المعارضة السورية تربط مشاركتها في مفاوضات جنيف بنجاح اتفاق وقف إطلاق النار

مصدر في «الهيئة»: إذا استمرت الهدنة كما يجب سنذهب للبحث في الانتقال السياسي

المعارضة السورية تربط مشاركتها في مفاوضات جنيف بنجاح اتفاق وقف إطلاق النار
TT

المعارضة السورية تربط مشاركتها في مفاوضات جنيف بنجاح اتفاق وقف إطلاق النار

المعارضة السورية تربط مشاركتها في مفاوضات جنيف بنجاح اتفاق وقف إطلاق النار

تراقب المعارضة السورية سير الهدنة التي انطلقت يوم أمس لتعلن موقفها النهائي من المشاركة في مفاوضات «جنيف 3» التي أعلن موعدها المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في السابع من مارس (آذار) المقبل، أو عدمها. وهي في هذا الإطار تتفق مع المبعوث الدولي في ما أعلنه لجهة «توفّر البيئة الملائمة لذلك»، وفق ما أكد مصدر في «الهيئة العليا للمفاوضات».
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال معه إن «ربط الموعد بتوفر الظروف المناسبة هو مطلبنا من الأساس، وبالتالي سنعمل على مراقبة الوضع في الأيام القليلة المقبلة وكيفية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لنعلن موقفنا. وبالتالي إذا استمر هذا الاتفاق كان يجب سنذهب إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات والبحث في الانتقال السياسي، بعدما سبق لنا أن أكدنا رفضنا البحث في أي من الإجراءات الإنسانية التي يفترض أن تنفذ وفق قرارات مجلس الأمن».
وأضاف المصدر «ما نريد بحثه هي القرارات الدولية لانتقال للسلطة يبدأ بإنشاء هيئة حكم تمارس كامل السلطات التنفيذية، لا مكان لبشار الأسد وزمرته فيها، وذلك وفقًا لما نص عليه بيان جنيف لعام 2012، وقرارات مجلس الأمن رقم 2254 و2118»، مؤكدا أنه «وفي حال رفض النظام هذا الأمر وعاد وكرّر دعوته للبحث في ما يصفه بالإصلاح السياسي فعندها سنقاطع المفاوضات».
من جهته، قال الناطق باسم «الهيئة» رياض نعسان آغا، إن «وفد المعارضة سيعود إلى جنيف لإجراء محادثات غير مباشرة مع ممثلي السلطات السورية فقط في حالة الالتزام بالهدنة». وكان قد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة - السبت 27 فبراير (شباط) بموجب خطة روسية أميركية وافق عليها كل من النظام والمعارضة.
وكان دي ميستورا قد قال متحدثا أمام مجلس الأمن عبر الدائرة المغلقة مساء الجمعة: «أعتزم الدعوة مجددًا إلى مباحثات بين الأطراف السوريين يوم الاثنين السابع من مارس، شرط أن يصمد وقف الأعمال العدائية في شكل شامل ويتم التزام إيصال المساعدات الإنسانية». وأضاف «أعول على أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا وعلى مجلس الأمن لضمان عودة الأطراف المعنيين إلى جنيف مع استعدادهم للتحاور والاستمرار في هذا الحوار حول القضايا الجوهرية». وشدّد على أن المطلوب لا يزال التوصل إلى «عملية انتقال سياسي» في سوريا. ولفت إلى أنه على الصعيد الإنساني «وصلت كميات أكبر من المساعدات لكن هذا لا يكفي».
كما هو معروف، كانت المفاوضات السابقة في جنيف قد علقت في بداية فبراير، نتيجة قيام روسيا بحملة عسكرية وتكثيف ضرباتها الجوية في ريف محافظة حلب الشمالي ورفض المعارضة البحث في الإجراءات الإنسانية ومطالبتها تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وخصوصا البندين 12 و13 المتعلقين بفك الحصار عن المناطق وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين لا سيما من النساء والأطفال. ولقد حدّد حينها دي ميستورا موعدا لاحقا للمفاوضات في 25 (فبراير) الحالي، وهو الأمر الذي لم يتحقّق لأسباب عدّة أهمها، الانشغال في البحث في اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سجّل خلال هذا الوقت إدخال المساعدات الغذائية إلى عدد من المناطق المحاصرة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».