بتقرير مصور يحكي معاناة السوريين وكلمات افتتاحية يعمها الإحباط، انطلقت أولى فعاليات اجتماع المنظمات الدولية والمجتمع المدني التمهيدي لمؤتمر الدول المانحة لسوريا أمس في لندن.
اجتمعت في قمة أمس المصغرة منظمات إنسانية غير حكومية، وناشطون في المجتمع المدني بهدف توجيه نقاش مؤتمر الدول المانحة اليوم إلى أكثر المجالات حاجة إلى الدعم المادي الدولي، وإلى أبرز انشغالات السوريين في الداخل وفي دول اللجوء.
وخلص المجتمعون أمس إلى أنه مهما ارتفع حجم التبرعات، فإنها لن تساهم في تغيير الوضع على الأرض بشكل فعال، حيث إنها لا تعالج سبب الحرب والدمار في سوريا. وهو ما أكده بير كولن، ممثل وزارة الخارجية الألمانية في الخارج، لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاجتماع. ورأى كولن أن «الهدف من اجتماع اليوم (أمس) ومؤتمر غد (اليوم) هو الاقتراب من إيجاد حل سلمي للحرب في سوريا، فضلاً عن الاستماع لما يحمله المجتمع المدني السوري من رسائل»، مضيفًا: «في انتظار التوصل إلى حل للنزاع، إنه واجبنا الأخلاقي دعم سوريي الداخل وتوفير أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للمتضررين».
أما الرسالة الثانية التي وجهها ممثلو المجتمع المدني السوري لقادة الدول المجتمعين اليوم، هي أن «تجاهل الغرب لفظائع الرئيس بشار الأسد في حق شعبه بحجة الحرب ضد الإرهاب جزء من المشكلة، وأن المجتمع الدولي مستمر في هدر مجهوداته وأموال الإغاثة طالما لم يضع حدًا لقصف المدنيين من طرف النظام والقوات الموالية له»، كما جاء على لسان رائد الصالح، مدير الدفاع المدني بسوريا، ومرسيل شيهوارو، مديرة منظمة «كش مالك» غير الربحية.
إلى ذلك، دعا ممثلو المجتمع المدني السوري أعضاء مجلس الأمن إلى المسارعة بإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا لتمكين المنظمات غير الحكومية من إدخال المساعدات الطبية والمواد الغذائية الأساسية إلى المناطق المحاصرة. وأوضح وائل العجي، المتحدث باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان، على هامش الاجتماع أن سوريا بحاجة إلى تدخل حقيقي من المجتمع المدني وإلى فرض ضغوط فعلية على النظام وداعميه، مشيرًا إلى التصعيد الكبير في القصف الروسي بالتزامن مع مؤتمر جنيف ومؤتمر المانحين في لندن.
أما الرسالة الثالثة التي سعى ممثلو المجتمع المدني إلى توجيهها إلى القادة هي أن سوريا لم تكن «جنة» قبل اندلاع الحرب كما تصورها بعض الحكومات الغربية، «السوريون تظاهروا في 2011 لسبب، وهو حكم ديكتاتوري تحول إلى عنف وقتل مدنيين»، كما قالت ربى محيسن، مؤسسة منظمة «سوى» للتنمية في رد على كلمة وزير الخارجية النرويجي، بورغ برندي. وكان برندي يذكر أن سوريا كانت، قبل 5 سنوات مضت، دولة متوسطة الدخل يقصدها لاجئون من المنطقة بحثًا عن الحماية. ودعا الوزير إلى تصنيف سياسة التجويع المعتمدة في سوريا ومنع إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة كـ«جرائم حرب»، ومعاقبة المسؤولين عنها.
وقوبل الشعور بالإحباط في جل مداخلات مسؤولي المنظمات غير الحكومية بتفاؤل نسبي من طرف المسؤولين الحكوميين، إذ دعت وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، جستن غرينينغ، نظراءها في الدول المانحة إلى التبرع بأكبر قدر ممكن من المساعدات في مؤتمر اليوم «بهدف بث الأمل في قلوب السوريين اللاجئين، وإعطائهم سببًا للاستمرار في الكفاح». وركزت غرينينغ خلال كلمتها والتصريحات على هامش الاجتماع على ضرورة تذكير المجتمع الدولي أن «ال - 4.6 لاجئ سوري والـ10 ملايين الآخرين الذين هم بحاجة إلى الدعم داخل الحدود السورية ليسوا فقط أرقاما تتداولها التقارير الدولية والإعلام، وإنما هم أطباء وممرضات وطلبة وطالبات ورجال أعمال كانوا يقودون حياة عادية قبل اندلاع الأزمة قبل خمس سنوات». ولفتت إلى أنه «من الأساسي إصلاح نظام الإغاثة الدولية القائم حاليا، إذ يصل متوسط فترة اللجوء عالميًا اليوم إلى 17 سنة على الأقل قبل تمكن اللاجئ من العودة إلى بلده»، مضيفةً أنه في غضون ذلك ينبغي على المجتمع المدني دعم المجتمعات المضيفة في الدول المجاورة لسوريا التي تعاني من شح الموارد وضيق المؤسسات التعليمية وندرة فرص العمل. ورأت غرينينغ أن أهم مجالات الإغاثة يتمثل في التعليم، مشيرة إلى مبادرة «لا لجيل ضائع» التي أطلقتها بريطانيا، داعية الدول المانحة إلى الانضمام إلى هذه المبادرة بهدف إلحاق جميع الأطفال اللاجئين بالمدارس قبل نهاية السنة الدراسية الحالية.
إحباط في اجتماع لندن التمهيدي للدول المانحة.. و3 رسائل إلى القادة
الخارجية الألمانية لـ {الشرق الأوسط}: لا حل للأزمة الإنسانية بسوريا في غياب حل سياسي مستدام
إحباط في اجتماع لندن التمهيدي للدول المانحة.. و3 رسائل إلى القادة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة