الملايين من الدولارات النقدية السائلة، والتي استولى عليها من بنوك الموصل شمال العراق، للمضاربة على أسعار العملات في أسواق الأسهم العالمية. ويضيف أنه تم الكشف عن هذه المعلومات، التي تفيد بأن التنظيم يربح أكثر من 20 مليون دولار شهريا، عبر تشغيل ملايين الدولارات في الأسواق المقننة في منطقة الشرق الأوسط. ويوضح أن هذه المعلومات طرحت أمام لجنة برلمانية بريطانية خلال جلسة استماع الأربعاء الماضي، كشف خلالها النقاب عن أن التنظيم يستخدم مبلغا يصل إلى 430 مليون دولار من الأوراق النقدية السائلة، والتي تحصل عليها من البنك المركزي العراقي في مدينة الموصل، عندما اجتاحها.
ويقول إن اللجنة البرلمانية عقدت هذه الجلسة، بعدما طلب أحد أعضائها التأكد من قيام الحكومة البريطانية باتخاذ الإجراءات الكافية، لتحقيق تعهداتها السابقة، بتجفيف مصادر تمويل التنظيم.
ونشرت صحيفة التايمز تقريرا عن نزوح السوريين هروبا من الحرب في بلادهم وانعكاسه على طلبات اللجوء في أوروبا. وتقول «التايمز»، استنادا إلى آخر الإحصائيات، إن عدد طالب اللجوء في الاتحاد الأوروبي تضاعف العام الماضي ليصل إلى رقم قياسي وهو 1.25 مليون شخص، بسبب تزايد عدد اللاجئين من الشرق الأوسط وأفغانستان.
وتذكر الإحصائيات التي أوردتها الصحيفة أن السوريين والعراقيين والأفغان هم أكثر طالبي اللجوء، وثلثهم قصدوا ألمانيا. ونقلت الصحيفة عن اللورد غرين، رئيس المرصد البريطاني للهجرة، والداعي إلى التقليل من عدد المهاجرين، قوله إن الاتحاد الأوروبي مطالب بكشف المهاجرين لأسباب اقتصادية وتمييزهم عن الذين يقدمون أنهم لاجئون. وحذر اللورد غرين من أن العدد الهائل يجعل من الصعب بل من المستحيل التمييز بين اللاجئ الحقيقي والمهاجر لأسباب اقتصادية. وأضاف أن تدفق المهاجرين سيتزايد باستمرار، ما لم يفلح الاتحاد الأوروبي في مهمة تحديد اللاجئين الحقيقيين من غيرهم.
«الغارديان» نشرت مقالا لجوناثان جونز الناقد الفني بعنوان «هل ترى هذه الصورة؟ أرى فيها ظلام ومخاوف أوروبا». يعلق جونز على صورة لعدد من الشباب الساعي لطلب اللجوء في أوروبا يقومون بتحطيم البوابة الحديدية التي أقامتها السلطات المقدونية على حدودها مع اليونان لمنع دخول المهاجرين. ويضيف أنه رغم تبعات الأزمة الاقتصادية تجذب أوروبا المهاجرين الراغبين في حياة أفضل تماما مثل الولايات المتحدة لكن المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل دونالد ترامب يريد بناء جدار لمنع دخول المهاجرين من دول أميركا اللاتينية إلى بلاده بينما قامت مقدونيا بالفعل ببناء جدار مشابه لمنع دخول المهاجرين السوريين وغيرهم قادمين من اليونان.
ومع زيادة شعبية دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لرئاسة الجمهورية، واكتساحه الانتخابات التمهيدية، ظهر، لأول مرة، قادة في الحزب الجمهوري (مثل السناتور جون ماكين، والمرشح الجمهوري السابق ميت رومني) يعارضون علنا ترشيح ترامب. لكن، هل بعد فوات الأوان؟ هذه افتتاحيات رئيسية لصحف أميركية:
قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «بينما يتقسم الحزب الجمهوري، ويشتم قادته بعضهم بعضا، ها هما الديمقراطيان، هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، يقدمان إلى الناخبين مقترحات سياسية جادة».
وقالت افتتاحية صحيفة «تامبا تربيون» (ولاية فلوريدا): «إذا اتفق كل المرشحين، ديمقراطيين وجمهوريين، على شيء، فهم يتفقون على معارضة فتح مجالات جديدة للشركات الأميركية في آسيا وأميركا الجنوبية، وذلك لأنهم يتفقون على معارضة اتفاقية التجارة المشتركة عبر المحيط الهادي، والتي ستؤذي أذى كبيرا الاقتصاد الوطني والمحلي (في تامبا)».
وقالت افتتاحية صحيفة «سنت لويس دسباتش» (ولاية ميزوري): «حتى قبل شهور قليلة، لم يعرف كثير من الناس من هو السناتور ماركو روبيو. لكنه، بعد مشكلات الحزب الجمهوري، صار الرهان الأول لإعادة وحدة الحزب».
وقالت افتتاحية صحيفة «سياتل تايمز» (ولاية واشنطن): «نشاهد ذهول يوم الثلاثاء الكبير واكتساح ترامب لولايات الجنوب، وسط قادة الحزب الجمهوري، وقادة حملات التبرع، والمرشحين. نشاهدهم كلهم يتخبطون وسط ضباب كثيف». وكتبت افتتاحية صحيفة «سان هوزي ميركوري» (ولاية كاليفورنيا): «بعد تأكيد يوم الثلاثاء الكبير لقوة دونالد ترامب وسط الناخبين، صار ترامب، باختصار، قطارا لا يمكن وقفه».
وكتبت افتتاحية صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيل» (ولاية كاليفورنيا): «أوضحت استطلاعات بأن ترشيح ترامب سينفّر الجمهوريين المعتدلين من الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأن عداء ترامب للمهاجرين المكسيكيين والمسلمين وشعوب العالم الثالث سيزيد نسبة الإقبال عليه بين الناخبين الديمقراطيين المحافظين».
وقالت افتتاحية صحيفة «لوس أنجليس تايمز»: «ترامب ليس صالحا ليكون رئيسا للولايات المتحدة».
وقالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز»: «شن ميت رومنى، القائد الجمهوري، حملة قوية ضد ترامب. لكن، في الحقيقة، شن رومنى حملة قوية ضد الحزب الجمهوري».
وقالت افتتاحية أخرى لنفس الصحيفة، تبدو متفائلة: «وسط هذا الخوف من الأجانب، ها هو قاضٍ في ولاية إنديانا يقول إن رفض حاكم الولاية قبول لاجئين من سوريا يخالف الدستور».



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.