ترامب يفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشير مراهنًا على غضب الناخبين

من أهم وعوده بناء جدارٍ على الحدود المكسيكية وطرد المهاجرين

ترامب يفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشير مراهنًا على غضب الناخبين
TT

ترامب يفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشير مراهنًا على غضب الناخبين

ترامب يفوز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشير مراهنًا على غضب الناخبين

بعد أسبوع من حلوله ثانيًا في ولاية ايوا، فاز دونالد ترامب ملياردير العقارات الاميركي أمس الثلاثاء، بالانتخابات التمهيدية الجمهورية التي جرت في ولاية نيوهامبشير، مراهنا على غضب قسم من الناخبين، وكذلك فاز السناتور بيرني ساندرز في السباق الديمقراطي بالولاية، واستفاد الاثنان من موجة غضب الناخبين من السياسيين التقليديين.
واتسمت حملة ترامب غير التقليدية بدعواته لترحيل المهاجرين غير القانونيين وفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة.
وسجل ساندرز الذي يصف نفسه بالديمقراطي الاشتراكي 51 في المائة، متقدما على هيلاري كلينتون الاوفر حظًا على مستوى الولايات ككل التي سجلت 40 في المائة من التصويت في نيوهامبشير.
وولاية نيوهامبشير هي ثاني الولايات في عملية اختيار المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)،
قبل سبعة أشهر، لم يكن احد يعتقد بأنّ ترامب سيحظى بأي فرصة؛ لكن بفضل تصريحاته المدوية تمكن من تغيير مسار حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية وفرض نفسه كمرشح جمهوري لا يمكن تجاوزه، على الرغم من استياء الحزب.
والملياردير البالغ من العمر 69 سنة، الذي بنى ثروته في قطاع العقارات، لم يهتم جديا يوما بالانتخابات. فقبل أن يبدأ حملته هذه، كان معروفا خصوصًا بالابراج والكازينوهات التي تحمل اسمه وطلاقاته التي احتلت عناوين الصحف الصفراء وكمقدم لبرنامج تلفزيون الواقع "ذي ابرانتيس".
ومن أهم وعود ترامب إذا انتخب رئيسا للبيت الأبيض، بناء جدارٍ على الحدود المكسيكية، تدفع نفقاته المكسيك لمنع الهجرة السرية. كما وعد بطرد المهاجرين الغير قانونيين من الولايات المتحدة الذي يبلغ عددهم أحد عشر مليون شخص.
وفي مواجهة الارهاب تحدث عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، مؤكّدًا أنّه "سيقطع بسرعة رأس تنظيم داعش وسيأخذ نفطه"، على حد قوله.
عُرف ترامب باعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبره "زعيما قويا"، فيما يدين ارتفاع حرارة الارض ويعتبرها اختراعا صينيا.
ويتمتع الرجل الثري بشخصية قوية ويعتبر نفسه منقذًا لاميركا التي يراها تحتضر واصبحت موضع سخرية للعالم.
وغالبا ما يتدفق على تجمعاته الانتخابية آلاف الاميركيين المتواضعين في اغلب الاحيان الذين اضرت بهم العولمة ويشعرون بأنّ النخب السياسية خانتهم.
ويدين ترامب الحريص على اناقته، "الاغبياء" الذين يقودون البلاد ويلعب على وتر المخاوف ويعد بان يعيد لاميركا عظمتها" وهو الشعار الذي رفعه.
ووسط عجزهم عن ايجاد بديل للرجل الذي حصد حتى الآن 36 في المائة من نوايا التصويت على المستوى الوطني، يشعر قادة الحزب الجمهوري بارتباك شديد.
وفي مجلة "ناشيونال ريفيو" اتهمته اقلام محافظة مؤخرا بأنه "انتهازي سياسيا" ويعاني من "جهل استثنائي" و"دجال" و"اناني وفارغ". لكن دونالد ترامب الذي يمول حملته بنفسه ويسافر في طائرة البوينغ 757 الخاصة التي يملكها لم يأبه بكل هذه الانتقادات.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.