«فيسبوك» لـ «الشرق الأوسط» : نراهن على الفيديو ولدينا فريق متخصص لكشف المضامين الإرهابية

رئيس السياسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نحن أكبر مجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي

أشرف زيتون
أشرف زيتون
TT

«فيسبوك» لـ «الشرق الأوسط» : نراهن على الفيديو ولدينا فريق متخصص لكشف المضامين الإرهابية

أشرف زيتون
أشرف زيتون

تتسارع وتيرة المنافسة بين منصات التواصل الاجتماعي العالمية في إيجاد كافة الأدوات التي تستطيع جذب أكبر عدد من المستخدمين، وذلك عبر توفير بيئة متكاملة تشبع رغبات المشتركين في تلك الوسائل، الأمر الذي جعل منصة «فيسبوك» العالمية تراهن خلال الفترة المقبلة على خدمة الفيديو.
وبحسب مسؤول رفيع في فرع منصة التواصل الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن «فيسبوك» سعت لتعزيز خدمة الفيديو بطريقة مختلفة، حيث إن الفيديو في «فيسبوك» يعزز مفهوم تشارك الاهتمامات في أكبر مجتمع افتراضي في العالم بعدد مستخدمين يبلغ 1.59 مليار مستخدم في الشهر، وهو ما يجعله مختلفا عن خدمات الفيديو الأخرى، موضحًا أنهم يعملون على رفع قدرة الخدمة لمواكبة الطلب الكبير عليها.
وقال أشرف زيتون رئيس السياسات في «فيسبوك» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن المنطقة تتفوق على المتوسط العالمي في مشاهدة الفيديو، وأن المنصة تعمل حاليًا على إطلاق خدمة البث المباشر، ويستطيع مستخدم «فيسبوك» أن يبث محتوى فيديو مباشر على المنصة، مؤكدًا أنهم أطلقوا أيضا خدمة المشاهدة 360 وهي التي تتيح من خلال تصويره بكاميرا خاصة المشاهدة بزاوية كاملة، مشيرًا إلى أن ما يميز الخدمة أن المحتوى يأتي للمستخدم من شبكة الأصدقاء التي يتشاركون فيها نفس الاهتمامات.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاحتفال بالذكرى الثانية عشرة في المنطقة «أن تطوير منصة فيسبوك مدفوع برغبة المستخدمين واحتياجهم لمحتوى ومنصات، تسمح لهم يطلقوا إبداعاتهم ويستطيعون أن يتواصلوا ويتعلموا شيئا جديدا». وقال: «التحدي الكبير لدينا هو كيف نستطيع العمل على التطوير والتحديث، ونتوافق مع متطلبات المستخدمين، والدافع الرئيسي لدينا دائما ما يكون مستخدمينا».
وأعلنت شركة «فيسبوك» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم، أن عدد المستخدمين النشطين شهريًا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في المنطقة تجاوز 120 مليونًا اعتبارًا من 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقالت: «يلجأ 110 ملايين شخص منهم إلى زيارة الموقع عبر أجهزتهم المتحركة، ويتفقد 83 في المائة من هؤلاء صفحات فيسبوك يوميًا بشكل متكرر، ويقوم 79 في المائة منهم بذلك عبر أجهزتهم المتحركة».
وبالعودة إلى زيتون الذي قال: «نعمل باستمرار على تطوير موقع (إنستغرام) الذي يملك حضورًا واسعًا بالمنطقة وبالتحديد في السعودية، وذلك برفع قدرات الأمان والخصوصية للمستخدمين، نعمل على أن يصل المحتوى بالسرعة المطلوبة، وأن لا يكون هناك ثغرات أمنية».
وعلى الرغم من شراء «فيسبوك» لمنصة «واتسآب» للمحادثات فإن أشرف زيتون يؤكد أن «فيسبوك» تعمل على تطوير قدرات منصة «فيسبوك ماسنجر» من خلال إجراء التحسينات، حيث تعمل الشركة على تطويره من خلال عدد من الإجراءات سيتم الإعلان عنها خلال فترة قريبة.
وأضاف: «لا يوجد هناك مجتمع يقترب من مجتمع فيسبوك بهذا الحجم، وهو ما يعطي احتمالية للتواصل بشكل أكبر بين الناس بمستوى غير مسبوق في تاريخ البشرية، عطفًا على حجمه الكبير»، في الوقت الذي تتضمن المنصة محتوى ضخما يتجاوز ما هو موجود في المواقع الأخرى.
وقال: «نحن نقول في فيسبوك لدينا في كل ستين ثانية ما يقارب 2.4 مليون محتوى يتم رفعه للموقع، وهذا يعكس الزخم الكبير، مما يعطي احتمالية اكتشاف محتوى جديد يتلاءم ويثري المعرفة بشكل سريع، وتوافق ويتجاوز بمراحل أي موقع آخر، وفي نفس الوقت نحن في استمرارية للتطوير لنشر منتجات جديدة بالإضافة إلى أننا نعمل على الربط بين فيسبوك وفيسبوك ماسنجر وإنستغرام، بمجرد ضغطة زر».
وحول قدرة البنية التحتية على خدمة مشاريعهم في المنطقة قال رئيس السياسات في «فيسبوك» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «السعودية والإمارات هما من الدول المتقدمة في البنى التحتية والتكنولوجيا، وهي تساعدنا وتضع علينا عبء مواكبة التطور التقني فيهما، لأن سرعة البيانات والمعلومات يتطلب منا أن نعطي المستخدمين تجربة مختلفة عما هي موجودة في دول أخرى، لا يوجد لديها الجيل الرابع من الاتصالات، ودول أخرى لا يوجد لديهم الجيل الثالث.
وحول استخدام الجماعات والتنظيمات الإرهابية لمنصتهم في توصيل رسائلها للمستخدمين قال زيتون «هدفنا الرئيسي في فيسبوك أننا منصة آمنة، ونرفض كليًا أي محتوى له أي علاقة بالإرهاب أو الإساءة أو جرائم الكراهية، فأي محتوى يتعلق أو يشيد أو يدعم أو يشجع على الإرهاب فهو محتوى مرفوض، ولدينا فريق متخصص في إزالة هذا المحتوى».
وتابع: «في نفس الوقت على المستخدمين مسؤولية أنهم في حال لاحظوا شيئا مثل هذا المحتوى بعمل تقرير من خلال أدوات سهلة وبسيطة، للإبلاغ عن أي محتوى مسيء للدين أو للشخص وفي نفس الوقت لدينا من شراكات مع منظمات غير حكومية والمجتمع المدني للتعامل مع هذه المعاملات».
وزاد: «نعتقد أن هذا حدث بسبب وجود فراغ في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الحالي يتوجب على الحكومات استخدامها للتواصل مع الشباب، والهيئات الدينية لإيصال المبادئ وتعاليم الدين الحديث»، وقال: «إذا تركت الملعب فارغا ستفتح الفرص لجهات إرهابية وأشخاص مستغلين لاستخدام الفراغ للتواصل، نحن مجتمع آمن، والأمن لدينا شيء أساسي ونتعامل معه بكل حزم، والإرهاب لا مكان له على منصة فيسبوك، ونحن في حرب مستمرة لأنهم يتطورون بقدراتهم لكن نحن أيضا نواجه ذلك التطور بالقدرات التي نملكها».
وأكد أن لديهم فريقا متخصصا باللغة العربية واللهجات وهذا خاصيتهم التعامل مع المحتوى المسيء لقواعد الاستخدام في منصة «فيسبوك»، وبالتحديد بما يخص الإرهاب، وأضاف: «لدينا فريق متخصص يقوم بمسح وإزالة أي محتوى يتم الإبلاغ عنه أو يتم اكتشافه، ويوجد الكثير من الحكومات تبلغ عن محتوى يستخدم من قبل الجماعات الإرهابية، وفي نفس الوقت لدينا فريق كامل ومتخصص يدرك كل خصوصيات المنطقة من أبنائها ونتميز بها من أي منصة أخرى».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.