الغولدن غلوب..السُلطة النسائية لها تأثيرها والغائبون الجيدون كثر

توقعات قبل إعلان النتائج

استعدادًا لحفل توزيع جوائز الغولدن غلوبس قام أعضاء ومنتجو جمعية مراسلين هوليوود بفرش السجاد الأحمر أمام فندق هيلتون بيفرلي هيلز أمس (أ.ب)
استعدادًا لحفل توزيع جوائز الغولدن غلوبس قام أعضاء ومنتجو جمعية مراسلين هوليوود بفرش السجاد الأحمر أمام فندق هيلتون بيفرلي هيلز أمس (أ.ب)
TT

الغولدن غلوب..السُلطة النسائية لها تأثيرها والغائبون الجيدون كثر

استعدادًا لحفل توزيع جوائز الغولدن غلوبس قام أعضاء ومنتجو جمعية مراسلين هوليوود بفرش السجاد الأحمر أمام فندق هيلتون بيفرلي هيلز أمس (أ.ب)
استعدادًا لحفل توزيع جوائز الغولدن غلوبس قام أعضاء ومنتجو جمعية مراسلين هوليوود بفرش السجاد الأحمر أمام فندق هيلتون بيفرلي هيلز أمس (أ.ب)

الساعات الأخيرة قبل رفع الستارة عن جوائز الغولدن غلوبس. كل شيء جاهز. النتائج معروفة لدى رئيس جمعية مراسلي هوليوود الأجانب (إحدى الجمعيات السينمائية التي ينتمي إليها هذا الناقد) وبعض أعضاء مجلس الإدارة. لدى المؤسسة المحلّفة التي أفرزت تصويت الأعضاء (نحو 90 ناقدا وصحافيا يمثلون نحو 80 بلدا حول العالم). فندق هيلتون ويلشر، حيث يقام الحفل في قاعته الكبيرة رتّب كل شيء ليلة السبت، وفي الصباح قام مديروه بجولة تفقدية لكي يتأكدوا من أن كل شيء على ما يرام.
أنواع الخضراوات واللحوم دخلت مطبخ الفندق منذ صباح يوم أمس السبت. أنواع المشروبات تدفقت على مخزن قريب من شركات تريد أن تظهر في الاحتفال. مصممو الأزياء ودورها ومصممو الشعر ومصممو الجواهر اشتغلوا منذ شهور على وضع جداول أعمالهم، وواصلوا العمل ليل نهار لتأمين الـlook المطلوب لكل الحاضرين.
شرطة المدينة وعناصر أمن متخصصة أخرى أخذت اسم كل عضو سيحضر بسيارته ولن تمر سيارة واحدة من دون رخصة مرور يحصل عليها من الجمعية. سيارات الوافدين غير الأعضاء، من سينمائيين وإعلاميين، كانت قد حصلت على تراخيصها مع الدعوات الموجهة إليها. والجميع عليه أن يبرز هذه الدعوات والرخص عند الحواجز المحيطة بالفندق. إذا كنت تعيش في لوس أنجليس ولا علاقة لك بالسينما، لا بد أنك تعوّدت الآن، عامًا بعد عام، على «عجقة» السير على طريقي ويلشر بوليفارد وسانتا مونيكا بولفارد. ربما بقيت في البيت وشاهدت الحفل على شاشة التلفزيون.
* مسافات قريبة
هذا هو عيد الجمعية التي ولدت في سنة 1943 والتي أسست جوائزها المسماة بـ«غولدن غلوبس» بعد عام على تأسيسها. شركة فوكس استضافت الحفلة الأولى لها سنة 1944. في الغايات الأساسية للجائزة الترويج للسينما غير الأميركية في هوليوود وللأميركية خارج الولايات المتحدة إعلاميا ومن خلال حفلتها السنوية. هذه الغايات بقيت كما هي دون مساس لكنها تطوّرت في الأهمية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. الآن هوليوود لا تستطيع أن تغفل عن دور الجمعية في ترويج أعمالها، ليس والإيرادات العالمية تفوق تلك المسجلة في أميركا. في الواقع، هذا الدور الذي تمارسه الجمعية من خلال مهامها البديهية في تغطية الأفلام وإجراء المقابلات والتواصل مع أمّهات الاستوديوهات، هو أكبر حجمًا من الدور الذي يمارسه الأوسكار - ومع القارئ الحق في أن يسأل كيف.
باختصار، أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، موزّعة الأوسكار، ليست مؤسسة إعلامية كما الحال مع «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب». كذلك فإن جوائزها تُمنح بعدما يكون الفيلم قد غطّى الأسواق الخارجية شرقًا وغربًا. في حين أن جوائز الغولدن غلوبس تُعلن والحفلة تقدّم بينما الأفلام ما زالت طازجة في الأسواق.
وعلى كثرة الجوائز الممنوحة في مثل هذه الأوقات من كل عام، من البافتا البريطاني إلى الاتحاد الأوروبي، ومن جمعية الممثلين إلى جمعية المنتجين، فإن النجوم يحرصون على حضور حفلتين فقط هما أبرز الحفلات السينمائية السنوية والأكثر تحقيقًا لإقبال المشاهدين على شاشة التلفزيون وهما حفلة توزيع جوائز غولدن غلوبس وحفلة توزيع الأوسكار.
حتى وقت الجلوس إلى الطاولات المستديرة التي تتوزع يمينا ويسارا وفي منتصف القاعة، لا أحد سوى القلة القليلة يعرف شيئًا عن الجوائز. وفي حين أن هذا طبيعي يقع في كل سنة، إلا أن هذه السنة تتميّز عن معظم السنوات القريبة السابقة في أن الجياد المنطلقة صوب خط الوصول، هذا المساء، متساوية الحظوظ. الاختيارات صعبة. هناك كثير من الإنجازات الفيلمية الجيدة، وأكثر منها من تلك المواهب التي حققتها خلف الكاميرا أو أمامها. كيف يمكن تفضيل فيلم على آخر عندما تكون النتائج على الشاشة داعمة لهما معًا. ثم كيف يمكن تفضيل ممثل على آخر إذا كان كل منهما قدم بعض أفضل أفلامه وأدّى الدور الذي يعتبره ذروة أدواره؟
على صعيد الأفلام، تنقسم جوائز الجمعية إلى أفلام درامية وأفلام كوميدية وموسيقية. ثم هناك قسم للأفلام الكرتونية وآخر للأفلام الأجنبية. كل قسم يحتوي على خمسة أعمال توصل إليها المقترعون عبر عمليّتي تصويت. هذا العام لا يختلف في هذه الناحية، والأفلام المرتسمة تحكي إيجازًا لنشاط السينما الأميركية في عام. وبينما تنشط السينمات العالمية عبر قنوات المهرجانات المتعددة، إلا أن الأميركية إثبات على أن هوليوود تتيح للجميع مجاله المفضل: الأفلام التجارية الكبيرة وتلك الفنية التي تنتهي لالتهام أضواء الاحتفالات الكبيرة كهذا الاحتفال.
** الأفلام
مسابقة أفضل فيلم درامي:
* الأفلام المرشحة: «كارول» لتود هاينز، «ماد ماكس: طريق الغضب» لجورج ميلر، «المنبعث» لأليخاندرو غونزاليز إيناريتو، «غرفة» لليني أبرامسون، «سبوتلايت» لتوم ماكارثي.
* خلف الكواليس: هناك قوّة نسائية كبيرة في «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، حيث تشكل عضوات الجمعية قرابة نصف عدد الأعضاء. وهؤلاء يفضلن الفيلم الناعم والنسائي. «كارول» يؤمن النعومة والبطولة النسائية لأن موضوعه هو هيام بين امرأتين (تبعًا لرواية كتبتها باتريشا هايسميث في الخمسينات). لكن «سبوتلايت» سجل نجاحات كبيرة في أروقة الجوائز المعلنة حتى الآن وفي كثير من الترشيحات. وهو علاوة عن جودته يتعامل وموضوع الصحافة، أي الموضوع الذي يمثل كل أعضاء الجمعية. «غرفة» جيد لكن مخرجه ليس ضمن ترشيحات المخرجين لذلك فوزه غير محتمل. «المنبعث» هو الأفضل بينها على صعيد الصنعة السينمائية، لكن هذا لم يعد ضمانة. «ماد ماكس: طريق الغضب» هو الفرس الأسود، وهذا بدوره ليس ضمانة.
* نتوقع: «سبوتلايت» أو «كارول». مسابقة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي: الأفلام المرشحة: «ذا بيغ شورت» لآدم ماكاي، «جوي» لديفيد أوراسل، «المريخي» لريدلي سكوت، «جاسوسة» لبول فيغ، «حطام قطار» لجود أباتوف.
* خلف الكواليس: «ذا بيغ شورت»، أقرب لأن يكون كوميديا عن الوضع الاقتصادي الكارثي لعام 2008، هو الفيلم الأكثر حضورًا الآن. إقبال نقدي وترشيحات لجوائز كثيرة. لكن «جوي» يتميّز عنه بأنه سهل المنال. عاطفي وخفيف ونصف الطريق بين الفن والتجارة. «المريخي» يبدو مثل فيلم ضل طريقه فدخل هذا القسم (روّجت شركة توزيعه أنه فيلم كوميدي لأن لديها أفلاما درامية تريد لها الفوز من دون كثير منافسة) والغالب أنه سيضل طريقه أيضًا في حفلة توزيع الجوائز. كثير من الأعضاء سيعتبرون ماليسا ماكارثي، بطلة «جاسوسة» أفضل ما في الفيلم ويصوّتون لها في ذلك القسم أما «حطام قطار» فيبدو أنه جزء من الديكور أكثر منه منافس جدّي.
* نتوقع: ما سبق كله سيعيدنا إلى «ذا بيغ شورت» غالبًا يليه في الاحتمالات «جوي».
مسابقة أفضل فيلم إنيميشن: * الأفلام المرشحة: «أنوماليسا» لدوك جونسون وتشارلز كوفمن، «الديناصور الطيّب» لبيتر شون، «إنسايد أوت» لبيت دوكتر، «ذا بيناتس موڤي» لستيف مارتينو، «شون راعي الغنم» لمارك بيرتون.
* خلف الكواليس: سباق صعب آخر لكن من الممكن تفكيكه. «أنوماليسا» (إنتاج باراماونت) هو وحيد هذه الأفلام الموجه للراشدين وحدهم. وهناك فيلم لشركة فوكس هو «ذا بيناتس موڤي» وكلاهما في مواجهة فيلمين لوولت ديزني هما «الديناصور الطيّب» (تنفيذ شركة بيكسار التي ابتاعتها ديزني قبل ثلاثة أعوام) و«إنسايد أوت». الفيلم الخامس إنتاج فرنسي (لاستوديو كانال) ولو أنه ناطق بالإنجليزية. على صعيد تقني بحت فإن الأفضل هو «الديناصور الطيّب» و«شون راعي الغنم». لكن إذا ما أحب أعضاء الجمعية لعبها ثقافيًا، فإن لفيلم «أنوماليسا» حظًا لا بأس به.
* نتوقع: «الديناصور الطيّب».
مسابقة أفضل فيلم أجنبي:
* الأفلام المرشحة: «ميلاد جديد ناصع» لجاكون فان دورمايل، «النادي» لبابلو لاران، «صانع الحاجز» لكلاوس هارو، «موستانغ» لدنيس غامزي إروغفن و«ابن شاوول» للازلو نيميش.
* خلف الكواليس: هذه هي المسابقة التي تشهد تحبيذ البعض لأفلام تنتمي إلى البلاد التي جاؤوا منها، وهناك جالية لاتينية لا يستهان بها في الجمعية تعزز فيلم «النادي» لبابلو لاران. هناك جالية أخرى للفيلم الفرنسي (ذي الإخراج التركي) «موستانغ». لكن «ابن شاوول» الآتي من المجر وعد بأنه سيكتسح الجوائز في هذا الموسم وهو بالتأكيد سيظهر مجددًا في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. «ميلاد جديد ناصع» لمع عند التصويت لكنه لا يلمع كثيرًا حين النظر إلى الأفلام الأخرى التي يواجهها. * نتوقع: إن لم يفز بها «النادي» سيفوز بها «ابن شاوول» والعكس صحيح.
** كتابة وإخراج
مسابقة أفضل سيناريو:
* السيناريوهات المرشحة:
«غرفة»، كتابة إيما دونوهيو، «سبوتلايت» سيناريو توم ماكارثي وجوش سينجر، «ذا بيغ شورت» لتشارلز راندولف وآدم ماكاي، و«ستيف جوبس» لآرون سوركين و«الكارهون الثمانية» لكونتين تارنتينو.
* خلف الكواليس: هناك عدد لا بأس به من أعضاء الجمعية الذين حاولوا سابقًا النفاذ إلى عالم السيناريو، وهؤلاء لهم عادة التأثير على مثل هذه الترشيحات بسبب شغفهم الخاص. لكن غالبية أعضاء الجمعية ينتخبون تبعًا لرؤاهم الخاصة غير المتخصصة. هذا ما يفسر وجود «ستيف جوبس» الواقع تحت براثن الثرثرة. والحوار المستفيض هي شيمة سيناريو كونتين تارنتينو لفيلمه «الكارهون الثمانية». أفضل منهما «سبوتلايت».
* نتوقع: «سبوتلايت».
مسابقة أفضل مخرج:
* المخرجون المرشّحون:
تود هاينز عن «كارول»، أليخاندرو ج. إيناريتو عن «المنبعث»، توم ماكارثي عن «سبوتلايت»، جورج ميلر عن «ماد ماكس: طريق الغضب»، ريدلي سكوت عن «المريخي».
* خلف الكواليس: كل واحد من هؤلاء يتوق للجائزة. جورج ميلر وريدلي سكوت يحتاجان إلى تقدير من هذا النوع العالي بعد سنوات طويلة في العمل بأقل قدر من الجوائز. لكن تود هاينز يستند إلى حسن استقبال «كارول» بين الجنس اللطيف، بينما يستند توم ماكارثي إلى العلاقة الجيّدة بين موضوع فيلمه عن الدور الإيجابي للصحافة وبين أعضاء الأكاديمية. هنا يبرز المنافس الأقوى لهذين العملين وهو الشغل الذي مارسه أليخاندرو ج. إيناريتو في «المنبعث». فهل تذهب هذه الجائزة إليه؟
* نتوقع: أليخاندرو إيناريتو محتمل قوي يصاحبه في هذا الاحتمال تود هاينز.
** ممثلون وممثلات
مسابقة أفضل تمثيل نسائي في فيلم درامي: المرشحات: كايت بلانشيت عن «كارول»، روني مارا عن «كارول»، بري لارسن عن «غرفة»، ساويرس رونان عن «بروكلين» وأليسيا فيكاندر عن «الفتاة الدنماركية».
* خلف الكواليس: معظم الجوائز التي وزّعتها الجمعيات النقدية حتى الآن كانت من نصيب كايت بلانشيت. أقلها من نصيب أليسا فيكاندر. الباقيات تُرجم الإعجاب بهن في الكتابات النقدية، لكن روني مارا تأتي ثانية في الاهتمام بعد كايت بلانشيت. هذا الوضع لا بد أن يتكرر هنا ما يعني فوز كايت بلانشيت.. لكنه قد لا يتكرر مطلقًا لأن الشعور الحالي بين الأعضاء، وبعد مشاهدتهم لأداءات رائعة من بري لارسن وساويرس رونان أنهما تستحقان الجائزة أكثر من سواهما.
* نتوقع: كايت بلانشيت عن «كارول» أو ساويرس رونان عن «بروكلين».
مسابقة أفضل تمثيل رجالي في فيلم درامي: المرشحون: برايان كرانستون عن «ترامبو»، ليوناردو ديكابريو عن «المنبعث»، مايكل فاسبيندر عن «ستيف جوبز»، إيدي ردماين عن «الفتاة الدنماركية»، ويل سميث عن «ارتجاج».
* خلف الكواليس: هناك ثلاثة ممثلين يشخصون ثلاث شخصيات حقيقية هم إيدي ردماين الذي يؤدي دور أول رجل أجرى عملية تحويل جنس، وذلك في مطلع القرن الماضي، وبرايان كرانستون الذي لعب دور الكاتب السينمائي الممنوع من مزاولة عمله أيام المكارثية دالتون ترامبو ومايكل فاسبيندر عن «ستيف جوبز». وكل منهم قام بدوره على أفضل وجه. في الواقع ردماين يضطلع بالدور الأصعب دراميًا وهذا ما يؤهله لجائزة لولا أنه سبق ونالها في العام الماضي عن دوره (الصعب أيضًا) «نظرية كل شيء». كل هؤلاء ينظرون الآن إلى ليوناردو ديكابريو كالممثل الذي لا بد أنه سيفوز. أما ويل سميث فيستطيع الانتظار لسنة أخرى.
* نتوقع: ليوناردو ديكابريو عن «المنبعث».
مسابقة أفضل تمثيل نسائي في فيلم كوميدي أو موسيقي:
* المرشحات: جنيفر لورنس عن «جوي»، ماليسا ماكارثي عن «جاسوسة»، آمي شومر عن «حطام قطار»، ماغي سميث عن «السيدة في العربة» وليلي توملين عن «جدّة».
* خلف الكواليس: النوستالجيا تطل عبر ليلي توملين (76 سنة) وماغي سميث (81 سنة) الأولى رشحت سبع مرات من قبل ولم تفز إلا ضمن أبطال وبطلات فيلم روبرت التمان «اختصارات» سنة 1993، ولم تفز بالأوسكار مطلقًا، والثانية كانت أوفر حظًا إذ رشحت إحدى عشر مرّة وفازت مرّتين آخرهما قبل عامين كأفضل ممثلة مساندة في حلقات تلفزيونية قصيرة (عن «داونتاون آبي»). هذا ليس العام الذي سيميل فيه الأعضاء إلى الماضي؛ إذ لديهم ماليسا ماكارثي وآمي شومر وجنيفر لورنس والكل في دور كوميدي أو عاطفي جيّد.
* نتوقع: آمي شومر.
مسابقة أفضل تمثيل رجالي في فيلم كوميدي أو موسيقي:
* المرشحون: كرستيان بايل وستيف كارل عن «ذا بيغ شورت»، مات دامون عن «المريخي»، آل باتشينو عن «داني كولينز»، مارك روفالو عن «عرّف الدب القطبي».
* خلف الكواليس: بين ستيف كارل وكرستيان بايل، المرشّحان عن فيلم واحد، فإن الناقد عليه تفضيل ستيف كارل، لكنهما أضعف من استحواذ الجائزة في هذه المسابقة كون دور كل منهما ليس قياديًا. هذا على عكس الثلاثة الآخرين. أقواهم هو مات دامون عن «المريخي».
* نتوقع: مات دايمون خصوصًا إذا ما أخفق «المريخي» في اختطاف جوائز أخرى.
مسابقة أفضل تمثيل نسائي مساند:
* المرشحات: جين فوندا عن «شباب»، جنيفر جاسون لي عن «الكارهون الثمانية»، هيلين ميرين عن «ترامبو»، أليسا فيكاندر عن «إكس ماشينا» وكيت وينسلت عن «ستيف جوبز».
* خلف الكواليس: لا تقل هذه المسابقة صعوبة عن نظيرتها بين الممثلات في الأدوار الرئيسة. لكن يمكن لجين فوندا أن تبقى على كرسيها هذا العام لأن دورها أصغر بكثير حتى في تصنيف الأدوار المساندة. أليسا فيكاندر دورها أطول، وليس أقوى، هيلين ميرين قوية عن «ترامبو» كذلك كيت وينسلت عن «ستيف جوبز».
* نتوقع: كايت وينسلت عن «ستيف جوبز» أو أليسا فيكاندر عن «إكس ماشينا».
مسابقة أفضل تمثيل رجالي مساند: المرشحون: بول دانو عن «حب ورحمة»، إدريس ألبا عن «وحوش بلا أمّة»، مارك ريلانس عن «جسر الجواسيس»، مايكل شانون عن «99 منزلاً» وسلفستر ستالون عن «كريد».
* خلف الكواليس: أربعة من المرشحين، هم ريلانس وشانون وستالون وألبا قدّموا أفضل أدوارهم. بول دانو لا يترك التأثير إلا خلال مشاهدة «حب ورحمة» بعد ذلك يتبخر على عكس المرشحين الآخرين، خصوصًا ألبا وستالون. على أن المنافسة الأقوى ستكون بين ستالون (يستحق عن كل أدواره حسب البعض) ومايكل شانون الذي يؤدي دورًا رائعًا في «99 منزلاً».
* نتوقع: سلفستر ستالون أو إدريس ألبا.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».