منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتهم الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات إلى اليمن

مندوب اليمن يتهمهم بالاستهداف الممنهج للمناطق السكنية والمستشفيات وتجنيد الأطفال

منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتهم الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات إلى اليمن
TT

منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتهم الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات إلى اليمن

منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يتهم الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات إلى اليمن

اتهم ستيفن أوبراين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ميليشيات الحوثيين بعرقلة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في اليمن، وطالب مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بالضغط لحماية المدنيين، ووقف عرقلة توصيل المساعدات، والعمل على المضي قدما في عقد محادثات سلام يمنية.
وخلال جلسة استماع لمجلس الأمن صباح أمس بنيويورك، خصصت لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن، أشار أوبراين لأعضاء المجلس من خلال دائرة تلفزيونية من بروكسل، إلى معاناة الملايين من المدنيين في اليمن من استمرار قصف الميليشيات للمدنيين والمناطق السكنية والأسواق بصورة يومية، مما أدى لارتفاع أعداد القتلى والمصابين، خصوصا بين الأطفال، إضافة إلى استهدافهم المستشفيات.
وقال أوبراين: «قصف المدارس والمستشفيات والمناطق المدنية أمر غير مقبول وينتهك القانون الدولي، ويجب الالتزام بحماية المدنيين». وأضاف: «الأوضاع تتفاقم في اليمن.. ونحن نواجه عراقيل في توصيل المساعدات منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث تتم عرقلة توصيل المساعدات، وتأجيل دخولها لأيام وأسابيع، وهناك مساعدات من منظمة الأغذية واليونيسيف كان من المفترض أن تصل في أكتوبر الماضي، وما زالت حتى الآن معلقة».
وشدد أوبراين على ضرورة أن يضغط مجلس الأمن للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والسماح بحركة التجارة داخل اليمن وبين اليمن وجيرانه.
من جانبه، اتهم السفير خالد اليماني مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة الحوثيين بانتهاج نهج مجرمي الحرب واتباع سياسة التجويع للمدنيين المحاصرين، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من توصيل المساعدات، إضافة إلى زرع الألغام على مداخل ومخارج المدن، مما يصعب توصيل المساعدات.
وأشار اليماني إلى أن الانقلابين وأتباع صالح مستمرون في اعتقال الناشطين في المجال الإنساني، موضحا أنهم قاموا باعتقال وتعذيب ناشطين كانوا ينقلون المياه من مدينة إب إلى مدينة تعز. وأكد أن ميليشيات الحوثي وأتباع صالح يقومون بنهب قوافل الإغاثة المتجهة إلى إب وصنعاء، متعجبا من عزوف المنظمات الدولية عن «تسمية» من يقوم بنهب المساعدات الإنسانية. وحمل اليماني المجتمع الدولي مسؤولية عدم مواجهة نهب المساعدات الإنسانية. وحذر مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة من قيام الحوثيين باستهداف الأطفال وتجنيد عدد كبير منهم، موضحا أن تلك الخطوات تهدد مستقبل الأجيال المقبلة في اليمن، متهما الحوثيين بالقيام بغرس أفكار التطرف الديني والمذهبي والطائفي لدى الأطفال، مما يعد قنبلة موقوتة، وطالب بوأدها قبل فوات الأوان، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمنع تجنيد الأطفال. وشدد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة على استعداد الحكومة اليمنية للذهاب إلى محادثات السلام والجلوس مع الحوثيين وأتباع صالح في أي وقت وأي مكان، مشيرا إلى مشاركة الحكومة اليمنية في محادثات السلام التي عقدت في مدينة ييل السويسرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأنه تم التوصل فيها إلى بعض الاتفاقات لبناء الثقة وتحديد موعد 14 يناير (كانون الثاني) لاستئناف المحادثات.
وقال اليماني: «المتمردون الحوثيون يعرقلون جهود استئناف المحادثات، ولم يقوموا بتنفيذ تدابير بناء الثقة، ويتهربون من تحديد أي موعد جديد للمحادثات». وأضاف: «الحكومة اليمنية تثمن جهود الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ونؤمن أن مسار الأمم المتحدة هو المسار الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق السلام في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة». وأتهم اليماني الحوثيين وأتباع صالح بالاستهداف الممنهج للمناطق السكنية، وحمل ميليشيات الحوثيين مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية، وقال: «الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية أدخلت البلاد في فوضي ودمار، وساهمت في تردي الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا، والحوثيون وأتباع صالح يستهدفون المناطق السكنية، وتتعرض مدينة تعز للاستهداف الممنهج».
وأضاف: «ميليشيات الحوثي تفرض حصارا منذ 7 أشهر، وتقوم باستهداف المستشفيات والمراكز الصحية، ومنعت دخول المواد الإغاثية الضرورية، مثل الأكسجين، مما أدى إلى صعوبة تقديم أبسط الخدمات الطبية، مما يمثل كارثة صحية كبيرة». وأشار مندوب اليمن إلى ما تقوم به ميليشيات الحوثي من حصار لمدينة تعز، مما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص إلى المناطق الريفية، «كما يلوح شبح المجاعة في المناطق الريفية».
وختم اليماني كلمته أمام مجلس الأمن بالتشديد على أهمية تشاور مجلس الأمن مع الحكومة اليمنية حول الوضع الإنساني في اليمن قبل إصدار أي قرار، وطالب «بوقف أعمال القتل التي يقوم بها القتلة من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».