المرشح الأميركي للرئاسة ترامب يهدد بمقاضاة منافسه كروز بسبب «إعلاناته الكاذبة»

المرشح الأميركي للرئاسة ترامب يهدد بمقاضاة منافسه كروز بسبب «إعلاناته الكاذبة»
TT

المرشح الأميركي للرئاسة ترامب يهدد بمقاضاة منافسه كروز بسبب «إعلاناته الكاذبة»

المرشح الأميركي للرئاسة ترامب يهدد بمقاضاة منافسه كروز بسبب «إعلاناته الكاذبة»

هاجم مرشح الرئاسة الأميركية المحتمل، دونالد ترامب، الذي يتصدر السباق الجمهوري أقرب منافسيه تيد كروز، مهدداً برفع دعوى قضائية ضده يطعن في شرعيته لشغل مقعد الرئاسة في البيت الأبيض، إذا لم يسحب سناتور تكساس "إعلاناته الكاذبة".
ووصف ملياردير نيويورك الذي اعتاد توجيه الإهانات لخصومه خلال حملته الانتخابية كروز، بأنه "غير متزن تماماً" وأنه "أكبر كذاب صادفته على الإطلاق في السياسة أو غيرها وأنا التقيت بأبرزهم".
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي في ساوث كارولاينا إنه يمكن أن "يرد" ويرفع دعوى ضد كروز بشأن مولده في كندا، وهو ما يقول قطب العقارات إنه "يحرمه من حقه الشرعي في أن يكون رئيساً". وأضاف "إذا لم يسحب إعلاناته الكاذبة ويعدل عن أكاذيبه سأفعل ذلك فوراً".
وحقق كروز نصراً مبكراً في الانتخابات التمهيدية في السباق الجمهوري لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية التي تجري في الثامن من نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل حين فاز بأصوات المجمع الانتخابي لأيوا في وقت سابق من الشهر، ودأب على مهاجمة ترامب في عدد من القضايا.
وقال ترامب إن "اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري يجب أن تتدخل لمنع كروز من تشويه وجهات نظره وسياساته بشأن قضايا مثل الإجهاض وحق حمل السلاح والرعاية الصحية ومرشحي المحكمة العليا". وأضاف أنه وقع تعهداً مع اللجنة الوطنية الجمهورية بألا يخوض السباق كمرشح لحزب ثالث وأن يدعم المرشح الجمهوري الذي يختاره الحزب في نهاية المطاف، وأن اللجنة بدورها عليها أن تبذل كل ما بوسعها لتجعل السباق نزيها.
وقال ترامب للصحافيين: "الخلاصة هي أن اللجنة الوطنية الجمهورية خاضعة لسيطرة المؤسس، ولمصالح خاصة، وقعت تعهداً لكنه تعهد ذو حدين، وفيما يخصني لم يفوا بجانبهم من التعهد".
وجاءت تصريحات ترامب قبل أيام من الانتخابات التمهيدية الجمهورية التي تجري يوم السبت في ساوث كارولاينا وبعد مناوشات متصاعدة بينه وبين كروز خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وهاجم كروز ترامب بشأن قضايا مهمة وقال إن "الملياردير سيرشح في حالة انتخابه رئيساً للبلاد لعضوية المحكمة العليا".
وجادل ترامب كثيراً بأن كروز لا يحق له دستورياً أن يكون رئيساً للولايات المتحدة لأنه مولود في كندا.
وينص الدستور الأميركي على أن المواطنين الذين يحق لهم الحصول على الجنسية الأميركية المولودين فيها فقط، وهم من يحق لهم شغل منصب رئيس الولايات المتحدة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.