اليميني جوبيه يبحث في الجزائر إقامة «شراكة استثنائية» تحسبًا لانتخابات الرئاسة الفرنسية

أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية يقاطع جلسة التصويت على تعديل الدستور

اليميني جوبيه يبحث في الجزائر إقامة «شراكة استثنائية» تحسبًا لانتخابات الرئاسة الفرنسية
TT

اليميني جوبيه يبحث في الجزائر إقامة «شراكة استثنائية» تحسبًا لانتخابات الرئاسة الفرنسية

اليميني جوبيه يبحث في الجزائر إقامة «شراكة استثنائية» تحسبًا لانتخابات الرئاسة الفرنسية

بحث آلان جوبيه، مرشح اليمين الفرنسي المفترض لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 2017، أمس مع أبرز المسؤولين الجزائريين إقامة شراكة «استثنائية» في الاقتصاد والأمن، وخصوصا في مجال محاربة الإرهاب. وتزامن ذلك مع إعلان أهم أحزاب المعارضة مقاطعة جلسة التصويت على مشروع تعديل الدستور في البرلمان في السابع من الشهر الحالي.
واستقبل رئيس الوزراء عبد المالك سلال بالعاصمة الجزائرية، رئيس بلدية بوردو الفرنسية، وجمعهما حديث عن «مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية، في حال أصبح رئيسا لفرنسا»، بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن زيارة جوبيه للجزائر، التي بدأت الأحد وانتهت أمس، مضيفة أن الزيارة «انتخابية بالأساس، إذ تبين أهمية أصوات الجزائريين مزدوجي الجنسية، بالنسبة إلى كل المترشحين لانتخابات الرئاسة في فرنسا».
وأفاد مرشح الانتخابات الابتدائية في حزب «الجمهوريين» اليميني في مؤتمر صحافي بأن «خصومي السياسيين هم: الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)، التي اعتبر برنامجها الاقتصادي كارثة حقيقية لفرنسا، إضافة إلى السلطة الحالية (الاشتراكيون)، التي أرى أنها عاجزة عن الاستجابة لتطلعات الفرنسيين، خصوصا في مجال الشغل والبطالة».
وتناول رئيس وزراء فرنسا سابقا عدة قضايا دولية، أهمها الحرب الأهلية في ليبيا، وقال بهذا الخصوص إن «التدخل العسكري الفرنسي (2011) كان خطأ قاتلا وفشل فشلا ذريعا، وخلف فوضى عارمة في ليبيا». يشار إلى أن جوبيه كان وقتها وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وأضاف جوبيه موضحا أن «العمل العسكري جاء في سياق مناخ خاص مرتبط بالربيع العربي، فالشعوب العربية طالبت بإقامة الديمقراطية، وكنا نحن القوى العظمى متهمين بأننا نساند قادة الأنظمة، وبعد الإطاحة بالقذافي اقترحنا أن ترافق الأمم المتحدة فترة انتقالية بالتعاون مع المسؤولين الليبيين، لكنهم رفضوا وصمموا على تدبير شؤونهم بأنفسهم».
واستبعد جوبيه عملا عسكريا جديدا لحسم الموقف في ليبيا، بقوله: «أظن أنه ينبغي إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، كما في الأزمة السورية. ومن الضروري أن تلعب الجزائر دورا في هذا المجال». وتعتبر الجزائر نفسها أكثر بلدان المنطقة تأثرا بتداعيات الأزمة الليبية، خصوصا على الصعيد الأمني، فأجهزة الأمن تنشر يوميا تقارير عن حجز أسلحة حربية واعتقال مسلحين بالحدود مع ليبيا، علما بأنه يوجد نحو 3 ملايين جزائري يقيمون في فرنسا، ومليون يحملون الجنسية المزدوجة، وهم يشكلون وعاء انتخابيا هاما بالنسبة إلى السياسيين الفرنسيين، عندما يتعلق الأمر بالبحث عن أصوات في أوساط الجاليات الأجنبية.
على صعيد آخر، أعلن حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم أحزاب المعارضة في البلاد، عن مقاطعة جلسة تصويت البرلمان على التعديلات الدستورية، المنتظرة الأحد المقبل. وقال حزب رجل الثورة المتوفى حديثا، حسين آيت أحمد، في بيان أمس، إن مشروع تعديل الدستوري يعد «حلقة في عنف السلطة الذي تمارسه ضد الشعب منذ أول دستور عام 1963»، موضحا أن «سبب الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي تعيشها البلاد ليست وليدة نص قانوني، ولا يمكن لنص قانوني أن يخرج الجزائر من هذه الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم». وشدد على القول إنه «ينبغي لأي مشروع دستوري أن يعكس أوسع إجماع ممكن في المجتمع، وإلا كان مصيره الفشل. لذا تنادي جبهة القوى الاشتراكية بضرورة بدء مسار تأسيسي يشارك فيه كل الفاعلين السياسيين، ومن المجتمع المدني قصد الوصول إلى إجماع وطني، تكون فيه دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان ركائزه الأساسية».
ولا يعرف مواقف بقية أحزاب المعارضة من المشروع الذي أعدّه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وخصوصا الأحزاب الإسلامية «حركة مجتمع السلم»، و«حركة النهضة»، و«حركة الإصلاح الوطني»، و«جبهة العدالة والتنمية»، والحزب اليساري «حزب العمال». ويتوقع أن تصل نسبة أصوات المؤيدين لـ80 في المائة، نظرا لهيمنة الحزبين المواليين للرئيس على غرفتي البرلمان، وهما «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.