مصر تحتضن عرض الجليد العالمي «آيس إيدج 2016» لأول مرة

بمشاركة 86 عارضًا من 34 دولة حول العالم

في العرض تقوم شخصيات فيلم «آيس إيدج» الكارتونية بعدد من العروض الأكروباتية أمام الجمهور -  شعار مهرجان عرض الجليد العالمي
في العرض تقوم شخصيات فيلم «آيس إيدج» الكارتونية بعدد من العروض الأكروباتية أمام الجمهور - شعار مهرجان عرض الجليد العالمي
TT

مصر تحتضن عرض الجليد العالمي «آيس إيدج 2016» لأول مرة

في العرض تقوم شخصيات فيلم «آيس إيدج» الكارتونية بعدد من العروض الأكروباتية أمام الجمهور -  شعار مهرجان عرض الجليد العالمي
في العرض تقوم شخصيات فيلم «آيس إيدج» الكارتونية بعدد من العروض الأكروباتية أمام الجمهور - شعار مهرجان عرض الجليد العالمي

تستضيف مصر لأول مرة في الشرق الأوسط عرض الجليد العالمي «Ice Age Live 2016» في الفترة من 3 إلى 10 فبراير (شباط) المقبل بالصالة المغطاة باستاد القاهرة، تحت رعاية وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة المصرية.
قدم العرض في أكثر من 300 مدينة عالمية و30 دولة حول العالم، وفي العرض الراقص على الجليد تقوم شخصيات فيلم «آيس إيدج» الكارتونية بعدد من العروض الأكروباتية أمام الجمهور. وقد أنتج فيلم الكارتون الفانتازي عام 2002 وأنتجت شركة «فوكس» الأميركية 5 أجزاء من الفيلم حيث حقق نجاحا كبيرا حول العالم.
وأعلن وزير السياحة المصري د. هشام زعزوع، الاثنين الماضي، في مؤتمر صحافي عالمي، بحضور ميشيل بويرسما، المدير التنفيذي العالمي لشركة «Stage Entertainment Touring Productions»، ومحمد عامر، الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة «Dino Activations»، أن مصر تفتح ذراعيها بثقة كبيرة للعالم في 2016. وقال زعزوع: «إن قدوم 86 عارضا من 34 دولة حول العالم للمشاركة في العرض يعتبر خير دليل على الثقة في أمان المقصد السياحي المصري، وأن العرض العالمي (آيس إيدج) سيعمل على إظهار الصورة الحقيقة لمصر وقدرتها على استضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى»، مؤكدا أنه «سيتم تنظيم عدد من الفعاليات الأخرى على مدار العام كدعاية سياحية كبيرة لمصر في الخارج»، معتبرا أن «هذا العرض العالمي يعد فاتحة خير في بداية العام الجديد».
ولفت الوزير إلى أن العرض حقق 3 مليارات دولار، وأن الأسر والعائلات المقيمة في مصر يمكنها الاستمتاع بالعرض العالمي بسعر تذكرة معقول يبدأ من 75 جنيها، في حين أنه لمشاهدة العرض في أوروبا تصل تكلفة التذكرة إلى 30 يورو.
وأكد وزير السياحة المصري أن «المقصد السياحي المصري سيعود مرة أخرى وبقوة إلى معدلاته في استقبال زائريه قريبا»، في إشارة إلى نجاح الاحتفالية التي نظمتها وزارة السياحة تحت سفح الأهرامات ليلة 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لمشاركة العالم في الاحتفال برأس السنة الجديدة.
وأوضح زعزوع أن هذا النوع من الفعاليات سيكون جزءا من الفكر الذي سترتكز عليه استراتيجية الوزارة خلال هذا العام، متمنيا أن يتم تنظيم عروض مماثلة لهذا العرض وبهذا المستوى في مصر مرة أخرى، وأشار إلى قيام هيئة تنشيط السياحة بتنظيم جولات سياحية لشخصيات العرض لكثير من الأماكن السياحية والأثرية، كالأهرامات والأقصر وأسوان وغيرها، مع التقاط كثير من الصور التذكارية لهم بهذه الأماكن التاريخية، التي سيتم الاستفادة منها في التسويق السياحي لمصر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عبر حملة «هي دي مصر» (#ThisisEgypt) التي أطلقتها وزارة السياحة المصرية مؤخرا في أعقاب حادث الطائرة الروسية المنكوبة وسقوطها في وسط سيناء.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».